الصين تسعى للهيمنة على سلاسل التوريد العالمية عبر شركة كبرى للمعادن النادرة

السبت 4 ديسمبر 2021 06:58 ص

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الصين ستعزز هيمنتها على سلاسل التوريد العالمية من خلال إنشاء شركة كبرى تعنى بالعناصر المعدنية "النادرة" في العالم.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين أن الشركة سيُطلق عليها "تشاينا رير أيرث جروب"، وسيكون مقرها في مقاطعة جيانجشي الغنية بالموارد الطبيعية؛ حيث سيتم دمج عمل بعض الشركات التابعة للسلطات الصينية، خاصة تلك التي تعمل في مجالات التعدين.

وقال أحد المطلعين على المشروع للصحيفة إن "المجموعة الجديدة مصممة لزيادة قوة الصين في تحديد الأسعار، واستخدام نفوذها لتقويض الجهود الغربية للسيطرة على التقنيات الحيوية".

ويقول تقرير للبيت الأبيض إن الصين تهيمن على 55% من صناعة تعدين العناصر الأرضية النادرة، وهي مسؤولة عن 85% من الصناعات التحويلة لهذه العناصر.

والعناصر الأرضية النادرة "آر إي إي إس" (REEs) بحسب تعريف "الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية" هي مجموعة من 17 عنصرا كيميائيا مهما للغاية، وأطلق عليها وصف "نادرة" بسبب قلة الأماكن التي كانت تستخرج منها سابقا، لكنه مؤخرا بات يعثر على تركيز عالٍ نسبيا من هذه العناصر في القشرة الأرضية.

وعلى مدى السنوات الماضية، احتلت العناصر الأرضية النادرة دورا متزايد الأهمية في التقنيات الحديثة؛ حيث يتم استخدامها كمادة خام أساسية في تصنيع كثير من الأشياء، بدءا من الهواتف الذكية إلى محركات الأقراص وتوربينات الرياح والأقمار الاصطناعية والنواقل الفائقة ومكونات السيارات الكهربائية، وغيرها من الصناعات الحديثة.

وليس من الواضح كيف ستعمل هذه الشركة الجديدة على الصعيد الوطني في الصين، لكن شركات كبرى بدأت في الإعلان عن عمليات اندماج مع شركات أخرى تحضيرا لتعمل جميعها تحت شركة "تشاينا رير أيرث جروب".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قدمت شركة "تشاينا مينميتال"، التي ستشكل أحد أفرع الشركة الجديدة، طلبا لبورصة شنتشن لتعلن فيه عن عمليات اندماج استراتيجية مع "ألمنيوم كورب" الحكومية.

وتستهدف الشركة الجديدة تعدين ما مجموعة 17 عنصرا لها قيمة عالية لخصائصها المغناطيسية والتوصيلية، والتي يتم استخدامها لتصنيع مجموعة من المكونات الهامة التي تستخدم في السيارات الكهربائية والهواتف الذكية وحتى أنظمة الدفاع الصاروخي.

ويؤكد تقرير الصحيفة أن هذا الأمر سيمنح الصين نفوذا كبيرا على صناعة الأجهزة التقنية المتنوعة.

ويشير إلى أن هذه الجهود التي تبذلها الصين تأتي في وقت تزداد الحساسية في الغرب من استخدام بكين هيمنتها في الصناعة كسلاح جيوسياسي.

وفي الوقت الذي زادت فيه المخاوف من أن بكين قد تستخدم سيطرتها على المواد النادرة لأغراض استراتيجية، وقعت وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقية استثمار مع شركة أسترالية لتعدين ومعالجة العناصر النادرة؛ حيث ستنشئ منشأة خاصة لمعالجة هذه المواد النادرة في تكساس.

وتواجه سلاسل التوريد العالمية طلبا غير مسبوق منذ النصف الثاني للعام 2020؛ إذ أنفق المستهلكون على السلع عوضا عن الخدمات أثناء عمليات الإغلاق بسبب فيروس "كورونا"، وفق وكالة "فرانس برس".

لكن الارتفاع في الطلب أضر بالعديد من القيود العملية بما في ذلك القدرة الاستيعابية لسفن الحاويات ونقص الحاويات والعمالة والازدحام في الموانئ فضلا عن قيود "كورونا".

وأفاد "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)" بأن أسعار الاستيراد العالمية قد ترتفع بنسبة 11% وأسعار المواد الاستهلاكية بـ1.5% بين الفترة الحالية والعام 2023.

وذكر "أونكتاد" في تقرير بشأن "مراجعة النقل البحري 2021" أن "أسعار المواد الاستهلاكية العالمية سترتفع بشكل كبير العام المقبل إلى أن تتوقف الاضطرابات في سلاسل شحن الإمدادات وتتم معالجة قيود الموانئ وأوجه القصور في المحطات".

المصدر | الخليج الجديد - وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

الصين أمريكا المعادن النادرة

اليابان تكتشف مخزونا من المعادن النادرة يكفي العالم لقرون