بدر الراشد: نسخة جديدة من «توماس فريدمان» بعد زيارة المملكة

الخميس 26 نوفمبر 2015 02:11 ص

أثارت زيارة الكاتب الأمريكي في صحيفة «نيويورك تايمز»، «توماس فريدمان»، إلى العاصمة السعودية الرياض، الكثير من الجدل بين السعوديين، بسبب مواقفه السابقة الناقدة للمملكة.

وكان «فريدمان» قد تلقى دعوة من مركز الملك سلمان للشباب، وألقى محاضرة عن العولمة الأسبوع الماضي، وكتب مقالا عنيفا ضد السعودية في الأول من سبتمبر/أيلول الماضي، اعتبر فيه أن المملكة سبب «إلغاء التعددية من الإسلام»، وأنها مصدر التطرف، وملهمة لتنظيم «الدولة الإسلامية». (طالع المزيد)

إلا أن «فريدمان»، كتب الأربعاء الماضي مقالا مغايرا، بعد زيارة الرياض، ليتحدث عن «صراع أجيال داخل المملكة»، وليقول إنه اكتشف «سعودية مختلفة» عن تلك «التي يكتب عنها من بعيد».

وبحسب الكاتب السعودي «بدر الراشد» فقد بدأ «فريدمان» مقاله الجديد بصيغة اعتذارية، يذكر فيها رؤيته السابقة، والذي يصفها بأنها تشكلت عن بعد، ليقرر بأنه من السهل الكتابة عن السعودية من بعيد، انطلاقا من اعتبار السعودية هي مصدر لنسخة مضادة للتعددية في الإسلام ولكنه يستدرك حالا: «لكن ما أربكني، أنني عندما أذهب إلى هناك، وأقابل الناس، أحب هذا، ورأيت تيارات مضادة للتوجه العام».

وذكر في مقاله أيضا أنه جاء إلى السعودية بحثا عن جذور «الدولة الإسلامية»، منتقدا القضاء السعودي، باعتباره خاضعا لهيمنة المحافظين، وأنهم يحكمون على الليبراليين بالجلد.

وبحسب الراشد، فإن المقال الذي انتقد فيه فريدمان المملكة في سبتمبر أيلول الماضي، وأثار كثيرا من النقاشات، بات جزءا من الماضي، إذ كتب فريدمان، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني، مقالا مغايرا، بعد زيارة الرياض، ليتحدث عن صراع أجيال داخل المملكة، وليقول إنّه اكتشف سعودية مختلفة عن تلك التي يُكتب عنها من بعيد. 

ونقل «فريدمان» عن ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، خططه لفك الاعتماد على النفط،  ومحاولة إجراء تعديلات اقتصادية تضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية في الدولة، حتى لو هبط سعر النفط لما دون الثلاثين دولارا للبرميل.

كما ينقل قول الأمير: «70% من الشباب السعودي يمتلكون رؤية مختلفة عن الـ30% المتبقين، مضيفا أن محاربة الفساد في السعودية هي أحد التحديات الرئيسية».

وأورد في مقالته تفاصيل كثيرة عن لقائه بالأمير «محمد بن سلمان»، ونقل كذلك الحديث الذي دار بينهما عن أهمية أن تعكس الحكومة أوضاع المجتمع، وتصبح جزءا منها، بالإضافة إلى انتقاداته اعتبار السعودية مصدر «الدولة الإسلامية».

وخلص «فريدمان» إلى وجود توجهين في الحكومة السعودية والمجتمع، أحدهما محافظ يروج الإسلام السلفي، وآخر يعمل مع الغرب من أجل مواجهة الجهاديين.

وكان «فريدمان» قد كتب مقالا عنيفا ضد السعودية، قبيل زيارة الملك «سلمان» الأخيرة إلى واشنطن قال فيه: «مع تغطية صحيفة واشنطن بوست إرسال 200 جنرال وأدميرال أمريكي متقاعد، رسالة إلى الكونغرس ليدفعوا باتجاه رفض الاتفاق النووي مع إيران، باعتباره مهددا للأمن القومي الأميركي.. هناك خطر آخر في الشرق الأوسط غفلت عنه الرسالة ويجب الحديث عنه».

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة توماس فريدمان

رسائل «توماس فريدمان» من المملكة العربية السعودية

مثقفون سعوديون: أوقفوا زيارة «توماس فريدمان» للمملكة

السعودية تسيء لنفسها قبل أن يسيء إليها الآخرون!

«فريدمان»: السعودية مرتعدة من احتمال مهاجمة «الدولة الإسلامية» لـ«إسرائيل»