جماعة ضغط بأمريكا ترصد ملامح تغيير المناهج العربية لصالح إسرائيل

السبت 11 ديسمبر 2021 06:40 م

تحدثت منظمة مدافعة عن إسرائيل في الولايات المتحدة -في تقرير موسع– عن "نجاحات في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية عبر حذف انتقادات لليهود وإسرائيل من الكتب المدرسية".

وطالبت بمواصلة الضغوط لحين إدراج الدولة العبرية على الخرائط العربية، وتعليم الطلاب -بشكل مناسب- عملية السلام بين العرب وإسرائيل وتعريفهم بمذابح الهولوكوست.

وسجلت رابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" (ADL) التفاصيلل -التي ينص موقعها على أنها تعمل لدعم إسرائيل من أجل دولة يهودية ديمقراطية، وأنها ترصد حملات معاداة الصهيونية في العالم- تعطي نظرة نادرة على تفاصيل الاهتمام والتدخل الدولي في مناهج تعليم النشء في العالم العربي، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتغيير المفاهيم بشكل جذري.

وقالت المنظمة إن "الإصلاح التعليمي في الشرق الأوسط يبعث الأمل في استمرار التقدم في التصدي للتطرف". وأشارت إلى تقرير أعدته مؤخرا بالاشتراك مع "معهد توني بلير للتغيير العالمي" الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والذي يشغل أيضا منصب مستشار خاص للشؤون الدولية في الرابطة. ويقع التقرير في 45 صفحة وحمل عنوان "تعليم السلام والتسامح في العالم العربي بعد عقدين من 11 سبتمبر/أيلول".

ووصفت المنظمة التقرير بأنه "دراسة مشتركة رائدة تبحث في تأثير الإصلاحات التعليمية في المنطقة منذ 11 سبتمبر/أيلول على التهديد المستمر الذي يشكله المتطرفون، مع التركيز بشكل خاص على مراجعة الكتب المدرسية المنشورة في العالم العربي".

ويخلص التقرير إلى "وجود بعض المحتوى الإيجابي والمبتكر في الكتب المدرسية لمعظم البلدان اليوم، ولكن في العديد من المجالات الجوهرية للسلام والتسامح، لا يزال هناك مجال واسع للتحسين".

وينطلق التقرير، الذي كتبه مدير الشؤون الدولية في الرابطة، "ديفيد أندرو واينبرغ"، من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في تبرير للدفع نحو مجهودات تغيير مناهج التعليم في العالم العربي، بغرض تربية جيل لا يعرف معاداة أو كراهية الغرب أو إسرائيل. ولا يخفي التقرير الغرض من عمليات إصلاح التعليم لتحقيق ذلك الهدف؛ فينص على أن "أحد الطرق هو تغيير المناهج التعليمية لتشكيل هوية الصغار ومواقفهم من الآخرين".

وأثنت الرابطة على دولة المغرب في خريف 2020، لإضافتها عدة صفحات في كتب الدراسات الاجتماعية لطلاب الصف السادس، التي أشارت فيها إلى الجالية اليهودية وإلى إسهاماتها في التراث المغربي. ويمتدح التقرير كذلك صورة في كتاب مدرسي تبرز الملك "محمد السادس" في زيارته إلى بيت ذاكرة اليهود المغاربة في الصويرة.

أما في مصر، فيمتدح التقرير المجهود المتواصل لتغيير المناهج التعليمية هناك ويشيد بعمليات التطوير في الكتب بها منذ عام 2015 سواء في التعليم العام أو في مناهج الأزهر على حد سواء. ويمتدح التقرير ما كتب -على سبيل المثال- في منهج الثانوية العامة الذي يحمل دروسا عن "تقبل الآخر".

وأشادت الرابطة بإزالة آيات الجهاد من بعض الكتب الدراسية العربية؛ فقالت "اتخذت معظم المناهج الوطنية خطوات نحو إعادة صياغة كيفية تدريس مفهوم الجهاد، للحد من احتمالات تجنيد الإرهابيين".

وأثنى التقرير على "أن المملكة العربية السعودية قد أزاحت مؤخرا مقطعا قديما يدعو إلى الجهاد على أنه ذروة سنام الإسلام، وقد أدرجت بالفعل دروسا في الكتب المدرسية التي تمنع الجهاد المسلح منعا باتا إذا لم يوافق الحاكم أو الوالد على ذلك".

أما عن الإمارات، فقال التقرير إن هناك "إشارة إيجابية تأتي من كتاب الإمارات للصف العاشر ’تعليم الأخلاق‘ الذي يذكر وجود المعابد الهندوسية والسيخية بالبلد في مؤشر على التنوع به".

وامتدح كذلك وجود نص في كتاب اللغة الإنجليزية بالدولة نفسها عن شخص يعيش في بناية مع العديد من الأصدقاء، ويقول إن الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) يعتبر واحدا من أفضل إجازاتهم، فيقول "أفضل عطلة لي هي الكريسماس. ونحن نجهز عشاء كريسماس خاصا ونتبادل الهدايا".

أما عن الفلسطينيين، فيعلق التقرير قائلا: "للأسف، لا تزال السلطة الفلسطينية تنشر أيضا كتبا مدرسية تضع تركيزا شديدا جدا على فكرة الجهاد والاستشهاد. وهي تعلم طلاب الصف التاسع في مقطع عن ’الحكمة وراء محاربة الكفار‘ أن الله ’قادر على إبادة وقتل الأعداء‘ ولكن بدلا من ذلك ’أمر [المؤمنين] بمحاربتهم‘".

أما في الكويت، فانتقدت جماعة الضغط كتابا كويتيا حديثا للصف الثاني عشر لكونه يشير إلى الأحمديين باستخدام "مصطلح مهين وهو القاديانيين"، ويرفض تعريفهم -المفضل الذي يقولونه عن أنفسهم أنهم- "طائفة إسلامية". 

وعاب التقرير أن الكتاب الدراسي الكويتي يعلّم أيضا أن المذهب الأحمدي يسمح بتناول الكحول ولحم الخنزير والمخدرات غير المشروعة، وأن الأحمديين يعتقدون أن جميع المسلمين الآخرين كفار، وهو ما قالت عنه رابطة مكافحة التشهير إنها أمور غير صحيحة.

ورغم أن التقرير يمتدح مناهج التعليم في قطر لتعزيزها الحوار بين الحضارات، فإنه ينتقد القائمين عليها لاحتفائهم بأعمال المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي الذي وصفته بأنه "سيئ السمعة منكر للهولوكوست".

وتعمل جماعات الضغط من المنظمات اليهودية الأمريكية على تمرير التغييرات في النصوص المدرسية في المنطقة العربية بعدة وسائل، منها عقد لقاءات متتالية مع معظم المسؤولين العرب الزائرين للعاصمة الأمريكية، وأيضا دفع أعضاء الكونغرس والمسؤولين الأمريكيين لإثارة الموضوعات نفسها في لقاءاتهم مع المسؤولين العرب، ثم إدراج المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وهيئات المعونة في عملية تغيير المناهج تحت مسمى الابتكار والإصلاح، وأخيرا استخدام حملات ضغط أخرى تشمل الإعلام والتشهير.

وتبنت عدد من المنظمات الأمريكية وأخرى يهودية -التي عادة ما تكون مدافعة عن معظم سياسات إسرائيل في الشرق الأوسط- مجهودا واسع النطاق لتغيير وتعديل المواد التعليمية في المدارس العربية من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة؛ وذلك بغرض التطوير، ويثمن التقرير ثمار هذا المجهود.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكتب المدرسية إسرائيل الدول العربية جماعات ضغط الشرق الأوسط

تعاونت مع إسرائيل.. الكشف عن شبكة سرية تتجسس على المساجد الأمريكية

تقرير دولي: زيادة جرعة التسامح مع اليهود بالمناهج الدراسية الإماراتية