اشتباكات سبها.. إعادة توزيع خارطة التحالفات العسكرية جنوبي ليبيا

الخميس 16 ديسمبر 2021 06:15 م

سلطت اشتباكات سبها، جنوبي ليبيا، الضوء على إعادة توزيع خارطة التحالفات العسكرية بين القوى الفاعلة على الأرض في صراع نفوذ بين القوات الداعمة للجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" وقبائل وتشكيلات مسلحة داعمة لـ "سيف الإسلام"، نجل رئيس ليبيا الراحل "معمر القذافي".

وتسيطر الكتيبة 116 مشاة، بقيادة "مسعود جدو السليماني"، وتشكيلات مسلحة أخرى، على أجزاء كبيرة من مدينة سبها عسكريا وأمنيا، في ظل تأييد لها من قبائل الجنوب الليبي الداعمة لـ "القذافي"، فيما يعتمد "حفتر" على قوة عمليات الجنوب، التي يرأسها "مبروك سحبان"، ومجموعات مسلحة من اللواء 128 ولواء "طارق بن زياد" ومرتزقة أفارقة يتمركزون في قاعدة "براك الشاطئ" جنوبا وبعض المناطق قرب مدينة سبها.

ويعود سبب الاشتباكات بين الطرفين إلى سرقة 11 مركبة ذات دفع رباعي من قبل "ميليشيا مسلحة مدججة بالأسلحة الثقيلة والمدرعات تابعة لميليشيات تحت إمرة مبروك سحبان" كانت متجهة إلى سبها ومخصصة من وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية لمديرية أمن سبها.

وأكدت المديرية، في بيان، أن قوات "حفتر" اعترضت أعضاء الشرطة ومركباتهم وتوجهت بهم نحو قاعدة براك الشاطئ جنوبي ليبيا حيث التمركز الرئيسي لقوات ومرتزقة "حفتر".

ويرجع الصراع بين الكتيبة 116 مشاة المسيطرة على مدينة سبها وقوات "حفتر" إلى قرار المجلس الرئاسي القائد الأعلى للجيش، في يونيو/حزيران الماضي، بإنشاء قوة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتكليف "مسعود جدو" بإمرتها، ما لاقى اعتراضا من "حفتر"، الذي أصدر، في سبتمبر/أيلول الماضي، أمرا بحل الكتيبة 116 مشاة وضم آلياتها إلى منطقة سبها العسكرية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، منعت تشكيلات مسلحة تابعة لـ"حفتر" قوة من وزارة الداخلية من الوصول إلى سبها للمشاركة في تأمين المدينة ودعم مديرية أمن سبها بآليات مسلحة تبعها إغلاق قوات "حفتر" لمجمع المحاكم في سبها وطرد العاملين فيه اعتراضا على مشاركة "سيف الإسلام القذافي" في الانتخابات.

وبعد هذه الأحداث، ساءت الأمور بين مقربين من "حفتر" و"السليماني" اعتراضا على تلقي الأخير تعليماته ودعما مباشرا من طرابلس، التي تناصب قواتها العداء لـ"حفتر"، ما تسبب في صراع بين الطرفين في مدينة سبها.

وفي السياق، أدانت وزارة الداخلية حادثة السطو المسلح على عدد من مركبات الشرطة التي كانت في طريقها لدعم مديرية أمن سبها لتأمين وحماية الانتخابات، مؤكدة أن "يد العدالة ستطال من كان وراء هذا الفعل الإجرامي وسيتم محاسبته وتقديمه للعدالة".

وأعاد المجلس الرئاسي -  القائد الأعلى للجيش الليبي - قبل يومين هيكلة الكتيبة 116 مشاة المناوئة لـ "حفتر" لتصبح "لواء 116 قتال" تتبع مباشرة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وتمول من خلاله وتتولى تأمين وحفظ الأمن ودرء التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها بالجنوب الليبي.

ويرى عضو أعيان الجنوب الليبي "يوسف عبدالسلام" أن الصراع بين قوات "حفتر" و"مسعود جدو" بدأ بصراع نفوذ على المنطقة الجنوبية بخصوص مسارات التهريب والسيطرة على المناطق والتمويل المباشر من طرابلس، وفقا لما نقله "الجزيرة نت".

وقال "عبدالسلام" إن "قبائل أولاد سليمان التي ينتمي إليها مسعود جدو علاقتها جيدة بقبيلة القذاذفة ولذلك سنشاهد تحالفا بين القبيلتين لطرد حفتر وقواته والتنسيق في إعادة السيطرة على الجنوب بعد ظهور سيف الإسلام القذافي للعلن وحاجته للتحرك بشكل علني ومباشر مع الشعب".

ووصف "عبدالسلام" التنسيق بين القذاذفة وأولاد سليمان والقبائل الأخرى بتحالف صنعته المصلحة والضرورة للطرفين إضافة إلى وجود علاقة اجتماعية قديمة بينهم رغم ما تخللها من اضطرابات.

وأضاف: "سيف القذافي سيكون هو الواجهة السياسية القادمة للجنوب الليبي خصوصا ولأنصاره بشكل عام، وسيعتمد على تشكيلات أولاد سليمان في جناحه العسكري للتحرك وجمع التشكيلات المسلحة والجيش النظامي السابق تحت إمرته".

واستبعد "عبدالسلام" حصول حرب واسعة جنوبي ليبيا بين "سيف القذافي" و"خليفة حفتر"، بسبب تخوف الأخير من التدخل الروسي المباشر ضده.

وأكد المحلل السياسي "موسى تيهوساي" أن وضع الجنوب مقلق للغاية بعد ظهور معادلة جديدة يتزعمها "سيف الإسلام القذافي" لطرد "حفتر" من المنطقة، خاصة أن الأخير لا يملك حاضنة شعبية يمكنه أن يستند عليها في البقاء بالجنوب.

وأشار إلى أن العديد من قادة "حفتر" في الجنوب انضموا إلى "سيف القذافي"، وهو ما يراه "حفتر" خطرا كبيرا على وضعه في المنطقة التي استغل على مدى سنوات التناقضات الاجتماعية فيها لضمان ولاء المؤثرين فيها له.

وإزاء ذلك، يرى "تيهوساي" أن هناك رسما لملامح معادلة جديدة في المنطقة الجنوبية البعيدة جدا عن مراكز صنع القرار في طرابلس وفي شرق ليبيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا سبها سيف لإسلام القذافي خليفة حفتر مسعود جدو السليماني

محكمة ليبية تأمر بوقف اعتماد القائمة الأولية لمرشحي الانتخابات الرئاسية.. والبرلمان يعلق

الانتخابات ليست الحل.. أزمة الجماعات المسلحة في ليبيا

اغتيال مسؤول ليبي بسبها.. وباشاغا يهاجم الدبيبة