مناورات باسيكس.. تدريبات جزائرية إسبانية لتأمين الملاحة غربي المتوسط

الخميس 16 ديسمبر 2021 08:44 م

أنهت القوات البحرية الحربية الجزائرية ونظيرتها الإسبانية، الخميس، مناورات "باسيكس"، لتأمين الملاحة غربي البحر المتوسط.

وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن المناورات، التي امتدت 3 أيام، فيما لم يعلن عنها الجانب الإسباني، في مفارقة لافتة، خاصة في ظل ندرة مشاركة الجزائر في مناورات مع دول غربية، خاصة تلك التي تتمتع بعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

واكتفت الوزارة بالحديث عن السفن الحربية التي تشارك في هذه المناورات مثل "رايس حسان بريبيار" الجزائرية المحملة بالصواريخ، والسفينة الحربية الإسبانية "أوداز بي 45"، التي تحمل طائرات مروحية، علاوة على سفن وغواصات لم يتم تحديدها.

وكانت مناورات تحمل الاسم نفسه قد جرت، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي بين البلدين، بهدف التدريب على حماية أنبوب الغاز الذي ينطلق من سواحل الجزائر الى منطقة الأندلس، ويمر منه حوالي 50% من حاجيات إسبانيا والبرتغال من الغاز.

ولهذا، ركزت المناورات على مرافقة السفن الملاحية ثم التنسيق في الاتصال بين البحرية الجزائرية والإسبانية بحكم أن الاتصال والتواصل أمر حيوي وقت التدخل لمواجهة الطوارئ.

ولا تجمع الجزائر علاقات عسكرية وطيدة مع إسبانيا، ولا تشتري منها السلاح، باستثناء بعض الآليات البسيطة، ويعود ذلك بالأساس إلى أن الجزائر تعد حليفا عسكريا لروسيا، ما يثير قلق دول جنوب أوروبا.

وفي هذا الإطار، تزعمت فرنسا إجراء دول جنوب البحر المتوسط، رفقة الولايات المتحدة وبريطانيا مناورات حربية، الشهر الماضي، لمواجهة "خطر عسكري قادم من الجنوب"، في إشارة الى التنسيق بين الجزائر وروسيا.

وعلى التوازي، كانت تجري في مياه الجزائر مناورات بين البحرية الجزائرية والروسية للتعامل مع هجوم قادم من الضفة الشمالية.

ورغم ذلك، تطور إسبانيا والجزائر تدريجيا علاقة عسكرية مسنودة بالتفاهمات الكبرى في المجال السياسي وكذلك في مجال الطاقة، إذ تحولت مدريد الى مخاطب رئيسي للجزائر خلال السنوات الأخيرة وتحديدا منذ 2020، خاصة في ظل توتر علاقات كلا البلدين مع المملكة المغربية.

ولم تتطور العلاقة الجزائرية الإسبانية الى صفقات أسلحة، إذ كان يجري الحديث عن شراء الجزائر فرقاطات إسبانية، لكنها فضلت في آخر المطاف الاستمرار في تقليدها بالاعتماد على الصناعة العسكرية الروسية ثم الصينية مؤخرا.

ويساعد على تطوير هذه العلاقة غياب توتر العلاقات بين البلدين، عكس علاقات الجزائر المتأزمة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

لكن هذا التطوير يظل مهددا على خلفية نزاع تحت السيطرة حول ترسيم الحدود البحرية سنة 2018، الذي شمل المياه الإقليمية لجزر البليار وخاصة جزيرة كابريرا.

وأعربت مدريد عن رفضها للترسيم في فبراير/ شباط الماضي، واتفق البلدان لاحقا على تسوية الأمر عبر مفاوضات، دون التوصل إلى أي اتفاق في هذا الشأن حتى الآن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجزائر إسبانيا المغرب البحر المتوسط مناورات باسيكس

قضية الصحراء.. الجزائر تستدعي سفيرها في مدريد للتشاور