بعد إعلان قرطاج.. أزمة الرباط والجزائر تنذر بمستقبل قاتم للمغرب العربي

الأحد 19 ديسمبر 2021 06:33 ص

بعد إعلان بيان مشترك تونسي جزائري عن تأسيس "فضاء إقليمي جديد"، باسم "إعلان قرطاج"، تنذر الأزمة المغربية الجزائرية بمستقبل قاتم لمنطقة المغرب العربي، خاصة في ظل لجوء كل من الرباط والجزائر إلى البحث عن تحالفات مع القوى الكبرى.

وأورد البيان أن الفضاء المشترك بين البلدين "يوفر ردودا منسّقة وناجعة للتحديات الأمنية والاقتصادية والصحية، وللأحداث ولكافة التطورات الراهنة والقادمة على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وأثار البيان تساؤلات بشأن الأسباب والأهداف المتوخاة من تأسيس اتحاد مغاربي بدون المغرب وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" إلى تونس يومي الأربعاء والخميس.

وعزز من تلك التساؤلات امتناع تونس عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي الأخير القاضي بتمديد عمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" لمدة سنة إضافية، ما رأى فيه مراقبون تقاربا مع الجزائر.

وفي السياق، أجمعت تقارير إعلامية إسبانية على أن منطقة المغرب العربي انقسمت بالفعل إلى محورين في 2021، أبرز عناصرهما القوتين في المنطقة: المغرب والجزائر.

وتساءلت صحيفة "ليبرتاد ديجيتال" عن الخطر الذي استشعرته الولايات المتحدة وإسرائيل ليدعمان المغرب في موقفه ضد الجزائر، مشيرة إلى أن روسيا، الحليفة للجزائر، هي أيضا حليفة للرباط، لذلك قد تكون "إيران" الخطر الذي يقلق أمريكا وإسرائيل.

وتعززت علاقات الجزائر وإيران بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وفي 2012 دعما البلدان لوحدهما النظام السوري، كما دعمت الجزائر البرنامج النووي الإيراني في السنوات الأخيرة.

وتتهم الرباط إيران بدعم جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المغرب.

وكانت إيران الداعم الرئيسي لقطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفته وزارة الخارجية الجزائرية "أعمال عدائية مغربية ضدها".

وتقول الصحيفة الإسبانية إنه في ظل التوتر المتصاعد بين الرباط والجزائر، تنزلق إسبانيا بشكل خطير إلى صراع كان يجب أن تنأى بنفسها عنه، لكنها تورطت فيه خاصة بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو "إبراهيم غالي" للعلاج، بدعم من "محور الشر" بحسب تعبيرها.

وأشارت إلى أن علاقات مدريد بالرباط تدهورت بشكل كبير، كما ابتعد إسبانيا عن الولايات المتحدة الأمريكية وعن ألمانيا، خاصة بعد موقف برلين الأخير من مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية.

وما يزيد الوضع سوءا، بحسب الصحيفة، أن إسبانيا تعتمد على الغاز الجزائري وباتت ضعيفة عسكريا أمام جيرانها.

وفي حال نشرت الجزائر منظومة الدفاع الروسية "إس 400" وتم تأكيد تقاربها مع إيران، فإن "الصراع الأبدي" الذي يشهده الشرق الأوسط سينتقل إلى حدود إسبانيا، بحسب الصحيفة، التي اعتبرت أن حل المشكلة الإسبانية يكمن في أن تتحالف مدريد مع حلفائها الغربيين التقليديين وأن تحافظ على علاقة ممتازة مع المغرب الذي تتشاطر معه مصالح عديدة.

ودخل المغرب و الجزائر في سباق التسلح هو الأكبر في السنوات الأخيرة، وأظهرت ميزانية كل منهما الخاصة بـ2022 ارتفاعا كبيرا في مخصصات الدفاع.

وتعد الصحراء الغربية السبب الرئيسي لتوتر العلاقات بين المغرب والجزائر، ويمتد النزاع منذ عقود، ويجمع جبهة بوليساريو التي تطالب بإجراء استفتاء تقرير مصير أقرته الأمم المتحدة عام 1991، في حين يسيطر المغرب على نحو 80% من المنطقة الصحراوية الشاسعة.

وتوتر الوضع بشدة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بإعلان الانفصاليين الصحراويين أنهم في حل من وقف إطلاق النار، المبرم عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة بأقصى جنوب الصحراء الغربية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية الجزائري "علي ربيج" أن علاقات الجزائر بتونس ليست بالضرورة مرتبطة بالتوتر مع المغرب بل مرتبطة بالوضع في البلدين، معتبرا أن "الوقت مناسب لإعادة بعث اتحاد المغرب العربي بدون المغرب"، وفقا لما نقله موقع قناة "الحرة" الأمريكية.

وأشار إلى أن نجاح هذا الاتحاد قد يدفع الرباط مستقبلا إلى تغيير سياستها ومواقفها للانضمام إليه.

وفي السياق، يلفت المحلل والإعلامي الجزائري "حكيم بوغرارة" إلى أن الجزائر والمغرب يوسعان تحالفتهما، ففي الوقت الذي تحالف فيه المغرب مع إسرائيل بعد التوتر مع مدريد وبرلين، تعمل الجزائر على رفع مستوى علاقاتها مع دول مثل الصين وتركيا وإيطاليا لكن ليس فقط في المجال العسكري بل أيضا في المجال التجاري.

ونوه "بوغرارة" إلى أن إسبانيا تظهر ضعيفة دبلوماسيا أمام قوى أخرى دخلت المنطقة أو متواجدة فيها حديثا بالمقارنة مع إسبانيا على غرار الصين وأمريكا وتركيا، أو التقليدية على غرار فرنسا.

وأشار إلى أن "إسبانيا تسعى لضمان مصالحها، وتحاول اللعب على توتر العلاقات الجزائرية المغربية لتعزيز تواجدها في الجزائر وإسبانيا اقتصاديا وتجاريا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المغرب الجزائر الصحراء البوليساريو

لأول مرة.. المغرب ينشر الدرك الحربي على حدوده مع الجزائر

لماذا ترفض واشنطن وباريس والرياض التدخل في صراع الجزائر والمغرب؟

لمواجهة الجزائر.. المغرب يسعى لتعزيز قواته البحرية