قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن المسيرات التي حصلت عليها قوات الحكومة المركزية في أديس أبابا خلال الأشهر الأربعة الماضية من ثلاث دول إقليمية لمواجهة انتصارات قوات تحرير تيجراي، قلبت موازين الحرب لصالح الأولى بعد أن كادت الثانية تطيح برئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد".

وأضافت الصحيفة أن "آبي أحمد" حصل فى غضون تلك الفترة على أسطول طائرات مقاتلة بدون طيار من "حلفاء في منطقة الخليج العربي وأماكن أخرى ممن عقدوا العزم على إبقائه في السلطة".

وأوضحت الصحيفة أن تلك الدول هي تركيا وإيران والإمارات، وذلك وفقا لدبلوماسيين غربيين تحدثوا لـ"نيويورك تايمز" شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن تأثير الطائرات بدون طيار كان مدهشا، حيث قصفت قوات "آبي أحمد"، مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي تسيطر على إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا، وقوافل الإمدادات الخاصة بهم أثناء تقدمهم على طريق سريع رئيس باتجاه العاصمة أديس أبابا. 

وتراجعت قوات جبهة تحرير تيجراي ، منذ ذلك الحين لمسافة 434 كم تقريبا إلى الشمال، لتخسر شهورا من المكاسب في ميدان المعركة. بعدما هددت بدخول أديس أبابا والإطاحة برئيس الوزراء الإثيوبي، الذي حقق نصرا عسكريا كبيرا، في وقت سابق من هذا الشهر، وأرجع الفضل في ذلك لجنوده خلافا للحقيقة وليس للمسيرات المسلحة المستوردة من الدول المذكورة.

وذكرت الصحيفة أن ثمة دوافع مختلفة لكل من تركيا وإيران والإمارات في إبقاء "آبي أحمد" في السلطة، ما بين كسب المال، والحصول على ميزة في منطقة استراتيجية، ودعم منتصر في الصراع المتصاعد الذي اجتاح ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان. 

والأحد الماضي، أبلغ زعيم جبهة تحرير تيجراي، "ديبريتسيون جبريميكل"، الأمم المتحدة أنه أمر بسحب فوري لجميع القوات إلى حدود تيجراي، مشيرا، من بين عوامل أخرى، إلى "الطائرات بدون طيار التي قدمتها قوى أجنبية".

وفي رسالة إلى الأمين العام "أنطونيو جوتيريش"، دعا "جبريميكل" إلى وقف إطلاق النار ثم محادثات سلام. 

وكتب "جبريميكل":"نحن على ثقة من أن انسحابنا الجريء سيكون فتحا حاسما للسلام".