اعتبرت خبيرة في الشؤون الحزبية الإسرائيلية، السبت، أن لقاء وزير الجيش الإسرائيلي "بيني جانتس" الأخير برئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، في تل أبيب، يعود إلى دافع داخلي يرتبط بتسويق تيار يسار الوسط في دولة الاحتلال.

وذكرت "موران أزولاي"، في مقال نشرته بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "جانتس" يسعى لتقليد نموذج رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل "إسحق رابين" حين بدأ مفاوضاته مع منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيدا لإنجاز اتفاق أوسلو.

وأوضحت أن "لقاء عباس- جانتس هو في الواقع حدث داخلي لمعسكر يسار الوسط كجزء من الجهود المبذولة من أجل هوية الزعيم الإسرائيلي القادم، وهي حركة تستهدف عيون وآذان وقلب الجمهور المرتبط بحزب أزرق-أبيض وباقي معسكر يسار الوسط".

وأضافت الخبيرة الإسرائيلية: "ربما يسعى جانتس من خلال لقائه بعباس على الاستقرار في معركته الشخصية مع باقي شركائه في الحكومة، وخصومه من خارجها، حول من سيرأس المعسكر السياسي الذي سيحكم في الفترة القادمة".

وأشارت إلى أن لقاء "عباس-جانتس جاء في ذروة خوضه معركة من أجل قيادة معسكر يسار الوسط خلف الكواليس، إذ يبدو جانتس مصمما على إصلاح الأضرار التي خلفتها شراكته مع بنيامين نتنياهو في الحكومة السابقة، ويأتي اجتماعه بعباس كجزء من هذه الجهود".

واعتبرت "أزولاي" أن تحرك "جانتس" يؤكد المقولة الشهيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر" بأن "إسرائيل ليس لديها سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط".

ولقاء "جانتس-عباس" الأخير هو الثاني بينهما، حيث سبق أن التقيا يوم 30 أغسطس/آب الماضي في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

وتوقفت المباحثات السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، منذ عام 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وعدم قبولها بمبدأ "حل الدولتين".