المنطقة العربية وسط أكبر نزاعات العالم في 2022.. ما القصة؟

السبت 1 يناير 2022 08:31 م

ينتظر العالم 10 نزاعات خطيرة، في ظل تزايد احتمالات الحروب الإقليمية، والمواجهات بين القوى العظمى في الأفق.

وحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بعنوان "10 نزاعات للمراقبة خلال 2022"، فإن المنطقة العربية تتصدر هذه النزاعات، عبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمواجهة مع إيران، والحرب في اليمن.

وفيما يلي النزاعات الـ10 التي قد يشهدها العالم خلال سنة 2022:

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

شهد عام 2021 عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأخبار، مع أحداث القدس والحرب الرابعة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة إثر ذلك.

وشهدت نهاية 2021 استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" في منزله قرب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، ما أثار حفيظة عدد من الفصائل الفلسطينية التي رفضت اللقاء.

اللقاء أعقبه إصابة 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة استهدف مواقع فلسطينية عقب إصابة مستوطن إسرائيلي، جراء تعرضه لإطلاق نار، من قبل فلسطينيين، شمال قطاع غزة، ما ينذر بعودة المواجهة مع بداية 2022.

وفي أول أيام العام، رصدت إسرائيل إطلاق صاروخين على مدينة تل أبيب، قبل أن تعلن أنها قررت الرد عسكريا عليهما.

المواجهة مع إيران

وفي الوقت الذي بدا فيه أن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس السابق "دونالد ترمب" انتهى، إلا أن محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني تبدو غير ذات أمل، ما قد يعيد التصعيد إلى الواجهة من جديد.

خيار أن تصبح إيران دولة نووية لا يعجب الغرب، ويثير مخاوف كبيرة لدى إسرائيل بالخصوص، التي رُشح أن جيشها أعدّ سيناريوهات لتوجيه ضربة إلى إيران.

يأتي هذا في الوقت الذي تتعاظم فيه الاستفزازات بين الدول الثلاث في مياه الخليج وعدد من النقاط الأخرى، في حين قد يؤدي فشل مفاوضات التفاق النووي إلى تحول هذه الاستفزازات إلى اشتباكات خارجة عن السيطرة على الأرض أو في البحر أو الفضاء الإلكتروني، حسب المجلة.

الحرب في اليمن

وعلى الرغم من غياب الحرب في اليمن، عن عناوين الأخبار قليلاً خلال عام 2021، غير أن الحرب فيه لم تنته بعد، وسط مؤشرات تنحو في اتجاه عودة النزاع فيها إلى الواجهة خلال عام 2022.

ويحاول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إضعاف جماعة الحوثي في البلاد، بما يسمح بعودة الحل السياسي وعودة الحكومة الشرعية، إلا أن هذه الجهود لم تؤت أكلها بعد، فيما تبدو السعودية قد تورطت في صراع لا يبدو أنه سينتهي قريباً.

في المقابل، أخذ الحوثيون الصراع إلى أراضي السعودية إذ اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات ملغمة من دون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.

النزاع في إثيوبيا

وتقول المجلة، إن إثيوبيا التي كانت قصة إيجابية في نشرات الأخبار قبل سنتين مع تفاؤل بعودة الديمقراطية والسلام، عادت خلال السنة الماضية إلى واجهة الأحداث باعتبارها منطقة نزاع مشتعل.

واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد"، القوات الفيدرالية إلى تيجراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.

وفي الوقت الذي عاد فيه الهدوء النسبي إلى البلاد خلال الأسبوع الماضي، وإعلان الحكومة أن قواتها لن تتقدم داخل تيجراي، إلا أنها نسّبت هذا الموقف وقالت إنه يمكن أن يتغير إذا تعرضت "السيادة الإقليمية" للبلاد للتهديد.

كما أنه لم يعلن وقف إطلاق النار في البلاد، فيما لا يزال المراقبون حذرين قبل الحديث عن نهاية وشيكة للصراع.

أفغانستان ما بعد "طالبان"

وأغلق عام 2021 فصلاً طويلاً من الصراع في أفغانستان، دام قرابة عقدين، لكنه فتح فصلاً جديداً قد لا يكون النزاع بعيداً عنه بعد تولي حركة "طالبان" للحكم وسيطرتها على البلاد عقب خروج القوات الأمريكية والدولية.

بعد سيطرة الحركة أوقف عدد من دول العالم مساعداتهم لأفغانستان، فيما جمّدت دول أخرى أصولها المالية في بنوك دولية، ما جعل الحركة شبه مشلولة مالياً.

ويتوقع أن لا تستطيع الحركة دفع رواتب الموظفين المدنيين، فيما يتأزم الوضع الاقتصادي للبلاد، ويزداد خطر المجاعة مع توقف المساعدات، الأمر الذي قد يعيد إشعال فتيل النزاع في البلاد.

المتشددون في أفريقيا

ووفق المجلة، فإنه منذ هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2017 في منطقة الشرق الأوسط، باتت أفريقيا أرضاً لأكثر المعارك اشتداداً في العالم، ضد من سمتهم "المتطرفين الجهاديين المسلحين" أو "الإسلاميين المتشددين".

ويتمركز "المتشددون" في عدد من دول القارة الأفريقية من غربها إلى شرقها، في مالي ودول الساحل ومنطقة بحيرة تشاد، مروراً بنيجيريا، وصولاً إلى شرق الكونغو وموزمبيق.

هذه الأخيرة شهدت صعود متمردين يطالبون بإقامة ولاية لتنظيم "داعش" فيها.

ما بعد انقلاب ميانمار

في مطلع فبراير/شباط الماضي، نفذ قادة بالجيش في ميانمار انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس "وين مينت"، والمستشارة "أونغ سان سو تشي".

وقبل انتهاء 2021 وعشية عيد الميلاد، وقعت مجزرة في ولاية كاياه الشرقية التي تشهد معارك بين المتمردين المؤيدين للديموقراطية وقوات الجيش، راح ضحيتها أكثر من 30 شخصاً، بينهم إثنان من موظفي منظمة "سيف ذا تشلدرن"، وحُملت قوات المجلس العسكري في البلاد المسؤولية عنها.

وتقيّد الدول الغربية منذ فترة طويلة بيع الأسلحة الى الجيش في ميانمار الذي واجه حتى أثناء مرحلة الانتقال الديموقراطي مزاعم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب حملته الدامية ضد أقلية "الروهينجيا"، فيما تبدو سنة 2022 استمراراً لهذا النزاع.

التوتر في أوكرانيا

تقول المجلة إنه سواء قررت روسيا، التي تحشد قواتها على الحدود، غزو أوكرانيا أو لا، فسيكون من الخطأ تجاهل تحشيدها واعتباره مناورة أو خدعة.

وتشير إلى أن النزاع في أوكرانيا الذي كان يغلي منذ 2014، استعر بشكل خطير خلال عام 2021؛ مع خشية روسيا من دور أوروبا في النزاع ودعم دول الناتو لأوكرانيا.

وتتهم كييف موسكو بحشد عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدودها استعداداً لهجوم محتمل، فيما تنفي روسيا التخطيط لشن أي هجوم وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة بانتهاج سلوك يزعزع الاستقرار.

المواجهة الأمريكية الصينية

مباشرة بعد الانسحاب من أفغانستان، وقعت الولايات المتحدة مع أستراليا وبريطانيا اتفاقية "أوكوس" التي ستمكّن كانبيرا من امتلاك غواصات نووية، ما أعطى إشارة قوية عن الأهداف الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي باتت تركز بشكل أساسي على سبل ردع الصين.

وبعد أشهر من الدراسة، قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن التمركز العالمي للقوات الأمريكية ليس بحاجة فورية إلى تعديلات كبيرة، على الرغم من أنها ستجري تحليلاً إضافياً يتعلق بتحسينات في آسيا والمحيط الهادئ. ومع وضع الصين في الاعتبار، يخطط البنتاغون لإجراء تحسينات في البنية التحتية في بعض مناطق المحيط الهادئ، ومنها غوام.

وتعتزم الإدارة الأمريكية إبقاء الولايات المتحدة القوة المهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وباتت تايوان ذات أهمية كبرى للمصالح الأمريكية، فيما صعدت الصين من نشاطها العسكري قرب تايوان.

أزمات هايتي

وتعيش هايتي أزمات سياسية وحروباً وكوارث طبيعية، وسط تكهنات بأن يكون عام 2021 قاتماً بشكل خاص، إذ إن اغتيال الرئيس "جوفينيل مويز" في 7 يوليو/تموز الماضي في منزله، أغرق البلاد في مزيد من انعدام اليقين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثار مقطع فيديو لمروحيات أمريكية تحلق فوق شاطئ تكهنات بتدخل أمريكي محتمل في هايتي بعد خطف مبشرين أمريكيين وأقارب لهم (16 أمريكياً وكندي واحد).

وتشهد البلاد سيطرة عدد من العصابات التي تختطف محليين وأجانب مقابل الفدية، فيما تصنّف حكومة الولايات المتحدة هايتي دولة في المنطقة الحمراء ولا تبدو أنها بعيدة عن التدخل فيها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صراعات أزمات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إثيوبيا حرب اليمن صراعات أزمات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إثيوبيا حرب اليمن صراعات أزمات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إثيوبيا حرب اليمن

رغم تحدياتها الاقتصادية.. إيران تضاعف المخصصات المالية للدفاع عام 2022

ف. بوليسي: 5 قضايا كبرى تؤثر بسياسة 2022 الدولية