إسرائيل تواصل التحريض ضد قطر وتصعد حملتها العنصرية ضد النواب العرب في الكنيست

الأربعاء 20 أغسطس 2014 04:08 ص

عدنان التميمي         

تكثف في الأيام الأخيرة حجم ما يصدر في إسرائيل من تصريحات ومنشورات تحرض على إمارة قطر وأميرها ومؤسساتها، خاصة قناة الجزيرة الفضائية. وقد ازداد حجم التحريض بعد أن شن وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان» هجوما على قناة الجزيرة منتصف الشهر الماضي، في ذروة العدوان الجاري على قطاع غزة.

وترجع أسباب الهجوم الاسرائيلي على قطر لقناعة إسرائيل أن قطر تقوم بتمويل حركة حماس ودعمها على الصعيد اللوجستي من جهة فيما تستضيف قيادة مكتبها السياسي في الدوحة من جهة أخرى.

كما تستضيف  الدوحة أيضا المعارض لسياسة إسرائيل الباحث والنائب السابق في الكنيست «عزمي بشارة»، وتقول إسرائيل أن قطر تفتح الجزيرة كمنبر للمحرضين العرب  على إسرائيل .

وخلال الحملة الاسرائيلية الاخيرة على قطر والتي تكثفت مع بداية العدوان الحالي على قطاع غزة قبل قرابة شهر لوحظ بوضوح السعي الإسرائيلي لربط جهود قطر بدعم ما أسمته الحركات الارهابية والمتشددة في المنطقة، لكن الجديد هذه المرة هو توجيه الهجوم ضد حزب التجمع الوطني الديمقراطي ورئيسه عضو الكنيست «جمال زحالقة» وكذلك النائبين «حنين زعبي» و«باسل غطاس» على خلفية زيارتهم لقطر التي تتهمها بدعم المقاومة الفلسطينية في غزة.

وتشرف على هذه الحملة التحريضية جهات تابعة للحكومة الاسرائيلية  وأوساط إعلامية تدعو  لحظر نشاط التجمع الوطني والتحقيق في طبيعة زيارة أعضائه لقطر، وتأتي هذه الموجة بعد هجوم  وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على قناة الجزيرة والذي واصل هجومه على نواب التجمع الذين قاموا بزيارة قطر مؤكدا أن زيارتهم للدوحة تثبت مرة أخرى وبشكل قاطع ان لا مكان لهم في البرلمان الإسرائيلي على حد قوله. بل إنه عدهم من الطابور الخامس واعتبرهم ممثلين للتنظيمات الارهابية في الكنيست الإسرائيلي.

ويشارك  وزير المواصلات، «يسرائيل كاتس»  ليبرمان الرأي من خلال قوله بأن نواب التجمع سافروا خلال الحرب إلى قطر والتقوا مع زعيمهم «عزمي بشارة»، الذي تعتبره إسرائيل "خائنا هاربا"، ومع مؤيدين آخرين للإرهاب.

ولم يقتصر الأمر عند حدود الرأي حيث كشف  كاتس انه سيقدم التماسًا للمحكمة العليا لمنع حزب التجمع ونوابه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقالت نائبة وزير الداخلية وسكرتيرة حزب «يسرائيل بيتينو»، فانيا كيرشنباوم، أن «قيادة حماس في قطر بالتعاون مع وكلائهم في كنيست إسرائيل يفعلون كل شيء لإسقاط اتفاقية التهدئة، حزب التجمع، مثل حماس، يريدون استمرار قتل المدنيين من الطرفين. وتابعت «لا يعقل أن يزوروا دولة تمول الإرهاب ضد إسرائيل وان يمر هذا الأمر بهدوء»، داعية المستشار القضائي للحكومة إلى التحقيق مع نواب التجمع حول زيارتهم لقطر.

وبالرغم  من أن  الزيارة لا تعد الأولى لأعضاء من التجمع إلى الدوحة إلا أن توقيتها الذي جاء متزامنا مع العدوان الإسرائيلي على غزة وسط اتهامات إسرائيلية لقطر بدعم حماس بملايين الدولارات تستخدمها الأخيرة في تصنيع وتطوير منظومتها العسكرية ومع استياء شديد أصلا من مواقف النواب العرب من العدوان على غزة مثل حنين زعبي على وجه الخصوص التي تحقق معها الشرطة حاليا بتهمة التحريض على العنف  عقب مشاركتها  بمظاهرات احتجاجية على خطف وقتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير. مما  ضاعف من حجم الغضب الاسرائيلي على التجمع وزيارته إلى الدوحة.

وتشير تداعيات الغضب الإسرائيلي على زيارة نواب التجمع إلى قطر إلى حالة فقدان التوازن بسبب عدم القدرة على تحقيق أهداف العدوان على غزة، كما أن شعور عرب الداخل الفلسطينيين بالفخر والاعتزاز بالمقاومة في غزة يزيد من حالة الغليان لدى الاسرائيليين ويثير لديهم مشاعر الكراهية والحقد على العرب.

ولا ينكر  النائب في الكنيست «باسل غطاس» وجود علاقة صداقة وتفاهم مع  المركز العربي للدراسات الذي يرأسه الدكتور «عزمي بشارة» في قطر  نافيا وجود أي مشكلة تتعلق بالتواصل مع بشارة أو القطريين وأن نفقات الزيارة قام المركز بتغطيتها، ويرى بأن زيادة التطرف والعنصرية في الساحة الإسرائيلية جعلت الأخيرة تنظر لقطر على أنها الشيطان الأكبر، وكذلك الحال مع تركيا أيضا.

 

  كلمات مفتاحية

لمحاربة الإرهاب .. لا بد للغرب من الإضرار بقطر

مواجهة حملة العداء للعرب والمسلمين