استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مواجهة حملة العداء للعرب والمسلمين

الاثنين 15 يونيو 2015 05:06 ص

أشرتُ في مقالي في «الاتحاد» قبل أسبوعين وعنوانه: «حالة العالم الإسلامي.. ليست بخير» إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد صورة الإسلام وتعصف بالأمة الإسلامية في أتون صراعات وحروب طائفية ومذهبية وعرقية من جهة، ومن جهة أخرى الحملة الشرسة التي يتعرض لها الدين الإسلامي من تشويه وتحامل متعمّد عليه، وتكريس الصورة النمطية السلبية عنه في عقول وقلوب الآخرين في الغرب والشرق من مجتمعات وأفراد وإعلام إلى درجة أصبح معها المسلم وكأنه مرادف لـ«الإرهابي»، والدين وكأنه مرادف للعنف والقتل والخطف وصولاً لقطع الرؤوس والحرق والتدمير!

وللأسف ساهمت تصرفات وأعمال بعض الجماعات التي تدعي الانتساب للإسلام في تفاقم حملة عداء استغلها الإعلام الغربي والجماعات المعادية للإسلام للنفخ في تلك التصرفات والأعمال، لنصل إلى هذا الوضع الصعب، الذي لم تتعرض له الأديان السماوية الأخرى كالمسيحية واليهودية، أو الأديان الوضعية كالهندوسية والبوذية والشنتوية على رغم وجود متطرفين وجماعات عنف وقتل.. ولكننا لا نسمع الحديث عن إرهابيين مسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس، أو محاولة شيطنة أتباع تلك الأديان كما يحدث مع المسلمين!

إن الحملة الشرسة الرامية لشيطنة العرب لدى الآخرين من أصحاب الفكر والإعلام وصولاً للأنظمة وصناع القرار.. تحاول تكريس صورة نمطية سلبية عن العربي كشخص «عنيف» و«غير متحضر»، وقد ساهمت أفلام هوليود في ذلك، ثم أتت «القاعدة» وبعدها «داعش» وقبلهما أنظمة مثل صدام حسين والقذافي والأسد لتشكل منظومة يستغلها البعض في الغرب للإيهام بأن الإسلام وأتباعه في حالة عداء وحرب دائمة ضد القيم والأفكار والتحرر الغربي! وأن هدف المسلمين هو رفض ومحاربة القيم الغربية، من الأساس!

وقد برزت أدلة كثيرة خلال العقود الثلاثة الماضية تؤكد الحملة الشرسة المعادية للعرب في الغرب، وظهر دليل صادم على العنصرية والتحيز الغربي، وخاصة الأميركي، ضد العرب، عندما اشترت شركة «موانئ دبي العالمية» عام 2006 شركة «بي إند يو» P&O البريطانية الخاصة لإدارة الموانئ حول العالم، في صفقة بلغت قيمتها 6,8 مليارات دولار، واستحوذت على حق الإشراف على إدارة 51 ميناء في 30 دولة في العالم، بينها ستة في الولايات المتحدة.

ولكن في ظل الحملة الشرسة المعادية للعرب والإسلام وصل الأمر ببعض حكام الولايات الأميركية والمشرّعين الذين تقع الموانئ في ولاياتهم إلى شن هجوم قارب درجة الهستيريا، برفض هذا لوضع القانوني والشرعي بإدارة تلك الموانئ الرئيسية المهمة في الولايات المتحدة! والسؤال: ماذا لو كانت هذه الشركة صينية أو يابانية أو أوروبية؟

هل كنا سنسمع تلك الاتهامات العنصرية العمياء، وخاصة أن تلك الاتهامات وردت من حكام ولايات، ونواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ممن شكلوا رأس الحربة في قيادة تلك الحملة الشرسة التي تم تسييسها على رغم دفاع إدارة الرئيس الأميركي حينها عن الصفقة.

ولكن بداعي الصداقة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية أعلنت شركة «موانئ دبي العالمية» في مارس 2006 قرارها بنقل إدارة الموانئ الأميركية الستة لأية شركة أو هيئة أميركية. وفي ذلك إدانة واضحة للنظام الرأسمالي الذي طالما تشدقت به الولايات المتحدة! وقد كان في تلك الحملة ما يشكل انتهاكاً واضحاً لقوانين التجارة الحرة، وانفتاح العولمة، ومبدأ التنافس المشروع في النظام الرأسمالي!

وعندما اشترت الكويت أيضاً في زمن تاتشر 20% من أسهم شركة «بريتش بتروليوم» في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ضغطت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية حينها على الكويت لتخفيض حصتها من أسهم الشركة. وقد تعرضت الدول الخليجية أكثر من مرة لحملة عداء في الإعلام، ومن بعض المسؤولين الغربيين، عند استحواذهم على العقارات والمؤسسات الغربية، وقد جُن جنون وسائل الإعلام الغربية وشنت حملة غير مبررة، في كل مرة.

ونشهد اليوم استمراراً لحملة العداء والكراهية العنصرية ضد العرب من خلال الأحداث والتصريحات والمواقف التي ترافق الحملة الشرسة التي تتعرض لها دولة قطر مع تفجر فضيحة فساد «الفيفا»، والهادفة لتجريد قطر من حق استضافة تصفيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 الذي حصلت عليه بشكل قانوني مشروع.

وقد أكد خالد العطية وزير خارجية قطر حصولها على حق الاستضافة بشكل مشروع وبشفافية، وأنها لم ترتكب أي تجاوزات، ولا يمكن تجريدها من حقها في استضافة كأس العالم! ووصف الوزير القطري الحملة التي تتعرض لها قطر بالتحامل والعنصرية.

وفي سياق متصل بالتحامل العنصري هاجم الكاتب الأميركي كولبرت كينج في مقال تحريضي في صحيفة «واشنطن بوست» مؤخراً: «السعودية التي لم تكن يوماً حليفاً للولايات المتحدة الأميركية».

إن هذه عينات تفوح بكثير من الوقاحة والتهجم الغربي على العرب والمسلمين، يطلقها من يدعون الحرية والعدالة والتنافس ويدافعون عن النظام الرأسمالي.. ويقبلون قواعد لعبته ولكن يتنكرون لها عندما نمارسها نحن العرب والمسلمين! ومثل هذه الحملات يتعيّن علينا، كعرب ومسلمين، التصدي لها بقوة وعدم السكوت عنها بأي شكل!

  كلمات مفتاحية

الكراهية الإسلاموفوبيا مونديال قطر مونديال 2022

«العطية»: التحامل والعنصرية وراء حملة الهجوم على قطر

حركة بيغيدا المناهضة للاسلام تهز الحياة السياسية في ألمانيا

إسرائيل تواصل التحريض ضد قطر وتصعد حملتها العنصرية ضد النواب العرب في الكنيست

العنصرية الدينية وراء مقتل المبتعثة السعودية في بريطانيا؟!

بلاتر: دوافع عنصرية وراء اتهام "مونديال قطر" بالفساد

فيديو: أغنية إيرانية جديدة تحرض على قتل العرب وتدعو لنقل الحج إلى طهران