هل يشهد عام 2022 نهاية كورونا؟.. خبراء يستبعدون

الاثنين 3 يناير 2022 05:16 م

لا يبدو أن عام 2022 سيكون الوقت المنتظر للعالم لانتهاء أزمة جائحة "كورونا" الصحية، خاصة مع ظهور متحورات جديدة للمرض بشكل مستمر، وتواصل تسجيل الإصابات وحالات وفاة حول العالم.

ولم يتخطّ العالم الخطر بعد، رغم زيادة نسبة التطعيم ضد فيروس "كورونا"، ووصول بعض الدول، خاصة الخليجية منها، إلى المناعة المجتمعية، وتطعيم أكثر من 80% من سكانها.

"بالتأكيد سيبقى كوفيد معنا إلى الأبد.. لن نتمكن أبدا من القضاء على كوفيد.. لذلك علينا تحديد أهدافنا".. بهذه الكلمات يتحدث اختصاصي الأمراض المعدية في كلية ييل للصحة العامة "ألبرت كو"، عن الفيروس الذي هاجم العالم منذ 3 سنوات، ولا تزال إصاباته تسجل مئات الآلاف الحالات يوميا.

ومع الذكرى الثالثة لظهور الفيروس، ترتفع الإصابات مدفوعة بمتغير جديد أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون".

وبات العالم متعايشا مع فيروس لا يزول، لكن الحرب ضد الوباء هذه المرة جاءت في وقت يملك فيه العالم لقاحات مضادة لـ(كوفيد-19)، المرض الناجم عن الفيروس التاجي.

وتوفر اللقاحات حماية قوية من الأعراض الخطيرة لمرض (كوفيد-19)، على الرغم من أنها قد لا توفر حماية كاملة من العدوى الخفيفة.

وأظهرت الإحصائيات أن 58.2% من سكان العالم، تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح "كورونا"، 48.3% تلقوا التلقيح بشكل كامل، مع إعطاء 9.15 مليارات جرعة على مستوى العالم، وأن 8.5% من الناس في البلدان منخفضة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل.

ولا يبدو أن سلالة "أوميكرون" قاتلة مثل بعض المتحورات السابقة، وأولئك الذين بقوا على قيد الحياة سيحصلون على بعض الحماية ضد الأشكال الأخرى للفيروس التي لا تزال منتشرة، وربما الطفرة التالية التي تظهر أيضا، وفقا لتقرير لوكالة أسوشيتد برس.

يقول "كو" إن "السلالة الجديدة تمثل تحذيرا بشأن ما يمكن حدوثه، ما لم نتعامل بجدية بشأن نهاية هذه اللعبة".

ويضيف: "في مرحلة ما، ستحدد منظمة الصحة العالمية متى يكون عدد كافٍ من البلدان قد خفف من حالات الإصابة بفيروس (كوفيد-19) بشكل كافٍ أو على الأقل، دخول المستشفيات والوفيات للإعلان رسميا عن انتهاء الوباء. وليس واضحا متى نصل لهذه العتبة بالضبط".

ويتابع خبير الأمراض المعدية عالم الأوبئة بكلية "تي أتش تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد "ستيفن كيسلر"، إن "نهاية الوباء ستكون عندما نصل إلى نوع من حالة الاستقرار المقبولة للتعامل مع كوفيد".

وتظهر أزمة "أوميكرون" أن العالم لم يصل إلى تلك النقطة بعد، لكن والحديث لـ"كيسلر" "أعتقد أننا سنصل إلى نقطة يكون فيها فيروس كورونا مستوطنا مثل الإنفلونزا".

بدوره، يقول الباحث البارز في مركز "جونز هوبكنز" للأمن الصحي "أميش أدالجا": "لن نصل إلى نقطة ما قبل عام 2019 مرة أخرى"، ويزيد: "يجب أن نجعل الناس يفكرون في تحمل المخاطر".

يتطلع كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة "أنتوني فاوتشي"، إلى السيطرة على الفيروس بطريقة "لا تعطل المجتمع ولا تعطل الاقتصاد".

وتحور "أوميكرون" بشكل كبير لدرجة أنه يتخطى بعض الحماية من اللقاحات أو العدوى السابقة، لكن "ويليام موس" من كلية "جونز هوبكنز" بلومبيرغ للصحة العامة، يتوقع أن "هذا الفيروس سوف يصل إلى أقصى حد" في قدرته على تحقيق مثل هذه القفزات التطورية الكبيرة.

ويضيف: "لا أرى هذا كنوع من حلقة لا نهاية لها من المتغيرات الجديدة".

ويرى العديد من الخبراء أنه في المستقبل المحتمل، في فترة ما بعد الجائحة، سيكون الفيروس أشبه بنزلات البرد بالنسبة للبعض ومرض أكثر خطورة للآخرين، اعتمادا على صحتهم العامة وحالة اللقاح والعدوى السابقة.

وستستمر الطفرات وقد تتطلب في النهاية جرعات معززة في كثير من الأحيان يتم تحديثها لتتناسب بشكل أفضل مع المتحورات الجديدة.

لكن أجهزة المناعة البشرية ستستمر في التحسن في التعرف عليها ومقاومتها.

ويجد عالم المناعة بجامعة واشنطن في سانت لويس "علي اليبيدي"، الأمل في قدرة الجسم المذهلة على تذكر الجراثيم التي شاهدها من قبل وإنشاء دفاعات متعددة الطبقات.

وتعد خلايا الذاكرة واحدة من تلك الطبقات، وهي خلايا تعيش لسنوات في نخاع العظام، وعلى استعداد للتأرجح في العمل وإنتاج المزيد من الأجسام المضادة عند الحاجة. ولكن في البداية يتم تدريب خلايا الذاكرة هذه في معسكرات تدريب للجهاز المناعي تسمى المراكز الجرثومية، وتتعلم القيام بأكثر من مجرد عمل نسخ من أجسامها المضادة الأصلية.

وفي دراسة جديدة، وجد فريق "اليبيدي"، أن لقاحات شركة "فايزر" تحفز "الخلايا التائية المساعدة" التي تعمل كرقيب تدريب في تلك المعسكرات التدريبية، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة أكثر تنوعا وقوة والتي قد تعمل حتى إذا تغير الفيروس مرة أخرى.

ويضيف "اليبيدي" أن مناعة السكان الأساسية قد تحسنت كثيرا لدرجة أنه حتى مع استمرار العدوى الخارقة بشكل حتمي، سيكون هناك انخفاض في الأمراض الشديدة، والاستشفاء والوفيات - بغض النظر عن المتحور التالي.

وبعد ثلاث سنوات منذ اكتشاف أول حالة إصابة بـ(كوفيد-19) قارب عدد المصابين بالفيروس على مستوى العالم 290 مليون حالة، فيما وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 5.7 مليون حالة.

وظهر الفيروس للمرة الأولى في مدينة ووهان (وسط الصين) أواخر 2019، قبل أن تعلنه منظمة الصحة العالمية في ربيع 2020 جائحة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا أوميكرون لقاحات كورونا إصابات كورونا

مصر تتوقع الوصول لذروة الموجة الرابعة لكورونا نهاية سبتمبر

ميركل: نهاية جائحة كورونا بعيدة المنال بسبب سلالة دلتا

أمريكا تتصدر حصيلة إصابات ووفيات كورونا منذ 2019

الصحة العالمية: إصابات كورونا قفزت 71% خلال 7 أيام

توقعات بتحول كورونا إلى فيروس يشبه الإنفلوانزا بنهاية 2022