قالت صحيفة "ذي إيست أفريكان" الكينية، إن مبيعات الأسلحة التركية لقارة أفريقيا تضاعفت بنسبة 700% خلال العام 2021، حيث وصلت إلى 328 مليون دولار، مقارنة مع 41 مليون دولار في 2020.

واعتبرت الصحيفة، التي استندت إلى بيانات الجمعية العامة للمصدرين في تركيا، أن هذه الزيادة تعد نتيجة مباشرة؛ لتعميق أنقرة علاقاتها مع عدد من العواصم الأفريقية خلال العامين الماضيين، لكن ذلك من الممكن أن يثير غضب 3 قوى عالمية.

وأوضحت الصحيفة أن "تركيا وقعت حتى الآن 16 اتفاقية مع دول أفريقية في إطار سعيها إلى جعل القارة ثالث أكبر سوق لتصدير المعدات الدفاعية، ومن بينها محركات طائرات الهليكوبتر والمدرعات الأرضية، والصواريخ، والأسلحة الخفيفة، وبرامج الدفاع".

وذكرت "ذي إيست أفريكان" أن كينيا، وأوغندا، وإثيوبيا، ونيجيريا، وتنزانيا، ورواندا، والصومال، من بين دول شرق أفريقيا التي لديها اتفاقيات دفاعية مع تركيا.

وأوضحت الصحيفة أن الدول الأفريقية وجدت أن المعدات العسكرية التركية تنافسية، إضافة إلى عدم التقيد بالحصول عليها بشروط مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، ويضاف إلى ذلك أن لدى أنقرة قاعدة عسكرية في الصومال.

ولفتت الصحيفة أن النجاح التركي فى في القارة السمراء من الممكن أن يثير غضب روسيا، وأمريكا، والصين، وهي الجهات الفاعلة المهيمنة في سوق الأسلحة الأفريقية.

ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) فإن الدول الثلاثة المذكورة مثلت 3 أرباع واردات القارة بين 2015 و2019.

وتظهر أحدث بيانات صادرة عن المعهد أن "حصة الصين من واردات الدفاع من دول جنوب الصحراء الكبرى ارتفعت لـ 29% في 2019، من 12.1% قبل عقد من الزمن".

ومنذ ذلك الحين، أصبحت بكين ثاني أكبر مورد للأسلحة في القارة، بعد الولايات المتحدة، تليها روسيا، وتمتلك فرنسا، وألمانيا، أيضًا حصة كبيرة في السوق.

وقال "جوزيف ديمبسي" محلل أبحاث في "Military Balance"، وهي مؤسسة بحثية دفاعية عالمية، إن "ما يقرب من ثلثي الجيوش الأفريقية تمتلك معدات صينية، مع ظهور ما يقرب من 12 لاعبًا جديدًا لتزويد هذه السوق بمعدات أصبحت أكثر تطورًا، وأقل أسعارًا، وبسرعة تسليم أكبر بكثير".

ونقلت الصحيفة عن  الباحث بالعلاقات الدولية في جامعة جنوة الإيطالية  "فيديريكو دونيلي" إنه "عبر طائرات الدرون، أصبح الآن لدى تركيا المزيد من الأوراق لتلعبها عندما يتعين عليها المساومة مع دول أخرى، وهذه ورقة مساومة جيدة جدًا لتركيا".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الرئاسة التركية تسعى إلى مضاعفة حجم التجارة السنوية مع القارة الأفريقية 3 مرات، إلى 75 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة، وكانت 5.4 مليار دولار، في العام 2003، لتبلغ الآن بحدود 25 مليار دولار، بحسب الأرقام الرسمية التركية".