إيكونوميست: حكومة مودي تشجع على قتل مسلمي الهند

السبت 15 يناير 2022 03:53 م

"يجب أن يلتقط الهندوس الأسلحة ويقومون بحملة نظافة"، "إذا أصبح مائة منا جنودًا وقتلنا مليونين منهم ، فسننتصر".. أقوال تحريضية لكهنة هندوس شمال الهند تكررت خلال الآونة الأخيرة ضد المسلمين.

ففي ظل حكومة "ناريندرا مودي" الهندوسية القومية، شهدت الهند ثاني أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان، موجة متزايدة من التعصب، ففي مدينة جورجاون التابعة لدلهي، حُرم المسلمون من استخدام المساحات المفتوحة للصلاة لأنها "تسيء إلى المشاعر"، ومنعوا من بناء مساجد.

وفي أماكن أخرى، يُعدم مسلمون متهمون بنقل الماشية للذبح أو بحيازة لحوم البقر دون محاكمة. ويتم مقاطعة الأعمال التجارية الإسلامية.

في الأشهر الأخيرة ، قام المتطرفون الهندوس الشباب باضطهاد المسلمات من خلال إنشاء تطبيقات لبيعهن بالمزاد.

وسلطت مجلة "الإكونوميست"، الضوء على تزايد جرائم الكراهية والعنصرية ضد المسلمين في الهند، والتي باتت تكتسي طابعاً رسمياً بصمت الحكومة ذات الأغلبية الهندوسية التي يمثلها حزب رئيس الوزراء "ناراندرا مودي".

واعتبرت المجلة البريطانية في تقرير لها، السبت، أن حكومة رئيس الوزراء الهندي زعيم الحزب الهندوسي الحاكم "نارندرا مودي" تتجاهل بل عادة ما تشجع الكراهية ضد المسلمين.

ورأت المجلة أن دعم حكومة "مودي" للطائفية خاصة ضد المسلمين يتخذ نطاقاً رسمياً، في ظل كونه نادراً ما يتواجد عنصر يمثل الأقليات في الوزارات المركزية، وأجهزة الأمن والحكومات المحلية.

وقالت إنه "مع اقتراب الانتخابات الهندية في 4 ولايات الشهر المقبل، فإن الموقف أصبح أكثر اشتعالاً، مع الرغبة الشديدة من جانب حزب (بهاراتيا جاناتا) لاستعادة موقعه في (ماديا براديش)، وهي أكبر الولايات الهندية من حيث عدد السكان، وذلك قبل الانتخابات العامة المقرر لها عام 2024".

وأشارت إلى أن المحتوى الإعلاني للحزب تضمن محتوى طائفيا، مثل صور تظهر المسلمين على أنهم "إرهابيون"، أو ساسة معارضون وهم يرتدون الزي الإسلامي، في الوقت الذي أشار فيه "يوغي أديتياناث" كبير وزراء الولاية إلى أن الانتخابات المقبلة بين أغلبية تمثل 80%، وأقلية 20%، في إشارة ضمنية إلى المزيج الديني لسكان "ماديا براديش".

وأضافت المجلة: "في كل الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا أو يملك فيها نفوذاً قوياً، فإنه يضغط على ممثلي النيابة العامة الحكوميين بمتابعة القضايا المتهم فيها مسلمون بإثارة الفتنة الطائفية، لكنهم في الوقت نفسه لا يُظهرون أي حماس في هذا الصدد ضد الهندوس، حيث يتفاخر المتطرفون من هذه الطائفة بأن السياسيين أو الشرطة لن يستطيعوا المساس بهم".

ويروج الهندوس مزاعم تؤجج الكهراهية ضد المسلمين في الهند، حيث يتم تشويه صورة المسلمين من خلال ادعاء أن الوسيمين منهم يستدرجون النساء غير المتزوجات إلى زيجات غير مناسبة عن طريق ما يسمى "جهاد الحب".

واستطردت قائلة: "في الماضي، أدت أحداث العنف الطائفية في الهند إلى مقتل المئات أو الآلاف من الهنود، ولكن حالياً يصل عدد الضحايا إلى العشرات سنوياً، ولكن الأكثر إثارة للقلق، بالنظر إلى الدستور العلماني الذي يدعم أكبر ديمقراطية في العالم، هو أن الحكومة الهندية تغض الطرف بشكل متزايد عن شوفينية الأغلبية، بل وتشجعها بشكل كبير".

وقالت "إيكونوميست": "في الكثير من أحداث العنف، يبدو أن الشرطة تجاهلت التحذيرات، أو أنها تدخلت متأخراً أو ألقت باللوم على أولئك الذين تعرضوا للهجوم، بل واعتقلتهم".

وأضافت قائلة: "يعتبر المسلمون في الهند، البالغ عددهم 200 مليون نسمة، هدفًا أكبر بكثير، تعرضوا لهجمات أشد عنفاً وأكثر اتساعاً. وبغض النظر عن عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، التي تصدرت عناوين الأخبار، على يد عصابات أهلية شمال الهند، فإن المتطرفين الهندوس اختاروا الأعمال التجارية المملوكة للمسلمين، من الباعة الجائلين في الشوارع إلى الشركات الكبيرة، لمقاطعتها وإفسادها".

ورأت المجلة في نهاية تقريرها، أن هذه "الشيفونية" يمكن أن تعزز على المدى القريب سلطات حزب "بهاراتيا جاناتا"، من خلال كسب المزيد من الأصوات، لكن الخاسر لن يكون فقط نسبة الـ20% التي تمثل الأقليات، ولكنها الهند نفسها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الهند مسلمو الهند هندوس مسلمون مودي

بعد حظر الحجاب.. "مزادات" لبيع مسلمات الهند لإسكاتهم