جددت الهجمات الحوثية، الإثنين، على مطار أبوظبي في الإمارات الحديث عن سيناريوهات وصول الطائرات المسيرة المفخخة الحوثية إلى هناك، قياسا إلى بعد المسافة بين أبوظبي وصنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وهذا ليس الهجوم الأول الذي يضرب منطقة مطار أبوظبي ويتبناه الحوثيون، ففي مايو/أيار 2019 نشرت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة مقطع فيديو قالت إنه يظهر طائرة دون طيار مفخخة تنفجر في مركبة نقل للإمدادات داخل إحدى المنشآت مطار أبوظبي في يونيو/حزيران 2018.

وقال الحوثيون، حينها، إن الطائرة المسيرة التي ظهرت في الفيديو من طراز "صماد-3"، وقطعت مسافة 1500 كلم قبل وصولها إلى مطار أبوظبي.

وتشكل هذه الرواية موضع شك، فقطع هذه المسافة بشكل مباشر بطائرات مسيرة محلية الصنع ليس بالأمر السهل، غير أنه مسار يتطلب المرور بجنوب الأراضي السعودية المحمية بشكل أكبر عبر بطاريات "باتريوت"، لأنها تشهد هجمات متكررة من الحوثيين دفعت السعوديين لتحصينها قدر الإمكان.

ومن هنا، فمن غير السهل تصديق أن هذا العدد من الطائرات المسيرة عبر الأراضي السعودية دون أن تنتبه له الدفاعات الجوية.

لذلك تأتي هنا تفسيرات حول إمكانية إطلاق هذه الطائرات على أبوظبي من دول إقليمية أخرى غير اليمن، وبالتحديد إيران أو العراق.

لكن، في نفس الوقت، ليس من المستبعد تماما هذا السيناريو، لأن المسار البديل في هذه الحالة سيكون عبر البحر وهو مسار أطول بكثير من مسار الأراضي السعودية والمسافة هنا تصل إلى نحو 3 آلاف كم، علاوة على أن هناك حالات سابقة لطائرات حوثية اخترقت الأراضي السعودية ووصلت إلى أهدافها في الرياض والدمام والظهران وغيرها دون أن تعترضها الدفاعات الجوية.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة "أرامكو" في شرق السعودية في سبتمبر/أيلول 2019، أعلن الحوثيون أنهم استخدموا طائرات مسيرة مزودة بمحركات جديدة، بما فيها النفاثة، عند مهاجمة المملكة، لكن الرياض ترى أن هذا الأمر غير دقيق وأن الطائرات المفخخة التي هجمات منشآت "أرامكو" بالتحديد جاءت من إيران.