استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صدمة في أوكرانيا من التراجع الأمريكي – الألماني

الأحد 23 يناير 2022 11:23 ص

صدمة في أوكرانيا من التراجع الأمريكي – الألماني

ألمانيا لا تعتبر توريد أسلحة لأوكرانيا خياراً مقبولاً ولا تورد أسلحة لأوكرانيا.

استياء أوكراني عميق من موقف الحكومة الألمانية الرافض لإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية.

ما يحدث في أوكرانيا درس جديد سيضاف إلى الدرس الأفغاني، فهل من متعظ في العالم العربي؟

ما قاله بايدن وضع أوكرانيا أمام الأمر الواقع الذي لا بد منه وهو القبول بالتخلي عن المزيد من أراضيها لصالح روسيا.

رغم أن أمريكا والناتو لن يقاتلا أو يقدما تضحيات إذا أضافت روسيا أجزاء من شرق أوكرانيا لأراضيها إلا أن ما قاله بايدن خطأ يصعب إصلاحه.

انتقدت أوكرانيا موقف واشنطن من ترحيل عائلات دبلوماسييها من أوكرانيا والموظفين غير الأساسيين؛ بالقول إن أمريكا تبالغ في تقدير التهديدات الأمنية.

"ألمانيا والهند بحاجة لروسيا لمواجهة الصين، وأن حربا جديدة في القارة الأوروبية يمكن أن تبدأ خلال عقود قريبة من الزمن، وأن الرئيس الروسي "يريد الاحترام، بل وربما هو يستحق ذلك".

*      *      *

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أول أمس الجمعة، إنها لا تعتبر توريد أسلحة لأوكرانيا خياراً مقبولاً. والثلاثاء 18 كانون ثاني/ديسمبر الحالي؛ أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده لا تورد أسلحة لأوكرانيا.

تصريحات تجاهلتها أوكرانيا بتحفظ دون رد فعل واضح من المسؤولين في كييف في حينها، غير أن تصريحات قائد القوات البحرية الألمانية (كاي أخيم شونباخ) كانت القشة التي قسمت ظهر البعير؛ إذ قال الأميرال خلال مؤتمر صحفي أجراه في الهند، "إن شبه جزيرة القرم "ذهبت ولن تعود أبدا" إلى أوكرانيا".

واعتبر شونباخ أن "ألمانيا والهند بحاجة إلى روسيا من أجل مواجهة الصين، وأن حربا جديدة في القارة الأوروبية يمكن أن تبدأ خلال العقود القريبة من الزمن، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد الاحترام، بل وربما هو يستحق ذلك".

تصريحات دفعت وزارة الخارجية الأوكرانية لاستدعاء السفيرة الألمانية أنكو فيلدغوزن، أمس السبت 22 يناير، للتعبير لها عن استياء كييف العميق من موقف الحكومة الألمانية الرافض لإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية؛ لتكشف وزارة الخارجية الأوكرانية بعد ذلك في بيان تفصيلي:

"رفض كييف القاطع لتصريحات قائد القوات البحرية الألمانية شونباخ حول عدم عودة القرم إلى أوكرانيا، وعدم إمكانية تلبية دولتنا لمعايير عضوية الناتو". كما أعربت الوزارة عن "استيائها العميق من موقف الحكومة الألمانية الرافض لإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية".

رغم تأكيد قائد البحرية أن هذه كانت آراءه الشخصية، معتذراً عنها؛ إلا أن وزيرة الدفاع الالماني كريستينا لامبريخت اتصلت هاتفيا مع المراقب العام للقوات المسلحة إيبرهارد تسورن؛ للاستيضاح حول تصريحات القائد البحري، ملمحة الى إمكانية إقالته من منصبة؛ بعد مثوله أمام المراقب العام يوم الاثنين، إذ تدخل فيما لا يعنيه، وهذا هو المهم.

ردود فعل وزيرة الدفاع وإقالة قائد البحرية إن حدث لن يغير شيئا فيما يتعلق بموقف المستشار الالماني شولتس، ووزيرة الخارجية بيربوك التي أكدت رفض بلادها توريد الأسلحة لأوكرانيا.

الخارجية الأوكرانية دخلت حالة من الاستنفار مساء أمس السبت، فالصدمات لم تقتصر على ألمانيا؛ إذ سارع وزير خارجيتها (دميترو كوليبا) لانتقاد موقف واشنطن من ترحيل عائلات دبلوماسييها من أوكرنيا والموظفين غير الأساسيين؛ بالقول إن أمريكا تبالغ في تقدير التهديدات الأمنية.

التسريبات التي نقلتها شبكة (CNN) الاخبارية لم تؤكدها الخارجية الأمريكية؛ إلا أنها لم تنفها بعد أن أكدت في بيان لها أنها لن توفر رحلات خاصة لمواطنيها في حال ترحيل عائلات الدبلوماسيين، فالرحلات التجارية متوفرة لمغادرة أوكرانيا.

في اليوم ذاته؛ دعت السلطات البلجيكية مواطنيها لعدم السفر غير الضروري إلى جميع أنحاء أوكرانيا، خصوصا منطقتي دونباس ودونيتسك، وذلك وفقاً لإرشادات السفر الصادرة عن الشؤون الخارجية البلجيكية مؤخرا، داعية الراغبين بالمغادرة إلى تسجيل أسمائهم "أونلاين" والاتصال بالسفارة البلجيكية في كييف.

حال الفوضى والذعر لم تقتصر على وزارة الدفاع الالمانية والخارجية البلجيكية والامريكية؛ إذ سبقها "إرباك" سببته تصريحات جو بايدن، يوم الأربعاء 19 كانون الثاني/ديسمبر الحالي؛ عندما قال: في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض "إن الطريقة التي سيُحاسب بها بوتين بالتحديد "تعتمد على ما يفعله".

وأضاف بايدن إنه إذا شن بوتين "توغلًا طفيفًا"؛ "فهناك خلافات داخل الناتو حول ما ترغب الدول في القيام به".. لكن إذا كان ذلك "غزوًا كبيرًا"؛ فستكون هناك "تكاليف باهظة" و"ضرر كبير" لـ"روسيا والاقتصاد الروسي".

وبذلك؛ فان بايدن كشف استراتيجية الغرب في الناتو تجاه روسيا، وحرق كل الاوراق التي راهن عليها لردع روسيا، وعلى رأسها العقوبات الاقتصادية في حال السيطرة على شرق أوكرانيا.

وهو أمر علق عليه الكاتبان (تشيب سوموديفيلا وجيتي إيماجيس) في مقال لهما تحت عنوان (How Big of a Mistake Did Biden Just Make on Ukraine?) أو "كم كان كبيرا خطأ بايدن حول أوكرانيا" نشر على موقع ( news slate) بالقول: "ليس هذا ما يجب أن يقوله الرئيس علنا، كان هذا خطأ؛ سنكتشف قريبًا ما إذا كان خطا كبيرا"..

الكاتبان رغم أنهما أكدا أن أمريكا والناتو لن يقاتلا ولن يقدما التضحيات في حال أضافت روسيا أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا لأراضيها في (دونباس ودونيتسك) إلا أن ما قاله بايدن كان خطأ يصعب إصلاحه.

فوضى كبيرة لم تستطع الناطقة باسم البيت الابيض تجاوزها رغم محاولاتها استدراك ما قاله بايدن؛ أمر وضع أوكرانيا أمام الأمر الواقع الذي لا بد منه، وهو قبولها التخلي عن المزيد من أراضيها لصالح روسيا.

ما يحدث في أوكرانيا درس جديد سيضاف إلى الدرس الأفغاني، فهل من متعظ في العالم العربي؟

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

ألمانيا، أوكرانيا، أمريكا، روسيا، الدرس الأفغاني، العالم العربي، القرم، أسلحة دفاعية، بايدن، الناتو، استراتيجية الغرب، دونباس، دونيتسك،

أمريكا توجه أفراد أسر موظفي سفارتها في أوكرانيا بالمغادرة

حسابات روسيا وأمريكا بشأن الخطوة المقبلة في أوكرانيا