هجمات أبوظبي.. أطماع الإمارات الاقتصادية وضعتها فى مرمى الاستهداف الحوثي

الأحد 30 يناير 2022 08:00 ص

ما الذي أنهى حالة الحياد العسكري بين الإمارات والحوثيين ودفع الجماعة اليمنية إلى شن هجمات على أبوظبي؟ سؤال يتصدر اهتمامات مراقبي الشأن اليمني في ضوء الهجمات الحوثية الأخيرة على أبوظبي، التي تزامنت مع تزايد الدعم الإماراتي لألوية العمالقة الموالية للحكومة اليمنية.

فالإمارات ظلت لسنوات لاعبا يتجنب غضب الحركة الحوثية من خلال قصر تدخله على الجزء الجنوبي من اليمن، وهو الجزء الذي قرر الحوثيون التخلي عنه منذ فترة طويلة لتعزيز سيطرتهم على شمال البلاد، غير أن تغييرا عميقا في تطورات الأوضاع الميدانية قلب موازين تلك المعادلة، بحسب تحليل للباحثة البريطانية "كاثرين كاشدم"، نشرته بدورية "نيو إيسترن آوتلوك".

تمثل هذا التغيير في دعم الإمارات للقوات المحاربة للحوثيين في مأرب، وهي آخر مدينة رئيسية في الشمال اليمني تحت السيطرة الحكومية، وتحقيق هذه القوات انتصارات في الآونة الأخيرة، ما رسخ واقعا لطالما حارب الحوثيون بلا كلل لتغييره، ووضع الإمارات في مواجهة مباشرة مع الجماعة اليمنية المدعومة من إيران.

وهنا تؤكد "كاشدم" أن الأطماع الاقتصادية للإمارات هي التي دفعتها لكسر معادلة الحياد العسكري مع الحوثيين، إذ يمثل دعمها للقوات المحاربة لهم في مأرب خروجا عن تعهداتها الضمنية بقصر نفوذها على المنطقة الجنوبية لليمن.

وأوضحت أن اليمن قد لا يكون من بين أعلى منتجي الطاقة في المنطقة، إلا أن جغرافيته توفر لمن يسيطر عليه الإشراف على طريق النفط العالمي، وهو أمر تطمح الإمارات له بشدة، في مواجهة لاعبين آخرين مثل إيران وقطر ومصر.

وفي السياق، أشارت "كاشدم" إلى أن الإمارات قامت، منذ عام 2016، بالاستيلاء على موارد الغاز الطبيعي في اليمن مقابل تعاونها العسكري مع السعودية، وهو أمر يستاء منه كثير من اليمنيين في ضوء الفقر المدقع الذي حل بهم.

ويمثل ميناء بلحاف بمحافظة شبوة (شرقي البلاد)، الذي يقع حاليا تحت سيطرة الإمارات، شريان تصدير موارد الطاقة من اليمن، ما كان يوفر دخلا سنويا للبلاد يبلغ نحو 4 مليارات دولار سنويًا.

وبموجب تعليمات واضحة من الإمارات، سعيا نحو السيطرة على حقول الطاقة اليمنية، تحركت كتائب العمالقة، وهي قوة تتكون إلى حد كبير من اليمنيين الجنوبيين وتضم ما بين 20 و 28 ألف مقاتل، باتجاه كل من شبوة ومأرب، واستهدفت معاقل الحوثيين بشكل مباشر.

من هنا جاءت رسالة الحوثيين من صنعاء واضحة إلى الإمارات لسحب القوات المناوئة لهم بعيدًا عن مأرب أو مواجهة المزيد من هجمات الطائرات المسيرة على أبوظبي وقرصنة السفن الإماراتية لدى عبورها البحر الأحمر، كما جرى في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، عندما صادروا سفينة ترفع علم الإمارات قبالة سواحل الحديدة.

وإزاء ذلك، تتوقع "كاشدم" أن يؤدي رد فعل أبو ظبي على هجمات الحوثيين إلى صدع سياسي بين الإمارات والسعودية، مشيرة إلى أن أجندة الإمارات في اليمن "مادية" إلى حد كبير، على عكس السعودية، ذات الأجندة "الأيديولوجية" بشكل أساسي.

وإذا اتجهت الإمارات للتفاوض مع الحوثيين وعقد صفقة معهم، فقد تضطر السعودية إلى استئناف محادثات السلام مع الجماعة، ما يعني وجودها العسكري باليمن، ولذا فإن الحوثيين في صنعاء سيمارسون، على الأرجح، لعبة "العصا والجزرة" لجعل أبو ظبي أقرب إلى طاولة المفاوضات، حسبما تتوقع "كاشدم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات أبوظبي الحوثيين العمالقة السعودية

الإمارات تنفي أنباء تعليق الملاحة الجوية بعد القصف الحوثي

تركيا والسعودية تدينان استهداف الحوثيين الإمارات بصاروخ باليستي

بورصات الإمارات تتراجع تحت ضربات الحوثيين.. والسعودية تنتعش بالنفط

بلومبرج: هجمات الحوثيين ذكرت الإمارات بأن الهروب من اليمن ليس سهلا

الإمارات تؤكد أن بنيتها التحتية "محمية" من هجمات الحوثيين