أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان "مييك آيي دينق"، عن تفاؤل بلاده بمستقبل العلاقات مع السعودية، مؤكداً تطلُّع جوبا إلى أن يكون للمملكة دور في انعاش الاستثمار في أفريقيا.

وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قال "آيي دينق": "وقّعنا على اتفاق مع السعودية للتعاون الشامل في مختلف المجالات، مثل الاستثمار والتعليم والصحة، والعلاقات الدبلوماسية، والتنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل الدولية".

وأضاف: "أكدنا أن جوبا تدعم الرياض في استضافتها حدث إكسبو 2030، فضلاً عن موقفنا في التعاون مع الرياض في مكافحة الإرهاب، واتفاق الرياض باعتباره جسر العبور للحل السياسي للأزمة اليمنية".

وتابع: "زيارتي للسعودية استهدفت تقديم أنفسنا، كحكومة لجنوب السودان، إلى المملكة، ومن ثم تعميق العلاقات معها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، بتوجيه من الرئيس سلفاكير ميارديت الذي أبدى اهتماماً كبيراً بذلك".

وأشار "آيي دينق" إلى أنه حمل رسالة من الرئيس "سلفاكير ميارديت" إلى الملك السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" في هذا الإطار، فضلاً عن عرض الفرص الاستثمارية في جنوب السودان.

ولفت إلى أن "جنوب السودان يعتبر بوابة مهمة للمملكة إلى أفريقيا، ونتطلع إلى أن تلعب الرياض دوراً محورياً ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضاً في بلداننا الأفريقية، وأن تسهم في انتعاش الاستثمار ببلادنا".

وأكد أنه "يمكن تعزيز العمل المشترك مع الخرطوم للاستفادة من البيئة والحكومة الجديدة حالياً في السودان بعد سقوط نظام عمر البشير، في جذب الاستثمارات السعودية بالبلدين، ونحن متفائلون بمستقبل كبير لعلاقاتنا مع السودان بعد أن تهدأ أوضاعه السياسية، حيث ما زالت أمامنا فرص كبيرة لصالح شعبي بلدينا".

والأسبوع الماضي، وصل "آيي دينق"، إلى السعودية، والتقى أصحاب الأعمال السعوديين في اتحاد الغرف السعودية.

ووفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية في وقت سابق، دعا "آيي دينق" إلى تعزيز التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين، مبيناً أن بلاده مستعدة لاستقبال المستثمرين السعوديين في مختلف القطاعات، خاصةً الزراعة والطاقة والثروة الحيوانية والسمكية.

وأوضح أن زيارته للمملكة برفقة وفد اقتصادي تهدف إلى التعريف بالفرص الاستثمارية الهائلة بجنوب السودان وقوانين وبيئة الاستثمار المحفزة.

وأكد ضرورة تشكيل فريق عمل من الأجهزة المؤسسية للقطاع الخاص في البلدين؛ للعمل على الدفع بآفاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين، موجهاً الدعوة للمستثمرين السعوديين لزيارة جنوب السودان، للتعرف من قرب على الفرص المتاحة، وضمن ذلك المناطق الاقتصادية الحرة المزمع إنشاؤها.

وكان الوزير الجنوب سوداني، سلم نظيره السعودي الأمير "فيصل بن فرحان"، رسالة خطية إلى الملك "سلمان" من رئيس جمهورية جنوب السودان "سلفاكير"، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات.

وكان الملك "سلمان" قد بعث برسالة إلى رئيس جنوب السودان في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تعلقت أيضا بتطوير العلاقات الثنائية.