كشف وزير الخارجية القطري الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" عن توصل بلاده إلى اتفاق مع حركة طالبان لاستئناف عمليات الإجلاء من مطار كابل، مما ينهي نزاعًا مع الحكومة الأفغانية تسبب في توقف الرحلات الجوية لأشهر.

جاءت تصريحات الوزير القطري في مقابلة مع مجلة "أكسيوس" الأمريكية في السفارة القطرية بواشنطن، عقب اجتماعات مع الرئيس "جو بايدن" ووزير الدفاع "لويد أوستن" ومسؤولين آخرين خلال زيارة أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" التي بدأها الإثنين.

وقال "بن عبدالرحمن" إن الاتفاق الخاص برحلتين أسبوعيًا، تقوم بهما الخطوط الجوية القطرية، سيسمح للولايات المتحدة ودول أخرى بإجلاء آلاف آخرين من مواطنيها والأفغان المعرضين للخطر الذين يواجهون تهديدات مزدوجة من "انتقام طالبان" وحدوث أزمة إنسانية.

وأضاف أن المحادثات جارية أيضًا للسماح برحلة واحدة في الأسبوع تديرها الخطوط الجوية الأفغانية "أريانا" بمجرد موافقة طالبان على متطلبات أمنية معينة، لكن الصفقة لم يتم الانتهاء منها.

وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من إعلان قطر وتركيا وحركة طالبان عن اتفاقهم على "عدة قضايا رئيسية" تتعلق بإدارة وتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي (كابل).

وأعلنت الخطوط الجوية القطرية خلال زيارة أمير قطر لواشنطن أنها ستشتري ما يصل إلى 100 طائرة شحن وطائرة ركاب من طراز بوينج في صفقة تصل قيمتها إلى 34 مليار دولار، مما يعطي دفعة كبيرة لجهود "بايدن" لتنشيط التصنيع في الولايات المتحدة.

ووافقت قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على تمثيل المصالح الأمريكية في أفغانستان التي تقودها حركة طالبان وتتمتع بعلاقات وثيقة بشكل متزايد مع الولايات المتحدة بعد 4 سنوات فضل فيها الرئيس السابق "دونالد ترامب" خصومها السعوديين والإماراتيين.

وأقلعت أول رحلة طيران للخطوط الجوية القطرية منذ نوفمبر/تشرين الثاني من مطار كابل الأسبوع الماضي على متنها أكثر من 30 أمريكيًا، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز".

ورفض وزير الخارجية القطري في مقابلته مع "أكسيوس" القول ما إذا كان تجميد الحكومة الأمريكية للأصول الأفغانية التي تقدر بـ9 مليارات دولار، كان سببًا مباشرًا للأزمة الإنسانية، لكنه تحدث بشكل عاجل عن الحاجة إلى تقديم "مخطط" لطالبان يتضمن خطوات يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تخفيف العقوبات.

وقال: "نعتقد أننا بحاجة إلى بذل جهد جماعي بين المجتمع الدولي والأطراف المعنية من أجل وضع مخطط للمضي قدما في أفغانستان، لأنه لا يمكن أن يبقى على هذا النحو إلى الأبد، وإلا فإن الوضع الإنساني هناك سيكون أسوأ بكثير والوحيد الذين سيعاني هو الشعب الأفغاني".

ويعد الشيخ "تميم" أول زعيم دولة يزور واشنطن عام 2022، وتتزامن زيارته مع الذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1972.

وشهد لقاء "بايدن-تميم"، إجراء محادثات تشمل ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية، بينها الملف الأفغاني والأمن الإقليمي وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية، مع تصاعد المخاوف من قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا على خلفية الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا.