وقعت تركيا وأوكرانيا، الخميس، 8 اتفاقيات تعاون بحضور رئيسي البلدين "رجب طيب أردوغان" و"فولودمير زيلينسكي"، في إطار زيارة رسمية يجريها الرئيس التركي إلى العاصمة كييف.

جاء ذلك على هامش لقاء ثنائي بين الرئيسين، وآخر بحضور وفدي البلدين، في قصر "مارينسكي" الرئاسي في كييف.

وشملت الاتفاقيات مجالات عدة، أبرزها التجارة الحرة، وسياسات الشباب، فضلا عن مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني بين رئاسة الإيرادات بوزارة الخزانة والمالية التركية ودائرة الضرائب الحكومية الأوكرانية.

كما وقع البلدان اتفاقية إطار حول التعاون في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة والفضاء، وبروتوكولا لتأسيس لجنة جمركية مشتركة.

وعقب لقاء الرئيسين، قال "أردوغان"، في مؤتمر صحفي مشترك، إنه بحث مع "زيلينسكي" سبل "رفع التبادل التجاري مع أوكرانيا إلى 10 مليارات دولار".

وأكد الرئيس التركي أن أنقرة تدعم "وحدة أراضي أوكرانيا بما في ذلك القرم"، التي استولت عليها روسيا عام 2014، مجددا عرضه للوساطة بين موسكو وكييف.

وأشار إلى أنه تناول في لقائه "زيلينسكي" وضع "أبناء جلدتنا الأتراك في أوكرانيا الذين يشكلون جسر صداقة تاريخية بين البلدين وعلى رأسهم تتار القرم"، حسب قوله.

وقال "أردوغان": "تركيا على استعداد للقيام بما يلزم من أجل إنهاء الأزمة بين البلدين الصديقين والجارين لها في البحر الأسود".

وسبق أن عرض "أردوغان" عدة مرات مبادرة لتنظيم قمة بين "زيلينسكي" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"؛ لتسوية الأزمة المستمرة في العلاقات بين البلدين منذ 2014. 

يأتي ذلك في الوقت الذي تحشد فيه روسيا قوات كبيرة، تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري، قرب الحدود الأوكرانية، وسط اتهامات غربية لموسكو بالاستعداد لـ "غزو عسكري".

ومن جانبه، تقدم "زيلينسكي" بالشكر لنظيره التركي على مبادرته للوساطة بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء التوتر القائم بين البلدين، قائلا: "أشكر الرئيس أردوغان على مبادرته للوساطة بين أوكرانيا وروسيا في سبيل إنهاء الحرب".

وحول الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، أضاف: "الاتفاقية التي وقعناها اليوم ستوسع إنتاج الطائرات المسيرة لشركة بايكار التركية في أوكرانيا".

وانتقد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، استخدام الجيش الأوكراني طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع.

ويتولى إدارة بايكار "سلجوق بيرقدار"، صهر "أردوغان"، إذ تعتبر الرئاسة التركية تصدير الصناعات الدفاعية أحد أهم روافد دعم الاقتصاد القومي.

وعلى الرغم من أن روسيا رفضت في السابق فكرة السماح لتركيا بالوساطة في أزمة أوكرانيا، بسبب عضوية تركيا في الناتو، إلا أن المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" علق، الشهر الماضي، على مقترحات أنقرة لتهدئة التوترات، قائلا: "إذا كان شركاؤنا الأتراك قادرين على التأثير في كييف وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا، فلن يكون هذا إلا موضع ترحيب".

يذكر أن "أردوغان" وصل إلى أوكرانيا، ظهر الخميس، في زيارة رسمية تلبية لدعوة "زيلينسكي"، بهدف المشاركة في الاجتماع العاشر للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.