معهد عبري: لماذا تهتم إسرائيل بمستقبل ليبيا؟

السبت 5 فبراير 2022 12:58 م

"ليبيا تحمل أهمية جيواستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، في إطار رؤية الأخيرة تجاه دول البحر المتوسط وأفريقيا.. لهذا ترى إسرائيل أن عليها الانخراط في تشكيل مستقبل الدولة الأفريقية المطلة على البحر المتوسط".

هكذا خلص تقرير نشره "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، أحد مراكز دعم صناعة القرار في إسرائيل، لافتا إلى أن الدور الإسرائيلي في ليبيا، ينبغي أن يأتي في إطار رؤيتها الاستراتيجية الشاملة لمنطقة الشرق الأوسط.

ولفت المعهد في تقريره الذي أعده الباحث العقيد احتياط "عيران ليرمان"، نائب رئيس المعهد، الجمعة، إلى أن "استقرار ليبيا يحمل أهمية كبيرة للاستقرار الإقليمي، كما يخدم المصالح الإسرائيلية".

وبين أن من بين مراكز القوى في ليبيا، هناك جهات (لم يسمها) ترغب في فتح حوار مع إسرائيل؛ من أجل الحصول على دعم سياسي، نظرا لعلاقات الأخيرة مع واشنطن، فضلا عن الدعم الاستخباري والعسكري.

وسبق أن كشف "أيوب قرا" الوزير الإسرائيلي السابق في حكومة "بنيامين نتنياهو"، عن لقاءات سرية جرت مع قيادات سياسية بارزة من ليبيا، تمحورت حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ولفت إلى أنه "عقد لقاءات سرية مع قيادات سياسية بارزة من ليبيا في جزيرة رودوس، تمحورت حول التطبيع"، زاعما أن الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي" كانت لديه الرغبة في توقيع اتفاقيات مع إسرائيل.

ورددت مرارا وسائل إعلام إسرائيلية، أن قائد الجيش في الشرق الليبي "خليفة حفتر"، ينوي تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الليبية.

وبالعودة إلى التقرير المعهد الإسرائيلي، فإن تل أبيب تنتظر اليوم الذي تتولى فيه حكومة ليبية ترغب في الانضمام للاتفاقات "الإبراهيمية"، لتعزيز هذه الاتفاقات في شمال أفريقيا، بما في ذلك من النواحي الأيديولوجية، مضيفا: "لكن في هذه المرحلة ينبغي أن تكون أهداف إسرائيل واقعية، وخطواتها حذرة وسرية".

يأتي الاهتمام الإسرائيلي، وفق الباحث، في ظل المساحة المترامية التي تحظى بها ليبيا وموقعها الاستراتيجي ومواردها.

وقال الباحث، إن "هذه المزايا تأتي في وقت لا يزيد عدد السكان على 7 ملايين نسمة، أي أقل قليلا من عدد سكان جارتها تونس على سبيل المثال، رغم كون الأخيرة أصغر حجما".

وأضاف: "جارة ليبيا، تونس مثلا لا تمتلك الأسباب التي تدفع لاعبين دوليين وإقليميين للسباق من أجل الانخراط فيها على خلاف ليبيا".

وتطرق الباحث "ليرمان"، لقضايا وضعت ليبيا في بؤرة الاهتمام الدولي والإقليمي، مثل موقعها في سوق الطاقة العالمية.

وقال إن ليبيا جذبت الأنظار أيضا بسبب مشكلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، إذ تعد سواحلها منذ سنوات طويلة ممرا إلى أوروبا.

ولفت إلى أهمية ضبط الحدود الليبية مع مصر، وملف مكافحة الإرهاب، فضلا عن محاولات إيران "الاصطياد في المياه العكرة هناك"، على حد قوله.

واعتبر أن بعض هذه الملفات تحمل تأثيرا على مصالح إسرائيل، التي لا ترغب في امتلاك إيران نفوذ ومصالح استراتيجية داخل ليبيا.

ودعا الباحث الإسرائيلي، إلى تحديد خطوط أساسية يمكن أن تحتفظ إسرائيل عبرها بدور محدد، خلال اتصالاتها المباشرة مع مصادر ليبية.

وحول الخطوط الأساسية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها، رأى "ليرمان"، أنها تقوم على ضرورة الحفاظ على التنسيق بشأن الملف الليبي، مع مصر وشركاء إسرائيل، قبرص واليونان، في كل ما يتعلق بالخطوات التي من شأنها التأثير على ميزان القوى في منطقة شرق المتوسط.

وتشكل السياسات التركية عنصرا مهما في النظرة الإسرائيلية إلى ملف ليبيا.

ويقول الباحث، إنه على الرغم من الموقف الأمريكي والتوجه العام في بروكسيل بشأن تمهيد الأرض لصالح مشروع خط الغاز الطبيعي من حقول الغاز في إسرائيل إلى أوروبا، ينبغي على إسرائيل وشركائها التصدي للخطوط الخاصة بالمياه الاقتصادية شرقي المتوسط، والتي حددها اتفاق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والحكومة السابقة براسة "فايز السراج"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وسبق أن أعلنت إسرائيل، معارضتها للاتفاق الذي وقعته ليبيا وتركيا، بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما في شرق البحر المتوسط، لافتة إلى أنه "رغم هذه المعارضة، لكن الاتفاق لن يؤدي على الأرجح إلى صراع مع تركيا".

وتابع الباحث، أنه "حتى ولو تم العثور على طرق أخرى لتصدير الطاقة إلى أوروبا، ينبغي منع أي وضع تصبح فيه تركيا قادرة على ترسيم حدود المياه الاقتصادية بالبحر المتوسط مع ليبيا، بطريقة تمنع إسرائيل ومصر وقبرص من إيصال الغاز إلى أوروبا".

ومضى "ليرمان" قائلا: "الملف الليبي لا يمكن أن يغيب عن اهتمام القيادة السياسية والعسكرية التركية خلال أي حوار محتمل بين تل أبيب وأنقرة، بما في ذلك خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة".

ونوه إلى محاولات تركيا المصالحة مع دول بالمنطقة وصفها بـ"معسكر الاستقرار"، مثل مصر وإسرائيل، والحوار الذي يديره السفير التركي في ليبيا مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة "عبدالحميد الدبيبة" في طرابلس، ومع جهات أخرى في بنغازي، وعودة الحديث عن ملف القنصلية التركية في بنغازي وإمكانية استئناف الرحلات الجوية المباشرة.

وذهب "ليرمان"، إلى أن المؤشرات تدل على سعي تركيا لعدم استئناف المواجهات العسكرية، وكونها تعمل على توسيع دائرة الحوار الذي يخدم مصالح "أردوغان"، والحفاظ على نفوذ كبير في الساحة الليبية.

وقبل أيام، أعلنت السلطات التركية، قرب افتتاح قنصليتها في مدينة بنغازي الليبية المغلقة منذ 2014، وسط توقعات بعودة مرتقبة للرحلات الجويّة بين تركيا ومطارات المنطقة الشرقية، بعد توقف لسنوات.

وقال مراقبين إن هذه الخطوات تأتي كرد فعل لخطوات التقارب بين تركيا والشرق الليبي، خاصة بعد المحاولات والتفاهمات الأخيرة حول عدد من الملفات، بينها ملف المقاتلين الأجانب.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرايل ليبيا شرق المتوسط الغاز تركيا

الخارجية الليبية تدين اعتداءات إسرائيل وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل

إعلام عبري: لقاء تاريخي بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل

بعد لقائها وزير إسرائيلي.. الدبيبة يوقف عمل المنقوش ويحيلها للتحقيق

غضب رسمي وشعبي بعد الكشف عن لقاء سري بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل

غضب في إسرائيل وفلسطين بعد تسريب لقاء المنقوش وكوهين

الدبيبة يقيل المنقوش.. والأخيرة: لقائي بكوهين تم بإذن ولن أكون كبش فداء