من السعودية لمى إلى المغربي ريان.. محاولات إنقاذ مثيرة عربيا

السبت 5 فبراير 2022 06:43 م

لم تكن محاولة إنقاذ الطفل المغربي "ريان" هي الأولى من نوعها، ولكن العديد من قارات العالم شهدت حالات مشابهة اقترنت بالكثير من الإثارة، وخاصة في المنطقة العربية سواء كانت لأطفال أم لكبار.

السعودية "لمى"

مشهد الطفل المغربي "ريان"، الذي وصلت إليه فرق الإنقاذ بعد عمل شاق استغرق نحو 100 ساعة، وتقوم حاليا بتقديم الإسعافات الأولية إليه، أعاد إلى الأذهان قصة الطفلة السعودية "لمى الروقي" والتي خسرت حياتها بعد أن أمضت 13 يومًا في بئرٍ عميق في حادثة هزت الشارع السعودي عام 2014.

وتعود قصة الطفلة الراحة "لمى الروقي" إلى عام 2014 حين سقطت في أحد الآبار عندما كانت ترافق عائلتها في رحلة ترفيهية إلى مدينة تبوك وتحديدًا في وادي الأسمر وعلقت هناك لمدة 13 يومًا، إذا فشلت فرق الإنقاذ في الوصول إليها وهي على قيد الحياة، في الايام الأولى من سقوطها بالبئر.

المصري "أكثم"

وبخلاف الإخفاق السعودي، نجحت فرق الإنقاذ المصرية في الشاب "أكثم سليمان" من تحت أنقاض إحدى البنايات، التي انهارت بفعل زلزال الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الثاني عام 1992، الذي ضرب العاصمة المصرية القاهرة، وتسبب في دمار مئات المنازل ومقتل العشرات.

وقضى أكثر ما يقرب من 4 أيام تحت الأنقاض يصارع الموت مع أفراد أسرته، الذين رحلوا أمام عينيه واحدا تلو الآخر. وفي اليوم الرابع عقب الزلزال، وبعد فقدان الأمل في العثور على ناجين، ظهرت حركة غير عادية تحت الأنقاض، وبالفعل تم العثور على أحد الأشخاص على قيد الحياة.

وبعد ساعات، استطاع رجال الإنقاذ تحديد مكان أكثم تحت الأنقاض، وعثروا عليه في حالة شديدة الإنهاك، وبجانبه جثث والدته وزوجته وابنته الطفلة.

ولم يستمر زلزال 1992 سوى دقيقة واحدة فقط، ولكنها تسببت في مقتل أكثر من 1000 شخص، وإصابة أكثر من 4 آلاف وتشريد الآلاف، فضلا عن انهيار 87 عقارًا وتصدع 1205 عقارات، كما تهدمت وتصدّعت 44 منشأة تشمل المدارس والمباني الحكومية والمساجد والكنائس، وكان من بين القتلى نحو 200 طالب.

السورية "بسمة"

وفي فبراير/شباط 2021، سارع فريق من طواقم الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بتلبية النداء لإنقاذ الطفلة "بسمة" (4 سنوات) التي سقطت داخل بئر مياه عميقة بمدينة الباب السورية بشمال حلب.

وآنذاك، قال أحد المسعفين الذين أنقذوا الطفلة إن فوهة البئر كانت ضيقة ولا تسمح لشخص بالنزول إلى الطفلة، ولكنهم علموا من أهالي المنطقة بوجود بئر آخر قريب يتصل بالبئر الذي سقطت فيه الطفلة "بسمة"، وتمكنوا من الوصول إليها بهذه الطريقة.

وأظهرت لقطات آنذاك بكاء الطفلة عند وصول المُسعف إليها، وفي الحوار الذي جرى بين المسعف و"بسمة" تحت الأرض تقول "بسمة": "ضاعت لعبتي" ليرد عليها: "رح جبلك أحسن منها".

تجارب عالمية مشابهة

وبعيدا عن المنطقة العربية، شهدت العديد من دول العالم بقارتي آسيا وأوروبا تجارب مشابهة.

في عام 2018، برزت قضية "فتية الكهف" الذين علقوا داخل كهف في تايلاند طيلة أسبوعين واستغرقت عملية إنقاذهم 3 أيام وتطلبت جهودا استثنائية شارك فيها غواصون وجهات أجنبية، واجتذبت اهتماما وتعاطفا عالميا.

تعود القصة إلى صيف عام 2018 في تايلاند عندما خرج فريق كرة قدم -12 مراهقا- من الناشئين بصحبة مدربهم في رحلة لاستكشاف الكهوف، ليعلقوا طيلة أسبوعين داخل كهف "تام لوانغ"، الذي يمتد 7 كيلومترات بعد أن غمرته مياه الفيضانات.

كانت عملية الإنقاذ أيضا شاقة ومضنية، حيث اضطر الغواصون إلى المرور عبر منفذ ضيقة للغاية ومناطق موحلة، لكنهم في النهاية وجدوا الفتية ومدربهم على قيد الحياة فوق صخرة عالية وكانوا في حالة صحية سيئة.

عمال المنجم

في حادث مشابه في التفاصيل لكن أكثر رعبا وقع عام 2010، نجح رجال الإنقاذ في إخراج عمال منجم محاصرين في تشيلي عبر طريق ضيق، في عملية إنقاذ خطط لها بدقة وأنهت محنة استمرت شهرين في أعماق الأرض.

واحدا تلو الآخر، صعد عمال المنجم إلى كبسولة فولاذية مصممة خصيصا -بالكاد أعرض من كتفي رجل- وقاموا برحلة مدتها 15 دقيقة عبر 2050 قدما (625 مترا) من الصخور إلى السطح.

طفل هيسار

وقد شهدت الهند حالة مشابهة تماماً لحالة الطفل "ريان" في عام 2019، وآنذاك، أوردت صحيفة "صن" البريطانية أن طفلاً يبلغ من العمر عاماً واحداً سقط في بئر في مدينة هيسار شمال غربي الهند، بعدما كان مع أمه التي كانت تجمع الفاكهة.

وبسبب صعوبة انتشاله من البئر العميقة والضيقة، تدخلت السلطات الهندية واستعانت بجهاز تعقب لتحديد موقعه بدقة، ثم حفر عمال الإنقاذ بئراً أخرى على بعد 6 أمتار، وتتوازى مع البئر الأصلية، وعندما اقتربوا من الطفل توقفوا عن استخدام الآلات وحفروا يدوياً لضمان سلامته.

ونقلت صحيفة "هندوستان تايمز" أن فريق الإنقاذ ألقى أنابيب الأكسجين داخل البئر لمساعدة الطفل على التنفس، كما أنزلوا له البسكويت والعصائر.

وأظهرت لقطات مثيرة لحظة إنقاذ الطفل، حيث حمله رجل يرتدي زياً عسكرياً بعيداً عن البئر، بينما وقف عشرات السكان يراقبون المشهد. وخرج الطفل على قيد الحياة بعد أن تم إنقاذه، لكنه لا كان بحاجة إلى رعاية صحية.

طفل الصقيع

وفي عام 2017 نُقل طفل روسي عمره 3 أعوام إلى المستشفى، بعدما صمد وحيداً في صقيع غابات الشمال في سيبيريا.

وكانت عمليات إنقاذ كبيرة جداً أدت إلى العثور على الطفل تسيرين في قلب الغابة، على بعد 3 كيلومترات عن قريته، بعد 3 أيام من بقائه تائهاً في الغابة، بينما كان يلعب مع كلاب العائلة.

وصمد الطفل في هذه الظروف المناخية الصعبة، وظل بمنأى عن الحيوانات المفترسة التي تنتشر في الغابة، مثل الذئاب والدببة.

ولحسن حظه أنه كانت بحوزته بضعة ألواح من الشوكولاتة، ساعدته على الصمود خلال الأيام الثلاثة التي بقي فيها في الغابة، حيث اتخذ من شجرة كبيرة ملجأ له.

طفل بئر إسبانيا

مطلع عام 2019، سقط طفل بعمر سنتين في بئر بعمق حوالي 100 متر في منطقة ملقة بجنوب إسبانيا، وفشلت حينها كل المحاولات لإنقاذ الطفل، الذي سقط حينما كانت العائلة تتنزه في يوم العطلة، مستغلة الدفء الذي نشرته الشمس في شتاء منطقة الأندلس.

وفي عام 2018، سقطت سيدة في بئر بعمق 10 أمتار ببلدة روهت، غربي مدينة هايدلبيرج (الجنوب الغربي من ألمانيا)، وقد نجحت جهود عمال الإنقاذ في انتشال المرأة، باستخدام آلة خاصة، ساعدتهم على انتشالها، وفقاً لدائرة الإطفاء والإنقاذ في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الطفل المغربي ريان ريان المغرب لمى السعودية محاولات إنقاذ الطفل ريان