خير الدين حسيب: أمريكا والسعودية وإيران احتلوا العراق وأتوا بالمالكي

الجمعة 22 أغسطس 2014 07:08 ص

 

في حديث صحفي مؤخرا مع السياسي العراقي المخضرم الدكتور خير الدين حسيب رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية، بشأن الاوضاع الساخنة في العراق وتولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء خلفا لنوري المالكي وسيطرة "الدولة الاسلامية" على مناطق عديدة بالعراق، قال السياسي العراقي المخضرم إن أمريكا والسعودية والخليج عموماً وإيران هم الذين احتلوا العراق، وهم الذين أتوا بالمالكي، لأن السعودية وسورية كانتا تريدان أياد علاوي، وإيران وأمريكا كانتا تريدان نوري المالكي لأسبابهما الخاصة.

فهم الذين جعلوه يتنحّى مؤخرا، وهم الذين جاؤوا بالبديل أيضاً، وهم الذين سوف يشكّلون الوزارة أيضاً. أنا أعتقد ما تقول الأغنية العربية “الذي شبكنا يخلصنا” ينطبق على هذه الحالة. وعليه، وبرأيي هذه هي البداية فقط، فقد كان هناك خوف ينتاب الجميع على العراق، إذ كان متوقعاً أنه سيتردّى وضعه أكثر، وهذا ليس بمستبعد حتى الآن.

الخوف الذي كان ينتابنا ليس تقسيم العراق إلى شيعةً وسنّةً وأكراداً، بل كان الشيء الذي سيترتب على ذلك الاختلاف وبسبب عدم التوافق بين الأطراف السياسية والدول المعنية بالقضية العراقية وهو تفتيت العراق. والسبب في ذلك أنّ الشيعة مختلفون فيما بينهم، الأحزاب الشيعية: الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري مختلفون فيما بينهم. والأكراد مختلفون فيما بينهم: حزب الاتحاد لجلال طالباني، والحزب الديمقراطي البرزاني، تصور إنهما حتى الآن مازالا مختلفين، فهم لم يوحّدوا وزارة البيشمركة المنقسمة، إذ لكلٍّ منهما وزارته، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة المالية أيضاً.

إضافةً إلى ذلك، انتهتمنذ ستة أشهر الانتخابات المحلية في كردستان، إلا أنه حتى الآن لم تشكّل الوزارة بعد بسبب هذه الاختلافات. ولعل نفس هذا الانقسام، بصورة مشابهة أو مختلفة، ينطبق على السنّة وغيرهم. فالسنّة أو تعبير السنّة يعني أنّ قسماً منهم التحق بالعملية السياسية، أو التحق به، في حين أن قسماً آخر منهم كانوا موجودين فعلاً مع “المعارضة” التي دخلت العراق مع الاحتلال. فالمطروح ليس تقسيم العراق فحسب، بل تفتيت العراق.

لنرَ الآن، هل يمكن لحكومة العبادي القادمة أن تلغي بعض التشريعات التي ينتقدها أوباما، التي صدرت في عهد الحاكم الأمريكي بول بريمر، ومنها اجتثات البعث، وحل الجيش العراقي؟

بول بريمر في مذكراته يعترف بأن قرار حل الجيش العراقي اتخذه الأمريكيون ورحّبت به إيران والأكراد وأطراف عراقية أخرى ذكرها تحديداً في كتابه، وحتى دول الخليج العربية رحّبوا بحل الجيش العراقي ونتج منه الضحايا التي عرفناها، كُلّنا منذُ الاحتلال وحتى الآن.

فالرئيس أوباما إذا أراد أن ينتقد هذه السياسة التي أمضى بها سياسيو العملية السياسية، فعليه أن ينتقد الإدارة الأمريكية السابقة، مرحلة جورج بوش، الذي أقدم على احتلال العراق وما ترتّب عليه. فالقرارات الرئيسية التي أساءت إلى الدولة العراقية هم الذين سنّوها وطبّقوها.

فهذا الذي يسمّى الآن بالجيش العراقي هو عبارة عن مليشيات ليس لها أي ولاء للوطن، بل ولاؤه لأطراف مختلفة؛ أي يعتمد ولاؤه على انتمائه الطائفي والإثني.

في السنة الماضية (2013) كانت ميزانية تشغيل الجيش العراقي من دون عائدات الأسلحة التي اشتراها حسبما ذكره قبل يومين د. مصطفى العاني في مقابلة مع محطة العربية، كانت كلفة التشغيل فقط 17 مليار دولار، لماذا؟

بكل بساطة لكونه، ليس جيشاً حقيقياً، بل جيش ولاءات متعددة. فالحزب الشيوعي، على سبيل المثال، لديه الآلاف من المنتمين إلى الجيش العراقي، وهم فقط مسجلون ويستلمون رواتب من دون الالتحاق بالجيش أو تنفيذ مهمات، وهكذا في الأحزاب الأخرى.

هنا ما أُريد أن أقوله إن قانون اجتثاث البعث الذي ينتقده الرئيس الأمريكي أوباما، الذي أقرّه وطبّقه هو بول بريمر، علاوة على تسليم مهمات تنفيذه لأحمد الجلبي ليكون منفذاً للقانون ومتجاوزاً له ضمن ما يضمن استمرار الاحتلال.

(المصدر: رأي اليوم)

  كلمات مفتاحية

«المالكي» من لبنان: متفائل جدا بأن «العراق سيكون مقبرة لداعش»

«المالكي» يرفض تسليم طائرته الرئاسية إلى الخطوط الجوية العراقية