أعرب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن وجود بواعث قلق مشتركة بين موسكو وباريس بشأن أمن أوروبا، وذلك خلال استقباله للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في الكرملين، الإثنين. 

وقال "بوتين": "أود التشديد على أنني أتفهم أن لدينا مباعث قلق مشتركة بشأن ما يحدث في مجال الأمن بأوروبا".

وأضاف: "تشارك فرنسا بأنشط شكل في حل القضايا المحورية للأمن الأوروبي.. وهذا الأمر يخص بما في ذلك الأزمة التي نشبت بعد هجوم جورجيا على أوسيتيا الجنوبية، ووضع اتفاقات مينسك ومن ثم تنظيم عمل صيغة النورماندي".

وتابع: "أرى حجم الجهود التي تبذلها القيادة الفرنسية الحالية والرئيس شخصيا من أجل إنهاء الأزمة المتعلقة بضمان الأمن على أساس متساو في أوروبا، وكذلك حل الأزمة الداخلية الأوكرانية الجارية جنوب شرق البلاد".

في المقابل، شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة إبداء كل الأطراف المسؤولية في حل التوتر "الحرج" الذي يسود أوروبا على خلفية الأوضاع حول أوكرانيا.

وقال: "الأوضاع الحرجة في أوروبا تثير قلقا لدينا... لذا يجب أن نتصرف جميعا بشكل مسؤول. لقد وضعنا أسسا للحوار الشفاف والملزم والشامل عام 2019... هذا الحوار حيوي الآن لدرجة لم يكن عليها في أي وقت مضى، إنه ضروري، وهو الأمر الوحيد الذي سيتيح ضمان الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية".

وأردف: "يسرني أنه سيكون بإمكاني أن أبحث بشكل مفصل كل القضايا لنبدأ البحث عن رد جماعي مفيد بالنسبة إلى روسيا وأوروبا على حد سواء. مثل هذا الرد سيتيح تجنب الحرب وبناء الاستقرار والشفافية والثقة للجميع".

وقبل وصوله إلى موسكو، قال "ماكرون" لصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "لدي تفاؤل معتدل من اللقاء (يقصد مع بوتين)، لكنني لا أؤمن بالمعجزات الفورية".

وفي وقت سابق، أفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، أن "ماكرون" بحث مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، خلال اتصال هاتفي استمر لمدة 40 دقيقة، الجهود الدبلوماسية وجهود الردع الجارية ردا على الحشد العسكري الروسي المستمر على حدود أوكرانيا.

وأكد الرئيسان دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، واتفقا على إبقاء الفرق المعنية في البلدين "على اتصال وتواصل التشاور مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك أوكرانيا".

ومؤخرا، وجهت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.

وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.