استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا تلوح السعودية بالتقارب مع روسيا

الجمعة 22 أغسطس 2014 10:08 ص

أنس محمود - خاص الخليج الجديد

مع استمرار سياسة الانفتاح التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» تجاه إيران التي توجت العام الماضي باتفاق «جنيف» الابتدائي, مع استمرار المحادثات من أجل التوصل لاتفاق نهائي, شكلت هذه الأجواء التقاربية عنصر قلق كبير جدا لدى الأوساط الحاكمة في عدد من دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية التي فقدت صداقة النظام المصري بعد تنحي مبارك.

وقد تطور القلق  لدى السعوديين  من تزايد الهيمنة الإيرانية على المنطقة إلى فزع من خشية أن يتخلى عنهم الحليف الأمريكي خاصة بعد أن تراجعت الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري الذي استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه , وتغيرت توجهاته الدبلوماسية في التعامل مع الجار الإيراني والمنافس الاستراتيجي للمملكة, وقد حاولت الرياض التعبير عن سخطها من خلال رفض تسلم مقعدها في مجلس الأمن الدولي.

ويتعزز هذا الأمر إذا ما أضفنا البحث الجدي للولايات المتحدة عن مصادر جديدة للطاقة وللنفط والذي أسفر عن وجود مصادر نفطية جديدة وقريبة  مما يشكل خطرا على  الاقتصاد السعودي الذي يعتمد على النفط بشكل رئيسي.

وتحاول الولايات المتحدة بشكل كبير إقناع السعودية أنها لن تتخلى عنها وأنها ما زالت ترتبط معها بتحالف وثيق إلا أن السعودية تشعر أن الولايات المتحدة على استعداد كامل على التخلي عن هذا الحلف أكثر من أي وقت مضى بسبب وجود المؤشرات المذكورة سواء في موقف الولايات المتحدة المتردد من الربيع العربي أو التقارب مع إيران أو بالنظر إلى القضايا المتعلقة بالطاقة والاقتصاد.

ومن الخطوات التي قامت بها السعودية ردا على المواقف الأمريكية المبتعدة عنها والمقتربة من إيران هو التقارب مع الدب الروسي وقد بدا ذلك في عدة نقاط  رئيسة:

تتمثل النقطة الاولى في  التوافق والتنسيق بين السعودية وروسيا تجاه الملف المصري حيث  كان قائد الانقلاب العسكري في مصر «عبدالفتاح السيسي» قد زار روسيا في 18 أغسطس/آب الحالي, بعد زيارته إلى السعودية, وتعاني أيضا سلطات الانقلاب في مصر من فتور وبرود في العلاقات مع نيويورك منذ الانقلاب علي الرئيس «محمد مرسي».

وقبل أيام قليلة أعلن موقع «ميج نيوز» الروسى إنه خلال زيارة «السيسى» إلى روسيا تم التوصل إلى اتفاق على توريد أحدث الأنظمة الدفاعية الروسية إلى مصر، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تحصل مصر على المقاتلات القاذفة والمروحيات الهجومية والصواريخ المضادة للدبابات من الجيل الأخير وسيتم تمويل الصفقة من قبل المملكة العربية السعودية، والتى تبلغ تكلفتها 2 مليار دولار.

ويبدو أن السعودية الداعم الأكبر للانقلاب في مصر  تستخدم ضعف الانقلاب في مصر وخاصة في البعد الاقتصادي كورقة تلوح بها في وجه أمريكا في ظل المواجهة الروسية الحالية مع الغرب في أوكرانيا, إذ أن زيارة السيسي إلى روسيا بعد تواجده في جدة  لا تشير إلا إلى توجيهات وتعليمات القيادة السعودية , تأتي هذه المواقف السعودية ربما طمعا في تغيير سياسة الأخيرة ومواقفها من إيران ومن عدد من قضايا المنطقة عموما.

النقطة الثانية هي أيضا من تسريبات وسائل الإعلام الروسية نقلا عن  المدير العام لشركة «روس آتوم» الحكومية الروسية، «سيرجي كيريينكو»، قوله : «إن روسيا والمملكة العربية السعودية تعتزمان توقيع اتفاقية حكومية في خريف العام الحالي في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية».

فيما تتعلق النقطة الثالثة  بتنسيق روسي سعودي  تم في لقاء الرئيس الروسي بوتين  مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لإيجاد رؤية للحل للأزمة السورية خاصة بعد التقدم الملحوظ لتنظيم داعش في سوريا والعراق .

وتنظر روسيا باهتمام شديد إلى التقارب مع  السعودية ومصر وكل من له مشاكل أو خلافات مع الغرب من خلال العمل على تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز نقاط الالتقاء من أجل استعادة ما تقدر عليه من نفوذ وعناصر قوة.

وبالرغم من أن روسيا أثبتت أنها تدافع عن حلفائها وقد مثلت الحالة السورية دورا روسيا داعما لنظام الأسد غير أن هوامش التحرك السعودي وكذلك العلاقات الروسية الإيرانية وسياسات الرياض في سوريا ولبنان  تقف كعقبات ضخمة أمام مجرد الحديث عن تحالف إلا أن السعودية تهدف من تواصلها و تعاملها مع الدب الروسي ودفع مصر بهذا الاتجاه المحدود إلى  إيجاد توازن في العلاقات مع الولايات المتحدة وستحكم معادلة سياستها علاقة عكسية مع الولايات المتحدة فكلما ابتعدت عنها نيويورك ستقترب الرياض من موسكو.

  كلمات مفتاحية

تحليل: لهذه الأسباب لجأت روسيا لاتباع نهج متوازن بعلاقاتها مع الخليج وإيران