سلط موقع منظمة "المجلس الأطلسي" للدراسات الضوء على تصاعد معدل تنفيذ العقوبة بالإعدام في إيران، مشيرا إلى أن هذا المعدل ارتفع في عام 2021 بنحو 26%، وأن 88% من حالات تنفيذ الإعدام غير معلنة رسميا.

وذكر الموقع، في تحليل لـ"سكايلر طومسون"، أن إيران لا تزال من بين أعلى الدول تنفيذا لعقوبة الإعدام، رغم الضغوط الدولية المستمرة، مشيرا إلى إعدام 299 شخصا عام 2021.

وأضافت أن الجرائم المتعلقة بالمخدرات مثلت نسبة 40% من مجمل عمليات الإعدام في إيران، التي استهدف بعضها مدانين لم يبلغا السن القانونية.

وتابع: "من المهم ملاحظة أن العديد من الذين أعدموا بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات هم مهاجرون أفغان، حيث أعدمت السلطات في يوم واحد، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 8 أشخاص في سجن توربات جام في خراسان، وفي نفس الشهر أعدم 7 أشخاص في مشهد، و5 في سجن طيباد".

وأكد "طومسون" أن 88% من عمليات الإعدام في إيران غير معلنة، رسميا، "ما يثير الشكوك بأن تكون أعداد الإعدامات الحقيقية أعلى"، حسب قوله.

وأشار إلى أن تحرك إيران لتعديل قوانين المخدرات في عام 2017، زاد رسميا من عتبة تطبيق عقوبة الإعدام، لكن عديد المراقبين يرون فيه "محاولة لتحسين صورة إيران الخارجية"، خاصة في ظل استمرار وجود عشرات الأفراد يواجهون الإعدام في جرائم تتعلق بالمخدرات.

ووفقا للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن استخدام عقوبة الإعدام، إذا لم يتم إلغاؤها، يجب أن يستخدم فقط في "أخطر الجرائم"، وبالتالي "لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف إعدام فرد في جريمة تتعلق بالمخدرات"، حسبما يرى "طومسون".

ويتعارض تنفيذ الإعدام في قضايا المخدرات مع التزام إيران الدولي بحقوق الإنسان بحماية الحق في الحياة، بحسب الموقع، الذي أشار إلى أن "استخدام إيران العتيق والمستمر لعقوبة الإعدام هو ممارسة مستمرة لا تزال تؤثر سلبا على أولئك الذين يجدون أنفسهم متورطين في النظام القضائي الإيراني المعطوب للغاية".

وطالب "طومسون" الحكومات والوكالات الحكومية الدولية، بما فيها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والاتحاد الأوروبي، التي تعمل مع إيران لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات عبر حدودها مسؤولية إلى "ممارسة ضغط مستمر على إيران لوقف ممارسة إعدام مرتكبي جرائم المخدرات".

وأشار إلى أن بداية عام 2022 تحمل مخاوف جدية بشأن ارتفاع في عمليات تنفيذ الإعدام بإيران، التي نفذت العقوبة بالفعل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحق 49 شخصا، منهم 14 شخصا في 10 أيام فقط.

وفي فترة الـ30 يوما الأخيرة، حكمت إيران بالإعدام على 10 أشخاص، بمن فيهم "يزدان ميرزاي"، بطل رياضة الوو شو، البالغ من العمر 27 عاما، بتهم تتعلق بالمخدرات.

وشدد "طومسون" على أنه "بدون استمرار الضغط والاهتمام الدولي بهذه المسألة، سيظل الآلاف يواجهون الإعدام الوشيك في السجون الإيرانية بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات".