قال وزير خارجية إيران "حسين أمير عبداللهيان"، الأربعاء، إن الولايات المتحدة وافقت على رفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" على طهران، لكنها ترفض تقديم "ضمانات حقيقية".

وأوضح الوزير الإيراني، في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أن بلاده طلبت ضمانات لعدم تكرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بعد استئنافه، لكن إدارة الرئيس الحالي "جو بايدن" ترفض ذلك.

وأكد "عبداللهيان" أن إيران تسعى إلى التوصل لاتفاق جيد، مشيرا إلى أن "الوقت يداهم الطرف المقابل لتحقيق ذلك"، حسب تعبيره.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن واشنطن أبلغت طهران، عبر وسطاء، بشأن حسن نيتها وسعيها للتوصل إلى اتفاق جيد، لكنه أبدى تشككه في "جدية أطراف التفاوض بشأن رفع العقوبات وفقا للاتفاق".

وشدد "عبداللهيان" على أن بلاده "ليست مستعدة للدخول في عملية مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة"، مضيفا: "إن الرأي العام الإيراني لا يستطيع القبول بتصريحات رئيس أي حكومة ولا سيما الحكومة الأمريكية كضمان للاتفاق النووي نظرا لتجربة انسحاب واشنطن من الاتفاق".

وتابع: "لا نقبل بالضمانات الشفهية"، لافتا إلى أن "تعهدات إيران واضحة وقابلة للتحقق والوكالة الدولية للطاقة الذرية بإمكانها المصادقة عليها ويمكن للطرف الآخر أن يطمئن من تنفيذها لكننا ما زلنا قلقين بشأن موضوع الضمانات".

ورأى "عبداللهيان" أنه "إذا كانت نوايا الولايات المتحدة حقيقية، فيجب عليها اتخاذ خطوات عملية وملموسة قبل الانخراط في أي حوار أو اتصال مباشر، ومن الممكن أن تشمل هذه الخطوات الإفراج عن مليارات الدولارات من عائدات مبيعات النفط الإيراني المجمدة في المصارف الأجنبية".

وتجرى في العاصمة النمساوية فيينا محادثات بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بشكل فردي عام 2018.

وتركز طهران، خلال المحادثات الجارية حالياً، على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.

وبعد التشاور في العواصم مع حكوماتهم، سيواصل المشاركون المناقشات حول احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال من قبل جميع الأطراف.