عادت شركة "إيرباص"، عملاقة صناعة الطائرات الأوروبية، للتهدئة في أزمتها مع الخطوط الجوية القطرية، مبدية رغبتها في التوصل إلى حل ودي للنزاع التجاري بين الطرفين.

ونقل وكالة "رويترز"، عن الرئيس التنفيذي للشركة الأوروبية "جيوم فوري"، الخميس، إن شركة "إيرباص" تأمل في التوصل إلى حل ودي للنزاع مع الخطوط الجوية القطرية، بشأن الأضرار التي لحقت بسطح طائرات الركاب "إيه 350".

وتخوض الشركتان نزاعاً منذ شهور حول تآكل طلاء الطائرات، وتراجع الحماية من الصواعق، وهي مشكلة أقرت "إيرباص" بضرورة الاهتمام بها مع إصرارها على أنها لا تعرض سلامة الطائرات للخطر.

وكشف تحقيق أجرته "رويترز" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن 5 شركات طيران أخرى على الأقل اكتشفت عيوبا في سطح الطائرات أو طلائها منذ 2016؛ مما دفع إيرباص إلى تشكيل فريق عمل داخلي قبل الخلاف القطري واستكشاف تصميم جديد مضاد للصواعق لطائرات "إيه 350" المستقبلية.

ورفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية على "إيرباص"، مطالبة بأكثر من 600 مليون دولار، ورفضت تسلّم المزيد من طائرات "إيه 350" حتى تحصل السلطات التنظيمية على تحليل رسمي للمشكلة.

كما تطلب في دعواها، أن يأمر القضاة "إيرباص"، ومقرها فرنسا، بألا تحاول تسليم المزيد من الطائرات حتى إصلاح ما تصفه بأنه عيب في التصميم.

وألغت "إيرباص" عقود طائرتين وطلبية منفصلة من قطر لشراء 50 طائرة "إيه 321 نيو"، زاعمة أن الخطوط الجوية القطرية أخطأت في توصيف العيب وفي تفسير العقود.

وقال الرئيس التنفيذي لإيرباص: "كان يتعين علينا اتخاذ هذا القرار لممارسة حقنا".

وأضاف: "هذا القرار جاء بعد محاولات عديدة لإيجاد حلول مفيدة للطرفين، وما زلنا نأمل في التوصل إلى حل ودي".

وتعهد كل طرف بالدفاع عن موقفه، فيما يعتبر خلافاً علنياً نادراً من نوعه في قطاع صناعة الطائرات الذي تكتنفه السرية عادة.

ويقول الخبراء إن من المتوقع أن تسعى الخطوط الجوية القطرية لحكم محكمة يمنع الشركة من إلغاء صفقة طائرات "إيه 321"، رغم أنها طلبت 25 طائرة على الأقل من طراز "بوينغ 737 ماكس" المنافسة لها.

وأثار قرار "إيرباص" إلغاء طلبية طائرات "إيه 321"، التي تشهد طلباً متزايداً، قلق المسؤولين بقطاع الطيران، ومنهم "ويلي والش" رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي شدد على ضرورة ألا تستغل شركات صناعة الطائرات قوة السوق.