أعلنت روسيا، الجمعة، سحب دبابات من قرب الحدود مع أوكرانيا فضلا عن قاذفات من شبه جزيرة القرم، لتعود إلى ثكناتها، على وقع مخاوف غربية من هجوم على أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان: "عاد قطار عسكري يحمل عديدا وعتادا تابعين لوحدات سلاح المدرعات من إقليم الغرب العسكري إلى قواعده الدائمة" في نيجني نوفجورود على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أوكرانيا.

وأوضحت أن هذه القوات تعود إلى ثكناتها "بعدما أنهت تمارين مخططا لها".

وأعلن ناطق باسم الأسطول الروسي، أوردت وكالة "إنترفاكس" للأنباء تصريحاته، سحب 6 طائرات قاذفة من طراز سوخوي-24 غادرت شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، متوجهة إلى مطارات أخرى في روسيا في إطار تمارين عسكرية أيضا.

وفي بيان آخر نقلته وكالة "تاس" للأنباء، قالت الوزارة إن حوالي 30 شاحنة تحمل جنودا ومعدات غادرت مواقع التدريب في موقع لم يتم الكشف عنه وفي طريقها إلى قاعدتها.

وقالت روسيا، هذا الأسبوع، إنها بدأت في سحب بعض القوات من المناطق المتاخمة لأوكرانيا، لكن كييف ودولا غربية تشكك في ذلك وتقول إنه يجري استبدال بعض الوحدات والمعدات بأخرى على ما يبدو.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 68 طائرة أجنبية قامت بعمليات استطلاع قرب الأجواء الروسية خلال الفترة من 7 إلى 13 فبراير/شباط الجاري.

وأوردت صحيفة "النجم الأحمر" التابعة لوزارة الدفاع الروسية بيانات تفيد بأن محطات الرادار الروسية رصدت 47 طائرة استطلاع و21 طائرة مسيرة بالقرب من الأجواء الروسية.

وأشارت البيانات التي أوردتها قناة "آر تي عربية" الروسية، الجمعة، إلى أن المقاتلات الروسية أقلعت مرتين لمنع الطائرات الأجنبية من انتهاك الأجواء الروسية، وأن أجهزة الرادار الروسية تابعت جميع عمليات التحليق التي قامت بها الطائرات الأجنبية.

وأعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، أنه رصد 60 انتهاكا لوقف إطلاق النار ارتكبها انفصاليون موالون لروسيا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة، الخميس، ووصف الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" الأمر بأنه "استفزاز كبير".

وذكر الجيش في تقرير أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 10 تجمعات سكنية مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ودبابة.

وتقول الولايات المتحدة إن روسيا نشرت أكثر من 150 ألف جندي في جوار أوكرانيا ما يثير مخاوف من احتمال شنها هجوما على هذا البلد.

دعوات للحوار

جاء ذلك فيما أبدت دول أوروبية استعدادها للحوار مع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية. 

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك"، في تصريحات صحفية، إن وزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين يجتمعون السبت، سيبعثون رسالة وحدة مفادها بأننا مستعدون لحوار جاد حول الأمن للجميع".

ويجتمع قادة دوليون ودبلوماسيون رفيعو المستوى في ميونخ، جنوبي ألمانيا، من الجمعة إلى الأحد، لإجراء مناقشات حول قضايا الدفاع والأمن.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لو دريان" ، الجمعة، إن "كل شيء وارد"، فيما يتعلق بما سيحدث بعد ذلك على الحدود الأوكرانية.

 وأضاف "لو دريان" لقناة "إل.سي.آي" التليفزيونية: "كل شيء وارد، سواء غزو واسع للقوات الروسية للأراضي الأوكرانية أو المناقشات الدبلوماسية التي كنا نطالب بها منذ فترة طويلة".

وصرّح وزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل ألباريس"، بأن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يستعدان للحرب، وأن الخلافات مع روسيا يمكن حلها بالحوار.

وفي مقابلة مع راديو "أوندا سيرو"، قال رئيس الدبلوماسية الإسبانية: "لا توجد خلافات في وجهات النظر مع روسيا لا يمكننا حلها عن طريق الحوار. ليس لدى حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي أي أجندات خفية أو مصالح خفية أو أي شيء  لا يمكن تفسيره"، مشددا في هذا السياق على أن "الحرب يمكن تجنبها وهي ليست ضرورية".

وشدد وزير الخارجية الإسباني على أنه "لا الناتو ولا الاتحاد الأوروبي يستعدان لأي نوع من الحرب"، مطالبا بهذا الشأن روسيا بأن "تبدأ في التهدئة".

يأتي ذلك وسط اتهامات من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن روسيا تعتزم غزو أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو مرارا.