توماس فريدمان: بوتين أقوى زعيم روسي منذ ستالين وحرب أوكرانيا نتاج شعوره بالظلم

الثلاثاء 22 فبراير 2022 08:12 م

قال الصحفي الأمريكي المخضرم "توماس فريدمان" إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" هو "أقوى زعيم روسي لا يكبحه شيء منذ ستالين"، معتبرا أن توقيت الحرب الحالية على أوكرانيا "نتاج طموحاته واستراتيجياته وشعوره بالظلم"، متهما الولايات المتحدة بالاشتراك في تأجيج نيران هذه الحرب.

واعتبر "فريدمان"، في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" أن المكان الوحيد لفهم هذه الحرب هو ما يجري في رأس "بوتين" نفسه، قائلا إن "بوتين" يتعامل مع طموح أوكرانيا بعدائية ناتجة عن أسباب شخصية ووطنية، على ما يبدو، مستشهدا بما قاله خلال خطابه، الإثنين 21 فبراير/شباط الجاري بأن "أوكرانيا ليس لديها حق بالاستقلال لأنها جزء لا يتجزأ من روسيا".

وأضاف أن "هجوم بوتين على حكومة أوكرانيا المنتخبة ديمقراطيا يبدو كأنه معادل جيوسياسي لجرائم الشرف".

وتابع: "يبدو أن بوتين يريد القول للأوكرانيين الذين يريد معظمهم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من الناتو: لقد وقعتم في حب الشخص الخطأ. لن تهربوا مع الناتو أو الاتحاد الأوروبي. وإذا اضطررت إلى ضرب حكومتكم حتى الموت وسحبكم إلى الوطن، فسأفعل".

وحسب "فريدمان"، هناك جذعان ضخمان في شجرة يغذيان هذا الحريق (الحرب).

الجذع الأول يتمثل في قرار الولايات المتحدة غير المدروس في التسعينات لتوسيع الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

أما الجذع الثاني والأكبر بكثير فهو كيف استغل "بوتين" توسع الناتو بالقرب من حدود روسيا لحشد الروس إلى جانبه لتغطية فشل قيادته الهائل، فقد فشل "بوتين" تماما في بناء نموذج اقتصادي من شأنه أن يجذب جيرانها فعليا، ولا ينفرهم، ويلهم أكثر الأشخاص موهبة في تلك البلدان بالرغبة في البقاء، وليس الوقوف في طابور الحصول على تأشيرات سفر إلى الغرب.

وأوضح "فريدمان" أن قرار توسيع وجود الناتو استعدى روسيا بشدة وأقلقها من هذا الحلف، بعد أن فكر المسؤولون الروس في البداية في التعامل مع الناتو كصديق.

وروى "فريدمان" موقفا حدث في الثاني من مايو/أيار 1998، بعد أن صادق مجلس الشيوخ على توسع الناتو، حيث اتصل "فريدمان" بـ"جورج كينان"، مهندس احتواء أمريكا الناجح للاتحاد السوفييتي، بعد انضمامه إلى وزارة الخارجية عام 1926 والذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في موسكو عام 1952، وطلب رأيه في توسع الناتو. وهذا ما قاله تحديدا: "أعتقد أنها بداية حرب باردة جديدة.. أعتقد أن الروس سوف يتصرفون تدريجيا بشكل عكسي وسيؤثر ذلك على سياساتهم. أعتقد أنه خطأ مأساوي. لم يكن هناك سبب لهذا على الإطلاق. لم يكن طرف يهدد أي طرف آخر. هذا التوسع سيجعل الآباء المؤسسين لهذا البلد يتحركون في قبورهم".

وأضاف "كينان"، خلال مكالمته مع "فريدمان": "لقد وقعنا على الاتفاقية لحماية مجموعة كاملة من البلدان، على الرغم من أننا لا نملك الموارد ولا النية للقيام بذلك بأي طريقة جادة. كان (توسع الناتو) ببساطة إجراء أرعن من قبل مجلس الشيوخ..".

وعودة إلى "بوتين"، حيث قال "فريدمان" إن الرئيس الروسي، في خلال فترته الأولى من عام 2000 إلى عام 2008، كان يتذمر أحيانا بشأن توسع الناتو لكنه لم يفعل أكثر من ذلك. كانت أسعار النفط مرتفعة في ذلك الوقت، كما كانت شعبية "بوتين" مرتفعة، لأنه كان يقود النمو المتصاعد للدخل الشخصي الروسي بعد عقد من إعادة الهيكلة المؤلمة والفقر في أعقاب انهيار الشيوعية.

ولكن على مدار العقد الماضي ومع ركود الاقتصاد الروسي، كان على "بوتين" إما أن يذهب إلى إصلاحات اقتصادية أعمق، والتي ربما كانت قد أضعفت سيطرته من أعلى إلى أسفل، أو مضاعفة حكمه الرأسمالي الفاسد.

ومن هنا، أراد "بوتين" صرف الانتباه وتحويل أساس شعبيته من "كونه موزعا للثروة الجديدة لروسيا ومصلحا اقتصاديا إلى المدافع عن الوطن الأم".

وقال "فريدمان" إنه "عادة ما تتفاعل الدول والقادة مع الإذلال بإحدى طريقتين؛ العدوانية أو البحث عن الأسباب داخليا"، فبعد أن عاشت الصين ما أسمته "قرن الإذلال" من الغرب، ردت في عهد "دنج شياو بينج" بالقول بشكل أساسي: "سنريكم. سنهزمكم في لعبتكم"، وعندما شعر "بوتين" بالإهانة من الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتوسع الناتو، أجاب بدوره: "سأريكم. سأهزم أوكرانيا".

ويختتم "فريدمان" مقاله بالقول: "نعم، الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، لكن وجهة نظري هي: هذه حرب بوتين. إنه زعيم سيئ لروسيا وجيرانها. لكن أمريكا والناتو ليسا مجرد متفرجين أبرياء".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

غزو أوكرانيا فلاديمير بوتين حلف الناتو الحرب الباردة الاتحاد السوفيتي

ردا على الاعتراف الروسي.. بايدن ينشر الجيش الأمريكي بالبلطيق