اعتبرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية أن إعلان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الإثنين، اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك عن أوكرانيا، يشير إلى أن موسكو لم تعد مهتمة بالتفاوض مع الغرب لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية على أساس اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها قبل ثماني سنوات.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا في فبراير/شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا "مينسك"، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.
وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها، أن اعتراف "بوتين" باستقلال الإقليمين المذكورين جاء بالرغم من تحذيرات أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الأسبوع الماضي، من أن هذه الخطوة ستنتهك القانون الدولي وسيادة أوكرانيا، وستتطلب ردا سريعا وحازما من أمريكا وحلفائها.
وأشار التقرير إلى أنه قبل خمسة أيام صدق مجلس النواب الروسي "الدوما"، على قرار بتقديم مقترح لرئيس البلاد "فلاديمير بوتين" للاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك".
وأضاف أن خطوة البرلمان الروسي كان ينظر إليها باعتبارها حيلة من "بوتين" لزيادة الضغط على كييف دون اتخاذ إجراء عسكري مباشر، واعتبرت الدول الغربية أن خطوة اعتراف موسكو باستقلال الإقليميين في تلك المرحلة سوف تعتبر استفزازًا خطيرًا آخر من قبل روسيا.
ولفت إلى أن إعلان "بوتين"، الاعتراف باستقلال الإقليميين المذكورين عن أوكرانيا مساء الإثنين، وتوقيع المراسيم لم يجعل اعتراف روسيا الرسمي بـ "جمهوريتي" دونيتسك ولوهانسك نهائيًا.
وذكر أنه بعد توقيع "بوتين"، سيحتاج المشرعون الروس الآن إلى صياغة تشريع جديد يعلن اعتراف روسيا بالمنطقتين، والذي سيعود بعد ذلك إلى "بوتين" للتوقيع عليه.
وقال: "لكن مع تصريح بوتين عن نيته الإثنين، لم يكن هناك مجال للشك في النتيجة المنتظرة من المشرعون الروس".
وعقبت الشبكة الأمريكية أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما الذي قد يفعله في الواقع بعد ذلك على الأرض؟، حيث يستعد ما يصل إلى 190 ألفًا من قواته لغزو أوكرانيا - بما في ذلك على طول حدود المناطق ذاتها التي قال إن روسيا لن تعترف بها بعد الآن كأراضي أوكرانية.
ووفق التقرير، فإنه يبدو أن روسيا تتبع خطوات واحدة تلو الأخرى وفق خطة مرسومة لغزو أوكرانيا، وهذه الخطة لم تتنبأ بها الإدارة الأمريكية فحسب، بل أنها حذرت منها العالم بأسره قبل أقل من أسبوع.
والخميس، قال وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" إن "العدوان الروسي تتشكل ملامحه الآن وهذه لحظة حافلة بالمخاطر، وإذا امتنعت روسيا عن غزو أوكرانيا فسوف يكون ذلك تطميناً لنا ونحن نتمنى أن نكون على خطأ في توقعاتنا".
وأضاف: "حشدت روسيا أكثر من 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم المحتلة، وتستعد هذه القوات لشن هجوم على أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".
وأشار إلى أن "وسائل إعلام روسية بدأت في نشر أخبار لتبرير الحرب بأي شكل من الأشكال، وقد تتذرع روسيا في عدوانها بمزاعم وقوع هجمات إرهابية أو تطهير عرقي أو استخدام أسلحة كيميائية".
والأحد، أفاد "ديفيد مارتن"، كبير مراسلي الأمن القومي في شبكة "سي بي إس نيوز"، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن "بوتين" قد أعطى بالفعل أمرًا لقادته المحيطين بأوكرانيا للمضي قدمًا في الغزو، وأن هؤلاء القادة يضعون الآن خططًا محددة لكيفية المناورة بشأن ساحة المعركة.
