تستعد بريطانيا ودول في الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات على روسيا، بعد قرار موسكو الأخير اعترافها باستقلال لوهانسك ودونيتسك، المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا، في شرق أوكرانيا.

وسيعقد رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، الثلاثاء، اجتماع أزمة حول الأوضاع في أوكرانيا، لاتخاذ قرار بشأن فرض "حزمة كبيرة من العقوبات" على روسيا.

وقال متحدث باسم "جونسون"، إن الأخير "سيرأس اجتماع (أزمة) للبحث في آخر التطورات في أوكرانيا ومن أجل تنسيق رد المملكة المتحدة، خصوصا عبر الاتفاق بشأن حزمة كبيرة من العقوبات ستفرض على الفور".

كما سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كيانات وأفراد روس "تتناسب" مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين اعترافه باستقلال الانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما أعلن "الإليزيه".

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "القائمة قيد الإعداد، وسنستهدف عددا من الأعمال الموجودة في منطقة دونباس والمتعلقة مباشرة بالمصالح الروسية، وسنعمل على تحديثها وفق التطورات" مشيرة إلى أن مراجعة هذه العقوبات في بروكسل ستبدأ، الثلاثاء.

من جهتها، اتخذت الولايات المتحدة موقف الانتظار والترقب، حيال أمر "بوتين" للقوات الروسية بالانتشار داخل المناطق الانفصالية في أوكرانيا، مشيرة الى أن المسار الدبلوماسي ممكن طالما أن الدبابات الروسية لم تتحرك بعد.

وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين: "سوف نقيّم ما قامت به روسيا"، كاشفا أن القوات الروسية متواجدة بطريقة سرية في المناطق الانفصالية منذ 8 سنوات.

وأضاف أن "انتقال القوات الروسية إلى الدونباس لن يكون خطوة جديدة"، وأن بلاده "ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية الى حين تحرك الدبابات".

في وقت قال البيت الأبيض، إن "بايدن" سيوقع أمراً تنفيذياً يمنع الاستثمار والتجارة والتمويل في منطقتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين في أوكرانيا.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين بساكي"، في بيان، إن الولايات المتحدة "توقعت خطوة من هذا القبيل" من موسكو، وتعهدت بالرد الفوري على إعلان "بوتين".

من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض "جيك سوليفان"، أن روسيا تخطط لحملة "شديدة العنف" ضد أوكرانيا.

وفي حديثه لبرنامج "توداي" على شبكة "إن بي سي" الأمريكية، قال "سوليفان"، إن لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تشير إلى أنه سيكون هناك "شكل أكبر من الوحشية"، ولن تكون هذه مجرد حرب تقليدية بين جيشين.

وأضاف: "نعتقد أن أي عملية عسكرية، بحجم ونطاق ما نعتقد أن الروس يخططون له، ستكون عنيفة للغاية، وستكلف أرواح الأوكرانيين والروس المدنيين والعسكريين على حد سواء".

وحذر من أن حرب روسيا على الشعب الأوكراني تهدف إلى "قمعه وسحقه وإيذائه".

في الوقت نفسه، أكد "بايدن"، في اتصال مع نظيره الأوكراني "فلوديمير زيلينيسكي"، التزام بلاده بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وقال بيان للبيت الأبيض، إن "بايدن" أدان بشدة في اتصاله مع "زيلينسكي"، قرار "بوتين" الاعتراف باستقلال منطقتي لوهانسك ودونيتسك.

وجدد "بايدن" التأكيد على أن الولايات المتحدة سترد بسرعة وحزم بشكل متزامن مع حلفائها وشركائها لمنع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا.

وبالتزامن، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي إلى "عدم الاعتراف بدول جديدة يتم إنشاؤها بالقوة".

وقال "بلينكن"، إن "قرار بوتين انتهاك لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ويتعارض مع تعهدها بالدبلوماسية".

وأدان الرئيسان الأمريكي والفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشار الألماني "أولاف سولتس"، قرار "بوتين"، واعتبروه "انتهاكاً واضحاً" لاتفاقات مينسك.

وقالت المستشارية الألمانية في بيان نشر عقب مكالمة هاتفية بين الزعماء الثلاثة، إنّ "ماكرون" و"شولتس" و"بايدن" اتّفقوا على أنّ "هذه الخطوة لن تمرّ بدون ردّ".

كذلك، تعهد الحلفاء الغربيون الثلاثة عدم التخلي عن التزامهم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

وتزامنا مع هذه التنديدات، أمر "بوتين" الجيش الروسي بـ"حفظ السلام" في المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا اللتين اعترف باستقلالهما.

وكلف "بوتين" وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، بضمان الأمن في دونيتسك ولوهانسك.