غالبية دول مجلس الأمن تعلن مساندة أوكرانيا ضد روسيا وتدعو للتفاوض

الثلاثاء 22 فبراير 2022 05:22 ص

انتقدت غالبية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي (15 دولة) قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الاعتراف رسميا باستقلال جمهوريتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا.

وتحولت جلسة مجلس الأمن التي دعت إليها أوكرانيا، وعقدت فجر الثلاثاء، إلى منصة لتوجيه الانتقادات إلى موسكو ومطالبتها بالعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للأزمة.

المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة "ليندا توماس غرينفيلد" حذرت في كلمتها من أن الرئيس الروسي "لن يكتفي بغزو أوكرانيا وأن عواقب قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك ستمتد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا".

فيما قالت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة السفيرة "باربارة وودوارد" إن "روسيا دفعتنا جميعا إلى الحافة.. وفي سعيها لإعادة ترسيم الحدود بالقوة أظهرت ازدراء صارخا للقانون الدولي".

وبدوره أدان مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة السفير "نيكولا دو ريفيير"، القرار الروسي وقال إن موسكو "اختارت المواجهة بديلا عن الدبلوماسية" وأكد أن بلاده تعد حزمة من العقوبات ضد من اتخذوا هذا القرار غير القانوني".

واكتفي المندوب الصيني لدي الأمم المتحدة السفير "تشانغ جيون" بكلمة مقتضبة خلال الجلسة لم تستغرق سوى دقيقتين، طالب فيهما "جميع الأطراف (دون تسمية) بضبط النفس والابتعاد عن أي خطوات قد تشعل فتيل التوتر".

ودعا "جميع الأطراف المعنية إلى الحوار والتشاور والسعي إلى حلول تعالج مشاغل كل طرف على أساس من المساواة والاحترام المتبادل".

وأضاف: "الوضع الراهن في أوكرانيا بالغ التعقيد وقد نتج عن أفعال العديد من الجهات الفاعلة ونعتقد أنه يجب على كل الدول تسوية النزاعات بالطرق السلمية وبناء على مقاصد ميثاق الأمم المتحدة".

وتضامن مندوبو الجابون وكينيا والمكسيك وغانا والمكسيك والهند مع أوكرانيا، وأكدوا في كلمات بلادهم أن التوترات التي يشهدها إقليم دونباس شرق أوكرانيا منذ سنوات لا يمكن أن تبرر الخطوة الروسية التي أعلن عنها الرئيس بوتين".

فيما طالبت مندوبة الإمارات السفيرة "لانا زكي نسيبة"، بـ"التهدئة وضبط النفس والمحافظة علي الأمن الإقليمي والدولي".

ودعت السفيرة الإماراتية في كلمتها إلى الحوار والتوصل إلى حل سلمي يتسق مع القانون الدولي وحسن الجوار وتنفيذ اتفاق مينسك".

وفي فبراير/ شباط 2015، توصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا، في عاصمة بيلاروسيا "مينسك" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.

في المقابل طالب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فاسيلي نيبيزيا" والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، بضرورة أن "توقف أوكرانيا هجماتها على دونيتسك ولوغانسك".

وقال في كلمته خلال الجلسة "البيانات التي استمعنا إليها من قبل غالبية الأعضاء كادت أن تجعلنا نعتقد أن قرار روسيا الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جاء علي وجه السرعة.. وهذا غير صحيح بالمرة".

وأضاف: "كنا نأمل أن نصل إلى السلام بعد التوقيع على اتفاق مينسك، لكن السلطات الأوكرانية واصلت تدمير هذا الاتفاق والقضاء عليه، وهي ترفض الحديث مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك لمناقشة تنفيذ بنود هذا الاتفاق".

وأكد "فاسيلي نيبيزيا" في ختام كلمته أن "قوات الجيش الروسي ستقدم المساعدة لدولتي دونتسك ولوغانسك وأن تقديم الحماية لنحو 4 ملايين شخص يعيشون في دونباس. هو أكثر أهمية بالنسبة لروسيا من تهديداتكم لنا".

وفي المقابل أكد المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير "سيرغي كيليستيا" أن "لأوكرانيا الحق في الدفاع عن النفس بشكل جماعي وبشكل فردي لكننا ملتزمون بتسوية سلمية ولا نرغب في أي استفزازات".

وقال في كلمته: "يجب أن نبذل كل الجهد من أجل إحلال السلام في دونباس عبر تنفيذ اتفاق مينسك".

وأردف: "نطالب موسكو بإلغاء قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك والعودة إلى طاولة المفاوضات وندين نشر قوات الاحتلال الروسي في أراضي أوكرانيا والانسحاب الفوري والقابل للتحقق من بلدنا".

وزاد: "لقد مرضت الأمم المتحدة.. ونحن نشهد جنازتها الآن .. هذا أمر واقع بسبب الفيروس الذي تفشى من جراء سياسات الكرملين.. ولذلك يتعين على الدول الأعضاء اتخاذ إجراءات".

واختتم كلمته بمخاطبة أعضاء المجلس قائلا: "اليوم نحن نشهد الأمم المتحدة وهي في جنازتها.. فأي بلد في هذه المنظمة سيكون عليه الدور بعدنا".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

مجلس الأمن روسيا أوكرانيا الأزمة الأوكرانية

الاعتراف الروسي بالانفصاليين.. عقوبات دولية وتراجع للروبل وموسكو تقلل

تصعيد جديد.. روسيا تلمح لإنشاء قواعد عسكرية شرقي أوكرانيا

مجلس الأمن يجتمع للمرة الثانية في 3 أيام بسبب أوكرانيا.. ولقاء لقادة مجموعة السبع