استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صراصير «داعش» وقذارة نظم الحكم

الاثنين 7 ديسمبر 2015 08:12 ص

كان الصحفي الفرنسي «نيكولا هينين» مختطفا لدى تنظيم «داعش» قبل عدة أشهر، قبل أن يطلق سراحه في حدث استثنائي ونادر، حيث أفلت من الموت ذبحا أو حرقا أو غرقا.  «هينين» تكلم عدة مرات، لكنه في الأخير نشر مقالا يعلق فيه على ظاهرة هذا التنظيم «الإرهابي» الخطير والغريب الذي أزعج العالم كله الآن، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، وكان له وصف غريب لهذا التنظيم، حيث وصفهم بالصراصير، حشرات المنازل، لكي يقول بأن هذه الصراصير لا تنمو إلا في القذارة التي تمثلها وهي، حسب قوله، النظم الحاكمة التي تفرض نفسها على شعوبها بقوة السلاح وبالعنف.

ويضيف «نيكولا» في مقاله المهم بالقول: «خطأ كبير نرتكبه حين نعتبر أن داعش هي الشرّ. لقد كنت أنا نفسي ضحيتها، ومن ثمَّ لن أذهب إلى البدء بالدفاع عنها وأن أقول إنهم ليسو أشرارا. لكنهم ليسوا إلا مظهر الشر. تصور صديقا يأتي لرؤيتك ويشكو من أن مطبخه حافل بالصراصير. يطلب مساعدتك لكي يقضي عليها. تذهب وتتحقق من المطبخ فتجده مقرفا. فالجدران مغطاة بالدهون. والأرض تعج ببقايا الطعام الفاسد. «تجيب صديقك، مطبخك ليس متسخا فقط، إنه مقرف. فإما أن نقوم بالتنظيف، وننظف بالمياه، فتختفي الصراصير وحدها بسرعة كبيرة. وإما أن نركض وراء الصراصير، ونصطادها، ونسمّمها. ولكن طالما بقي المطبخ متسخا سيتوجب علينا الاستمرار في ملاحقتها. ليست داعش إلا الصراصير. قذارة الشرق الأوسط، هي سلطوية النظم التي لا تملك إلا العنف كي تبقى في مكانها».

أعتقد أن ما يقوله الصحفي الفرنسي بعد تجربة ثرية في المنطقة العربية، حيث عمل كمراسل لبعض الصحف، هو نفسه ما كررناه هنا مرارا، من أن الإرهاب والتنظيمات الإرهابية هي نتاج أجواء سياسية واقتصادية وأمنية بائسة وشريرة، وصفها «هينين» بالقذارة. وأن تلك الأجواء تشمل القمع والاستهانة بكرامة الإنسان وتضييق مساحة الحريات وإطلاق يد الأجهزة الأمنية في سحق المعارضين والتوسع في السجون والمعتقلات والتعذيب وتهميش المختلف وإقصاء القوى المعارضة. تلك هي الأجواء «القذرة» التي تنمو فيها «الصراصير»، أو منظمات الإرهاب. وأنه من أجل مواجهة جادة وحقيقية وناجعة للإرهاب، لكي نطهر البيت من الصراصير، فلا بد من تغيير تلك الأجواء القذرة، وغسلها بالماء، حسب قوله. أي أنه لا بد من غسل كل قذارات التعذيب والاعتقال التعسفي ومطاردة الأصوات المعارضة وحصارها. لا بد من فتح النوافذ للحرية والهواء الصحي النقي ووقف الممارسات العنيفة ضد «الآخر» وتعزيز القوانين التي تكفل كرامة الإنسان والعمل على إيجاد المؤسسات السلمية التي تتيح لطاقات المجتمع أن تشارك سياسيا ومدنيا بشكل آمن وجاد بدون إقصاء أو تخويف أو هيمنة.  بهذه الأجواء تجف المستنقعات التي ينمو فيها البعوض وتنظف البيئات القذرة التي تنمو فيه صراصير الإرهاب.

لكن المشكلة التي لم ينتبه لها الصحفي الفرنسي، أن بعض النظم السياسية في العالم الثالث تستفيد من تلك الصراصير في أوقات محنتها وأزماتها الداخلية، لكي تسوق نفسها لدى المجتمع الدولي بوصفها خط الدفاع الأول له ضد »الصراصير»، وأنها تخوض معركتها ضد «الصراصير» نيابة عن العالم. أو أن تترك تلك الحكومات الفاسدة «الصراصير» تنمو وتتضخم ويتسع انتشارها لكي تضع العالم بين اختيارين لا ثالث لهما،إما هم بفسادهم وقمعهم واستبدادهم ودمويتهم وإما الصراصير، على اعتبار أن العالم سيقبل بأخف الضرريين. ولذلك تتهم نظم عدة في العالم الثالث بأنها هي التي ساعدت الصراصير على التكاثر، وأن وجودها أصبح مرتهنا بوجود تلك الصراصير، ولو كان لفترة زمنية مناسبة. ولو لم توجد الصراصير لأوجدتها هي، وأغلب الظن أن العالم كله سيظل يعاني من الصراصير لسنوات مقبلة، طالما بقيت الأماكن القذرة التي تساعد على توالدها وتكاثرها .

 

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الأنظمة الاستبدادية مكافحة الإرهاب

حروب الاستبداد العربي

«الغنوشي»: «من يزرع الاستبداد يحصد داعش، والإسلام يكفر بالاثنين معا»

دائرة الهلاك... إما «داعش» وإما «الاستبداد»!

ملهاة الحرب على «داعش»!

«داعش» حافز دولي لإنهاء أزمات سوريا واليمن وليبيا!

كيف يعيش تنظيم «داعش»؟!