أوكرانيا تدعو للحوار تزامنا مع وصول المعارك إلى داخل كييف

الجمعة 25 فبراير 2022 10:32 ص

دعت أوكرانيا، الجمعة، إلى الحوار مع الجانب الروسي، تزامنا مع وصول المعارك إلى داخل العاصمة كييف.

وقال المستشار في الرئاسة الأوكرانية "ميخائيل بودولاك"، في تصريحات صحفية: "نريد السلام وإذا كانت المفاوضات لا تزال ممكنة فيجب إجراؤها".

وأضاف: "لا نخشى الحوار مع روسيا بما في ذلك بحث وضع حيادية أوكرانيا".

وفي وقت سابق، أعلن مسؤول كبير في مكتب الرئيس الأوكراني "فلوديمير زيلينسكي"​، أن ​أوكرانيا​ جاهزة للتفاوض مع ​روسيا​، بشأن صيغة محايدة حول الوضع الراهن، ولكن يجب أن تحصل على ضمانات أمنية.

من جهة أخرى، ذكر نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي، "فلاديمير جباروف"، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أنه "لن يتفاوض أحد مع الرئيس الحالي لأوكرانيا"، وقال: "نتوقع أن تأتي حكومة طبيعية عاجلا أم آجلا إلى أوكرانيا، وليس القوميين، ولكن السياسيين الطبيعيين".

وتدور معارك منذ صباح الجمعة في أحد الأحياء الواقعة في شمال كييف، بينما يبدو أن القوات الروسية تشدد الخناق حول العاصمة الأوكرانية.

وسمع في حي أوبلونسكي إطلاق نار ودوي انفجارات بينما تسمع انفجارات قوية من وسط المدينة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية على صفحتها في "فيسبوك"، أن عملية تخريبية للقوات الروسية تنفّذها فرقة خاصة مؤلفة من جنود استطلاع.

وطلبت الوزارة من المدنيين في الحيّ حمل الأسلحة، وكتبت في منشور لها: "نطلب من المواطنين إبلاغنا بتحركات العدو، اصنعوا قنابل مولوتوف، شلوا حركة المحتل!".

أصعب يوم

وفي اليوم الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا، تتكثّف المعارك على مشارف العاصمة.

وأعلن الجيش الأوكراني، في وقت سابق الجمعة، أنه يقاتل وحدات من المدرعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كيلومترا شمال كييف.

وأكد أنه تمّ صد تقدم "قوات العدو المتفوّقة عند ضفة نهر تيتيروف. لقد دُمّر الجسر فوق النهر".

وأعلنت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أنها استعادت السيطرة على مطار أنتونف العسكري في غويتوميل الواقع على مشارف العاصمة الأوكرانية، والذي كانت قد سيطرت عليه القوات الروسية.

وكتبت عبر "فيسبوك" أن "وحدة تكتيكية للقوات الدفاعية تسيطر على مطار غوستوميل؛ حيث دخلت القوات الروسية المجوقلة أمس".

من جهته، قال مستشار لوزير الداخلية الأوكراني إن أوكرانيا تتوقع هجوما بالدبابات الروسية على العاصمة كييف الجمعة، والذي قد يصبح أصعب يوم في الحرب.

وقال المستشار "أنطون هيراشتشينكو" إن المدافعين عن كييف جاهزون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها حلفاء أجانب.

من ناحيتها، حذرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني "هانا ماليار" من أن القوات الروسية ستدخل مناطق على مشارف العاصمة كييف بعدما قال مسؤولون إن المدينة ومناطق أخرى تعرضت لقصف صواريخ روسية في الساعات الأولى من الصباح.

وأضافت أن وحدات الجيش الأوكراني تدافع عن مواقع على أربع جبهات رغم تفوق عدد القوات الروسية.

"بوتين" منبوذ

من جانبه، دافع الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، عن سلسلة العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد روسيا ردا على اجتياحها أوكرانيا، مؤكدا أنها ستسدد ضربة كبرى للمالية والاقتصاد الروسيين وستجعل الرئيس الروسي "منبوذا" على الساحة الدولية.

وأعلن "بايدن"، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، أن التدابير الاقتصادية والمالية المتخذة "تتخطى كل ما تم حتى الآن إطلاقا".

لكنه أقر بأن تقييم مفاعيل العقوبات الأمريكية التي تتفادى حتى الآن قطاع الطاقة الأساسي بالنسبة لروسيا، "يتطلب بعض الوقت".

وأكد أنه مع هذه العقوبات وما يرافقها من تدابير أوروبية وبريطانية وكندية، فإن "بوتين سيصبح منبوذا على الساحة الدولية".

وقال: "لم يكن هناك يوما أي سبب أمني حقيقي خلف" الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وأضاف: "كان على الدوام عدوانا صرفا، رغبة لدى بوتين في بناء إمبراطورية بكل ما يتطلبه ذلك من وسائل".

وعرض الرئيس الديمقراطي بشكل مفصل الرد الغربي الذي يركز على الجانب الاقتصادي.

وشدد مرة جديدة على أنه من غير الوارد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا التي لا تنتمي إلى الحلف الأطلسي.

في المقابل، جدد وعده بالدفاع عن "أدنى شبر من أراضي" الحلف.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في أعقاب ذلك إرسال حوالي سبعة آلاف عسكري إضافي إلى ألمانيا.

مصارف وأثرياء وصادرات

وتهدف العقوبات المعلنة الخميس، إلى تجفيف مصادر التمويل لروسيا والتأثير على المدى البعيد على تطورها التكنولوجي والعسكري، مع ضرب مصالح الأثرياء النافذين الروس المقربين من السلطة.

وتستهدف العقوبات أكبر عشر مؤسسات مالية روسية، ما سيحد من إمكان وصولها إلى الأسواق المالية الدولية والتعاملات بالدولار.

وأكدت واشنطن أن هذا سيستنزف تدفقات رؤوس الأموال وسيتسبب بفورة تضخم.

من جهة أخرى، أعلن "بايدن" فرض عقوبات على 13 شركة روسية كبرى ستمنعها من الوصول إلى التمويل في السوق المالية الأمريكية، وهي عقوبة سبق أن فرضت على الحكومة الروسية نفسها.

كما أضافت الولايات المتحدة أسماء جديدة إلى قائمة الأثرياء الروس النافذين، سعيا لضرب مصالح كبار الأثرياء القريبين من بوتين والذين يقدمون على الاستثمار والإنفاق الطائل في الخارج.

وأخيرا، تعتزم واشنطن وحلفاؤها الحد بشكل كبير من واردات المنتجات التكنولوجية إلى روسيا، في وقت تسعى موسكو لتنويع اقتصادها المرتهن إلى حد بعيد للمحروقات.

كما أعلن "بايدن" تجميد "أكثر من نصف" الواردات التكنولوجية الروسية، ما سينعكس بحسب البيت الأبيض على التطور الصناعي والعسكري الروسي.

لكنه لفت إلى أن هذه العقوبات المالية الشديدة لن تشمل قطاع المحروقات الذي يدر على روسيا عائدات طائلة، وقال: "صممنا (العقوبات) تحديدا بشكل يسمح بمواصلة المدفوعات للطاقة".

وتخشى واشنطن أن تتسبب التدابير بزيادة إضافية في أسعار النفط والغاز.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا بايدن بوتين

ما احتمال حرب عالمية مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا؟

استغاثات متتالية.. طلاب عرب عالقون ويطالبون بإجلائهم من أوكرانيا

فرنسا قلقة على حياة الرئيس الأوكراني وبريطانيا تعرض عليه اللجوء

حصار كييف.. أوكرانيا تدعو للتفاوض ووقف إراقة الدماء وبوتين يبدي استعداده

الرئيس الأوكراني: الجيش الروسي سيقتحم كييف الليلة.. وسندافع عن العاصمة

انفجارات قوية في كييف وعمدتها يؤكد محاصرتها من كل النواحي