تصدرت صورة امرأة رأسها ملطخ بالدماء العديد من صحف العالم، لتكون شاهدة على الأحداث المروعة التي تشهدها أوكرانيا، وصور الدمار الذي خلفه الغزو الروسي.

ونشرت صحيفة "الجارديان" صورة المعلمة الأوكرانية "أولينا كوريلو"، البالغة من العمر 52 عاما، والتي نجت من ضربة صاروخية الخميس، عندما تعرض منزلها للقصف ودُمِّر كلّيًّا في تشوخيف بمنطقة خاركيف، عندما كانت القوات الروسية تشق طريقها عبر أوكرانيا، وكتبت تحتها عنوان "(الرئيس الروسي فيلاديمير) بوتين يغزو".

كما سلطت صحيفة "الإندبدنت"، الضوء على تعهدت المرأة التي أصبح وجهها الملطخ بالدماء صورة رمزية للغزو الروسي لأوكرانيا، بأن تفعل كل شيء من أجل وطنها، بعد أن نجت من هجوم صاروخي روسي.

وقالت "كوريلو"، التي كانت تتحدث ووجهها مغطى بالضمادات خارج منزلها المدمر في تشوغيف في منطقة خاركيف، إنها كانت "محظوظة للغاية".

وأضافت: "يجب أن يكون لدي ملاك حارس كي أنجو من هذا الهجوم"، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأضافت المعلمة، إنها لم تعتقد أبداً أن هذا سيحدث حقاً في حياتها، حيث كان صوتها يختنق في حلقها، واصفة الأضرار التي لحقت بمنزلها بـ"المدمرة تماماً".

وذكرت "كوريلو"، أنها "لم تفكر أبداً" في أن روسيا ستغزو أوكرانيا، متعهدة بالوقوف مجدداً للدفاع عن بلدها، وقالت: "سأفعل كل شيء من أجل أوكرانيا، بقدر ما أستطيع، وبقدر ما لدي من الطاقة.. سأكون دائماً إلى جانب بلدي الأم فقط".

وفي إشارة واضحة إلى ادعاء الرئيس الروسي "فيلادمير بوتين" التي وصفته بـ"الغريب وغير الدقيق"، بأن أوكرانيا كانت تاريخياً جزءاً من روسيا، قالت "كوريلو": "أنا نفسي مديرة مدرسة ومعلمة، ودرسنا التاريخ، لكننا لم نعتقد أبداً أن هذا سيحدث على أرضنا".

وأضافت أن منزلها في تشوغيف "دُمّر بالكامل" جرّاء ضربة صاروخية.

وقالت: "لا نوافذ ولا أبواب، حتى الأرضية مزّقت بالكامل".

ويبدو أن الصورة ستصبح رمزًا للصراع، إذ تصدرت أيضًا الصفحة الأولى في صحيفة "ذي ميرور"، التي قارنت بين المدنية المصابة والرئيس الروسي، تحت عنوان "دماؤها ويداه".

واستخدمت صحيفة "ذي صن"، نفس الصيغة تقريبًا بعنوانها "دمها على يديه".

وتصدرت صورة مقربة للمعلمة المصابة صحيفة التابلويد الألمانية "بيلد"، وتماشت مع عنوانها الرئيسي "دم بوتين"، كما ظهرت في صحيفة "ديلي إكسبرس" في الصفحة الرئيسية تحت عنوان "إعادة رسم خريطة أوروبا بالدم".

وكان "بوتين" وعد الأوكرانيين بأنه "لا يوجد تهديد للسكان"؛ لأن القوات الروسية تستخدم "أسلحة دقيقة"، ولكن وزارة الداخلية الأوكرانية، قالت الجمعة، إن روسيا قصفت 33 موقعا مدنيا خلال هجومها على أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، فجر الجمعة، أن 137 أوكرانياً على الأقل قتلوا، الخميس، في اليوم الأول من الغزو الروسي لبلاده، بينهم 40 مدنيا.

وأطلق "بوتين"، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، مع ضربات جوية وتوغلات برية لا سيما باتّجاه العاصمة كييف.

وأثار الهجوم موجة إدانات دولية، وعقوبات اقتصادية غربية على روسيا.