بي بي سي: لماذا لن يرسل بايدن قوات أمريكية إلى أوكرانيا؟

السبت 26 فبراير 2022 11:30 ص

رغم بذله جهدا دبلوماسيا هائلا في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا، أوضح الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للقتال، على عكس الروس تماما.

كما استبعد إرسال قوات إلى أوكرانيا لإنقاذ المواطنين الأمريكيين، إذا تطلب الأمر ذلك. وقام بالفعل بسحب القوات التي كانت تعمل في البلاد من مستشارين ومراقبين عسكريين.

وطرحت "بي بي سي" في تقرير لها نشرته، السبت، هذا السؤال: "لماذا رسم بايدن هذا الخط الأحمر في أكثر أزمات السياسة الخارجية أهمية خلال فترة رئاسته؟".

وأجابت قائلة إن "أوكرانيا ليست جارة للولايات المتحدة، وليس بها قاعدة عسكرية أمريكية، ولا يوجد بها احتياطات استراتيجية من البترول كما أنها ليست شريكا تجاريا رئيسيا".

وأضافت أن غياب المصلحة الوطنية لم يمنع رؤساء سابقين من بذل الدم والمال نيابة عن الآخرين، في الماضي.

ففي عام 1995، تدخل الرئيس "بيل كلينتون" عسكريا في الحرب التي أعقبت انهيار يوجوسلافيا.

وفي عام 2011، قام "باراك أوباما" بالأمر نفسه في الحرب الأهلية في ليبيا، وسبب التدخل في الحربين يعود بالأساس لأسباب إنسانية وحقوقية.

وفي عام 1990، برر الرئيس "جورج بوش الأب" تكوين تحالف دولي لطرد العراق من الكويت، بالقول إنه لحماية سيادة القانون ضد قانون الغابة.

واستخدم كبار مسؤولي الأمن في إدارة "بايدن" لغة مماثلة حين وصفوا التهديد الروسي للمبادئ الدولية الخاصة بالأمن والسلام.

ولكنهم كانوا يروجون لحرب اقتصادية، من خلال عقوبات مقيدة، كرد فعل، وليس عمليات عسكرية.

لا يتبنى سياسة التدخل العسكري

وبحسب "بي بي سي"، فإن غريزة "بايدن" قائمة على "عدم التدخل عسكريا"، رغم دعمه العمل العسكري لبلاده خلال تسعينات القرن الماضي للتعامل مع الصراع العرقي في البلقان، وصوت لصالح الغزو الأمريكي المشؤوم للعراق عام 2003.

لكن منذ ذاك التاريخ أصبح أكثر حرصا في استخدام القوة العسكرية الأمريكية، ورفض تدخل "أوباما" في ليبيا وكذا رفض قيامه بزيادة القوات في أفغانستان، ويصمم الرئيس الأمريكي الحالي على الدفاع عن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان العام الماضي، على الرغم من الفوضى التي رافقت الأمر.

وحدد وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" - الدبلوماسي المقرب جدا من "بايدن" والذي شكل السياسة الخارجية للرئيس على مدار أكثر من 20 عاما خلال عمله معه - الأمن القومي للولايات المتحدة ليكون متعلقا بمكافحة التغير المناخي والأمراض العالمية، والتنافس مع الصين أكثر من سياسة التدخل العسكري.

وأظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز AP-NORC، أن 72% من الأمريكيين قالوا إن بلادهم يجب أن تلعب دورا "محدودا" في الصراع الروسي - الأوكراني، أو لا تتدخل مطلقا.

إنهم يركزون على قضايا الرواتب، لا سيما ارتفاع التضخم، وهو أمر يجب على "بايدن" أن ينتبه إليه مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية.

وفي واشنطن، تستهلك الأزمة جهود المشرعين، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الذين يطالبون بأشد العقوبات.

ولكن حتى الأصوات المتشددة التي يمكن الاعتماد عليها، مثل السيناتور الجمهوري "تيد كروز"، لا تريد من "بايدن" إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا و"بدء حرب مع بوتين".

كما قال السيناتور الجمهوري "ماركو بيو"، وهو صقر آخر في السياسة الخارجية، إن حربا بين أكبر قوتين نوويتين في العالم لن تكون أمرا جيدا لأي شخص.

وهذه هي خلاصة القول: مخزون "بوتين" من الرؤوس الحربية النووية.

لا يرغب "بايدن" في إشعال "حرب عالمية"، بما يحويه هذا من مخاطر الاشتباك المباشر بين القوات الأمريكية والروسية في أوكرانيا، وقد كان صريحا عن هذا الأمر.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح الرئيس لشبكة إن بي سي الإخبارية قائلا: "ليس الأمر كأننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع صعب للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة جنونية".

لا توجد معاهدة ملزمة

كما أنه لا توجد معاهدة تحمل التزامات تجبر الولايات المتحدة على الإقدام على هذه المخاطرة.

وبحسب المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي "ناتو" فإن أي هجوم على دولة عضو في الناتو هو هجوم على باقي الأعضاء، إذن هي مادة تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض.

لكن أوكرانيا ليست عضوا في "ناتو"، وهو عامل استشهد به "بايدن" ليوضح لماذا لن يحارب الأمريكيون من أجل القيم التي لطالما مجدوها بشدة.

ويرى الأستاذ في جامعة هارفارد والمتخصص في السياسة الخارجية "ستيفن والت"، أن رفض واشنطن وأعضاء "ناتو" تسوية مع روسيا أمر لا معنى له من الناحية العملية، وذلك لعدم استعدادهم لإظهار خيار استخدام القوة العسكرية في مواقفهم.

ويرسل "بايدن" قوات إلى أوروبا ويعيد نشر القوات الموجودة هناك بالفعل، لدعم حلفاء الناتو المتاخمين لأوكرانيا وروسيا.

ووصفت الإدارة ذلك بأنه محاولة لطمأنة الجمهوريات السوفيتية السابقة المتوترة بشأن هدف "بوتين" الأوسع المتمثل في الضغط على الناتو لدحر القوات من جناحه الشرقي.

لكن غزو أوكرانيا هذا الأسبوع أثار مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع، إما عرضيًا أو هجومًا متعمدًا من جانب روسيا.

وسيكون هذا الأخير تصعيدًا كبيرًا، مستشهداً بالمادة الخامسة من التزامات الدفاع المشترك لحلف الناتو.

لكن كليهما يمكن أن يجر القوات الأمريكية إلى المعركة، لقد قال "بايدن": "إذا انتقل إلى دول الناتو، فسنتحرك".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي عربي

  كلمات مفتاحية

بايدن روسيا أوكرانيا

بايدن يعلن فرض عقوبات قاسية على روسيا لعزلها عن الاقتصاد العالمي 

الغرب كان مستعدا.. بايدن: بوتين أخطأ وأساء التقدير بغزو أوكرانيا

بوتين سيدفع الثمن.. بايدن يعلن إغلاق المجال الجوي الأمريكي أمام روسيا