استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تونس.. فرصة أخيرة

الاثنين 28 فبراير 2022 06:32 ص

تونس... فرصة أخيرة

لماذا تُهدر كل هذه الثروات البشرية التي يستثمر فيها المجتمع لسنوات طويلة ثم تغادر لتستفيد من علمها شعوب أخرى؟

ينتظر التونسيون عودة أبنائهم الطلبة المحاصرين ويتساءلون: لماذا يهاجر كل هذا العدد من الشباب؟ لماذا يختارون بلاداً غير بلادهم للدراسة أو العمل؟

آلاف من الأطباء والممرضين والكوادر في كل الاختصاصات تغادر إلى أوروبا سنوياً وتزيد من فقر المستشفيات والمصانع والإدارات.

39 ألف مهندس تونسي غادروا البلاد بالسنوات الأخيرة، بمعدل 20 مهندساً يوميا لأن كل الحكومات لم تف بوعودها تجاه المهندسين.

لا تزال هناك فرصة لإنقاذ تونس والآن يسلّم الجميع الأمر بانتظار اتحاد الشغل وما ستفرزه تحركاته لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة فعلا.

يسير قيس سعيّد حيث يخطط ويريد منتفعاً من انقسام السياسيين وتشتتهم وأطماعهم وحساباتهم الصغيرة غير عابئ بضغوط دولية مستغلاً انشغال العالم بأوكرانيا.

حرب أوكرانيا أشعلت النار في كل شيء وتونس المتأزمة ستدفع ثمناً باهظا وإذا جاع الناس فسيتهدم البيت على الجميع وسنكون ضيعنا كل شيء.

* * *

يتابع التونسيون كغيرهم مأساة الشعب الأوكراني في مواجهة منطق القوة الغاشمة الذي يفرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وينتظرون نتيجة وعود العالم الديمقراطي في المؤازرة والدعم، وتعهداته بالوقوف إلى جانب أوكرانيا في هذا الفصل الجديد من النزاع الدولي الذي ينتقل من منطقة في العالم إلى أخرى.

وكغيرهم أيضاً، يتابعون قصة هذا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي يختلف على تصنيفه الجميع، رئيس شعبوي قاد بلاده إلى مأساة، أم شخصية ممثل غريب بعلاقات مشبوهة، أم بطل شجاع لا يغدر بشعبه ويصر على البقاء لمقاومة العدوان على أهله؟

أسئلة كثيرة يطرحها التونسيون بينما ينتظرون عودة أبنائهم الطلبة المحاصرين من هناك، ومن بينها لماذا يهاجر كل هذا العدد من الشباب؟ لماذا يختارون بلاداً غير بلادهم للدراسة أو العمل؟ لماذا تُهدر كل هذه الثروات التي يستثمر فيها المجتمع لسنوات طويلة ثم تغادر لتستفيد من علمها شعوب أخرى؟

ما كشفه عميد المهندسين التونسيين، كمال سحنون، نهاية الأسبوع فظيع ومخيف، وينذر بسنوات صعبة على التونسيين، فـ39 ألف مهندس تونسي غادروا البلاد في السنوات الأخيرة، أي بمعدل 20 مهندساً كل يوم، لأن كل الحكومات لم تف بوعودها تجاه المهندسين.

ولكن هناك أيضاً آلاف من الأطباء والممرضين والكوادر في كل الاختصاصات، تغادر إلى أوروبا سنوياً، وتزيد من فقر المستشفيات والمصانع والإدارات.

أما أصحاب السعادة، السياسيون، فيضيّعون البلاد من بين أيديهم وهم يتناقشون عمن يتصدر المشهد منهم، وعن كيفية تنسيق الغنائم في المشهد الديمقراطي الجديد.

وفي الأثناء يسير بهم الرئيس قيس سعيّد إلى حيث يخطط ويريد، منتفعاً من انقسامهم وتشتتهم وأطماعهم وحساباتهم الصغيرة، غير عابئ بالضغوط الدولية، وربما مستغلاً انشغال العالم بالملف الأوكراني وبما قد يتيحه من إعادة توزيع الأوراق.

وها هو بعد القضاء يلتفت إلى الجمعيات، فيبدأ باتهامها وقد يصل إلى تجميدها، مستغلاً انحراف بعضها ليلغيها كلها. ومن بعدها قد تكون هيئة الانتخابات ثم الأحزاب، بينما لا يتعظ أحد، ويتهيأ لكل واحد منهم أن النار التي تحرق غيره لن تصل إليه، بينما الجميع في مركب واحد وإلى مصير واحد.

لا تزال هناك فرصة للإنقاذ في تونس، والآن يسلّم الجميع الأمر في انتظار اتحاد الشغل وما ستفرزه تحركاته، ولكنها قد تكون الفرصة الأخيرة فعلاً، فحرب أوكرانيا أشعلت النار في كل شيء، وتونس المتأزمة أصلاً ستدفع ثمناً باهظاً لذلك، وإذا جاع الناس فسيتهدم البيت على الجميع، وسنكون قد ضيعنا كل شيء.

* وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس، روسيا، الاجتياح الروسي، أوكرانيا، الحرب الروسية، قيس سعيد، اتحاد الشغل،

البرلماني الدولي: تونس ضمن الـ3 دول الأكثر انتهاكا لحقوق النواب