قال وزير الخارجية الإيطالي، "لويجي دي مايو"، إنه أجرى مباحثات مع الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، ومسؤولين آخرين، حول تزويد بلاده بكميات إضافية من الغاز، وسط أزمة عالمية تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقام الوزير الإيطالي بزيارة عاجلة وغير معلنة إلى الجزائر، وقال في مؤتمر صحفي: "رافقني الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالتسي في هذه الزيارة وهو مشكور على ذلك… وهذا ما يؤكد التزامنا الكامل للتفاوض بشأن كميات إضافية من الغاز وتجسيد ذلك في أقرب الآجال".

وحضر المحادثات وزيرا الخارجية والطاقة الجزائريان، "رمطان لعمامرة" و"محمد عرقاب"، والمدير العام لشركة "سوناطراك" الجزائرية للمحروقات.

وأشار "دي مايو" إلى أنه "أبلغ لعمامرة بأن بلاده تعمل على تنويع مصادر التزود بالطاقة، خاصة الغاز لدى عدة شركاء دوليين ومن بينهم الجزائر، للحد من تبعات الأزمة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا".

وأشاد بالجزائر قائلا إنها "كانت دوما موردا موثوقا للطاقة"، موضحا أنه شرح للسلطات الجزائرية الأثر الذي يمكن أن تتركه الأزمة الأوكرانية على الأمن الطاقوي الإيطالي والأوروبي.

وناقش مع "لعمامرة" تطوير الطاقات المتجددة في الجزائر وزيادة إنتاجها؛ ومن بينها الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر، لافتا إلى أنه يجري دراسة تكييف أنابيب نقل الغاز إلى إيطاليا لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى إيطاليا.

وكانت الخارجية الإيطالية قالت عبر حسابها في "فيسبوك"، إن لقاءات "دي مايو" تمحورت حول الشراكة الثنائية بين البلدين في مجال إمدادات الطاقة ومواجهة متطلبات الأمن الطاقوي في أوروبا في ضوء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال "دي مايو"، لتليفزيون "راي" الإيطالي (حكومي)، إن "الزيارة أتت بنتيجة إيجابية"، مضيفا: "الجزائر ستدعم إيطاليا في إمدادها بالغاز وستصبح شراكتنا أقوى على المدى القصير والمتوسط والطويل".

وتستخدم إيطاليا الغاز لتوليد نحو 40% من احتياجاتها من الكهرباء، وتستورد أكثر من 90% من إجمالي استهلاكها من الغاز، ويأتي معظمه من روسيا والجزائر.

ورغم فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما سلسلة عقوبات بهدف الإضرار بالاقتصاد والنظام المالي الروسيين، لم تمس هذه العقوبات قطاعي النفط والغاز الروسيين رغم أهميتهما الكبرى لميزانية موسكو، في إشارة لأهمية القطاعين.

وتحاول العقوبات دفع الرئيس "فلاديمير بوتين" ليعيد النظر في حرب بلاده على أوكرانيا، والتي بدأها منذ الخميس الماضي.