كشف رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الأسبق، "حمد بن جاسم"، تفاصيل كواليس مهمة في ثورة يناير/كانون الثاني 2011 في مصر، مروا بفترة حكم المجلس العسكري، والرئيس المنتخب الراحل "محمد مرسي"، وصولا إلى الانقلاب  عليه من قبل الجيش في 2013.

وجاءت تصريحات "بن جاسم"، خلال لقائه مع برنامج "الصندوق الأسود" بصحيفة "القبس" الكويتية، الجمعة.

وانتقد المسؤول القطري البارز، طريقة تعاطي "مرسي" مع الجيش ومستوى الفريق المحيط به، كاشفا أن الدوحة حذرت الرئيس المصري الراحل بوضوح من سيناريو الانقلاب عليه، لكنه لم يكترث وظن أن هذا التحذير "لعبة من الأمريكيين للضغط عليه"، على حد قول "بن حاسم".

كما أضاف أن الفريق المحيط بـ"مرسي" ظهر ضعيفا ومهلهلا وبـ"مستوى مساكين"، خلال جلسة استكشافية بينهم وبين مسؤولين أمريكيين كان حاضرا بها، قائلا إن "مستوى الأفراد في إدارة مرسي كان ضعيف جدا ولا يقدرون على حكم دولة.. ما تقدر تخليهم على دكان".

((1))

وكشف "حمد بن جاسم" أن قطر كانت تعارض إهانة الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" ومحاكمته، وأنه "بن جاسم" تحدث مع "حسين طنطاوي"، قائد المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد تنحية "مبارك"، فأخبره بأن الجيش حاول أن يدفع "مبارك" لمغادرة البلاد، لكن الأخير رفض ولم يكن يتصور أن الجيش سيضحي به أيضا.

وأوضح أن "مبارك" قال لـ"طنطاوي": "اشبع بمصر"، وذلك بعد تأكده من تخلي الجيش عنه.

وأكد أن قطر بدأت دعم مصر ماليا منذ عهد المجلس العسكري وليس منذ عهد "محمد مرسي"، حسبما زعمت عدة دوائر.

وعن الرئيس المنتخب الراحل، قال رئيس الوزراء القطري السابق: "مرسي كان يريد أن يكون رئيسا بكامل الصلاحيات وهذا سبب خلافه مع الجيش والتغييرات التي حدثت كانت سبب الانقلاب، فلا يستطيع شخص مدني أن يقوم بتغييرات في قيادات الجيش بمصر، والجيش كان يريد أن يتخلص من الحكم صوريا ويستمر بإدارة الحكم من وراء الستار".

وأضاف: "مرسي لم يكن ذكيا ولم يصلح للحكم، ولكن هو رجل صادق ونواياه جيدة ودخل في معركة مع الخصوم، وحكم مرسي كان رمزيا وينحصر بالقصر فقط لأنه لم يتمكن من إدارة أي جهاز".

ومضى قائلا: "تحدثت مع مرسي قبل الانقلاب بشهرين بأنه سيتم إزاحته وأبلغناه أيضا بذلك في الدوحة وأنه يجب عليه التوصل لاتفاق مع الجيش وكان رده ما معناه خلوا في بطنكم بطيخة صيفي".

((2))

وأكد أن قطر نصحت جماعة الإخوان بأن لا يذهبوا للرئاسة، ويكتفوا بما حققوه في البرلمان.

وامتنع "حمد بن جاسم" عن الإجابة على سؤال حول تقييمه لما حدث في مصر في يوليو/تموز 2013، هل هو انقلاب أو ثورة، قائلا للمحاور: "أنت تريد توريطي وأنت تعرف أنني لا أقول إلا ما أنا مقتنع به، لذلك سأمتنع عن إجابة هذا السؤال".

وأكد المسؤول القطري أن الدوحة لم يكن لديها أية أجندة أو توجه ضد الرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي" وقت أحداث 30 يونيو/حزيران 2013 وقت أن كان لا يزال وزيرا للدفاع، معتبرا أن "وضع مصر الآن يبدو جيدا".