الجارديان: التكتيكات الروسية في سوريا دمرت المدن الأوكرانية

السبت 5 مارس 2022 05:03 م

ربط تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية بين ما يحدث في بعض المدن الأوكرانية بسنوات إلى الوراء، وتحديدا في حلب السورية، مشيرا إلى وصول التكتيكات الروسية لإرهاب المدنيين وجعلهم أهدافا عسكرية إلى ذروة قاتمة.

وبالرغم من أن الضربات استهدفت المنازل والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء أوكرانيا، إلا أن سكان بلدة شاستيا الصغيرة وفولنوفاكيا المجاورة يقولون إن وابل القصف والهجمات الصاروخية والغارات الجوية منذ بداية الحرب دمر كل المباني بشكل شامل. 

وتم رفع العلم الروسي فوق أنقاض شاستيا، حيث قال النائب المحلي عن البلدة "دميترو لوبينيتس"، إن الهجوم في فولنوفاكيا لا يزال شديدا لدرجة أن الجثث لم تُجمع بعد.

كما أن الآلاف من سكان فولنوفاكيا كغيرهم من الأوكرانيين محاصرون في الملاجئ، مع تناقص إمدادات الغذاء والماء، وهم يحتمون من هجوم "لا معنى له"، حيث إنه لا يوجد في وسط بلدتهم مدافعون عسكريون، كما أن خط التماس يبعد 20 كيلومترا، بحسب الصحيفة.

وقال "لوبينيتس": "لا تتوقف أبدا، كل خمس دقائق هناك سقوط لقذائف الهاون أو قذائف مدفعية، وبعض المباني تعرضت للقصف بواسطة أنظمة صواريخ متعددة".

وأضاف: "لا يوجد في المدينة أي مبنى لم يتعرض لأضرار مباشرة أو جانبية".

"بافلو" مواطن من سكان شاستيا قام بإجلاء عائلته، قال إن 80% من المدينة تضررت في قصف مكثف استمر أياما.

وأفاد "بافلو" بأن "الناس بدؤوا في الإخلاء بعد 3 أيام، عندما توقفت القوات الروسية عن قصف المدينة وتمكن الناس من مغادرة الملاجئ، ولم يكن لديهم ماء ولا غاز منذ 3 أو أ4 أيام بسبب القصف، لقد استخدم الروس جميع أنواع الأسلحة وصواريخ جراد والمدفعية والألغام".

الأرض المحروقة

لكن ما تظهره القوات الروسية في هذه البلدات الصغيرة هو أنها مستعدة لترك الأرض قاحلة خلفها، وهو ما يعرف باستراتيجية الأرض المحروقة، كما فعلت في جروزني في الشيشان، أو جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري في مدينة حلب القديمة.

ومنذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في 2015، ساعدت موسكو نظام "بشار الأسد" في استعادة السيطرة على كثير من الأراضي في البلاد، لكن بتكلفة باهظة للمدنيين.

واتهمت العديد من الجماعات الحقوقية والهيئات الدولية قوات "الأسد" وحلفائها الروس باستهداف المدنيين السوريين والمنشآت المدنية، وهو ما يثير المخاوف من تكرار نفس الشيء في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وشدد التقرير على أن مهاجمة المدنيين، والبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، ولكنها سياسة فعالة في كسر معنويات السكان المقاومين. 

ومنذ بداية الغزو الروسي لكييف في 24 فبراير/شباط، ظهرت العديد من الأدلة على تدمير البنية التحتية المدنية وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين. وقالت الحكومة الأوكرانية إن أكثر من 2000 مدني قتلوا حتى الآن.

كما استهدفت الضربات الجوية الروسية البنية التحتية المدنية في العديد من المدن الأوكرانية وخاصة في العاصمة كييف، وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وأظهرت مشاهد نشرها جهاز حالات الطوارئ دخانا يتصاعد من شقق مدمرة وركاما على الأرض ومسعفين ينقلون جثثا.

المصدر | الجارديان

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا أوكرانيا

الأزمة الأوكرانية.. هل تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين روسيا وأمريكا؟

ميليشيا مسيحية موالية للأسد تعلن استعدادها لدعم روسيا في أوكرانيا

هل تلجأ روسيا إلى مرتزقة من سوريا للقتال في أوكرانيا؟