استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تنجو الأسواق والاقتصاد العالمي من حرب أوكرانيا؟

الأحد 6 مارس 2022 06:44 ص

هل تفلت الأسواق والاقتصاد العالمي من حرب أوكرانيا؟

أشار العريان إلى تداعيات وتأثيرات عكسية غير مقصودة للعقوبات مما قد يؤثر سلبيا على الاقتصاد العالمي وأنظمة الدفع الخاصة به.

تحذير من تصور أن الحياة تسير بصورة طبيعية بمناطق بعيدة عن النزاع فهذه الصورة لن تستمر إذا استمرار التصعيد بين روسيا والغرب.

تصعيد العقوبات الاقتصادية سيكون له أضرار جانبية عديدة تتحملها الدول الأخرى، بخلاف روسيا التي سيقع عليها الضرر الأكبر بالتأكيد.

توقع العريان ألا تنتهي مأساة أوكرانيا قريباً وأن حظر بنوك روسيا من نظام "سويفت" وفرض عقوبات شاملة على بنكها المركزي سيشل اقتصاد روسيا.

تبطئ العقوبات نمو الاقتصاد العالمي وتفاقم التضخم وتعثر شركات عاملة بروسيا وخسائر ضخمة لحاملي سندات روسيا وتعثر سلاسل إمداد شركات وحكومات تستورد سلعا روسية.

ستضطرب الأسواق إذا: ازداد وضع أوكرانيا سوءا؛ أو شلت العقوبات الاقتصاد الروسي تماماً؛ أو ارتفعت معدلات إفلاس وإعادة هيكلة الشركات؛ أو عدم احتواء الانعكاسات المالية السلبية على بقية العالم.

* * *

في مقال نشره على موقع وكالة بلومبرغ الاقتصادية الأميركية تحت عنوان "الأسواق والاقتصاد العالمي لا يمكنهم الإفلات من الحرب في أوكرانيا"، وبعد اقتحام القوات الروسية للأراضي الأوكرانية الأسبوع الماضي، وفرض العقوبات الاقتصادية الضخمة على موسكو ومؤسساتها ورجال الأعمال المرتبطين بها، عاود الاقتصادي الأميركي د. محمد العريان التصريح بتشاؤمه في أحد مقالاته على بلومبرغ، مذكراً الجميع بأن شعباً كان ينعم بالحياة الهادئة قبل أيام، أصبح أفراده اليوم ما بين لاجئ على حدود دولة أخرى، ومغامر بحياته إن تمسك بالبقاء، بينما يتعرض بلده لهجمات عسكرية مكثفة تهدف لاحتلال أرضه.

ومع توقعه ألا تنتهي تلك المأساة قريباً، أكد العريان أن منع البنوك الروسية من استخدام نظام التحويلات الدولي "سويفت"، وفرض العقوبات على البنك المركزي الروسي بشكل شامل، يمكنهما شل الاقتصاد الروسي، إلا أنه أشار أيضاً إلى وجود تداعيات Spillovers، وانسكابات Spillbacks، ويقصد بها تأثيرات عكسية غير مقصودة، لتلك الإجراءات، مما يمكن أن يؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد العالمي وأنظمة الدفع الخاصة به.

أكد العريان أن التصعيد في العقوبات الاقتصادية سيكون له العديد من الأضرار الجانبية التي تتحملها الدول الأخرى، بخلاف روسيا التي سيقع عليها الضرر الأكبر بالتأكيد.

وعدد العريان تلك الأضرار، بداية من تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد العالمي، وارتفاع معدل التضخم في كافة أنحاء العالم، مروراً بتعثر الشركات العاملة في روسيا، وتعرض حاملي السندات الروسية لخسائر ضخمة، وحتى تعثر سلاسل الإمداد للشركات والحكومات التي تعتمد على وارداتها من روسيا.

أشار العريان أيضاً إلى أن منع البنك المركزي والبنوك الروسية الأخرى من استخدام نظام سويفت سيدفع روسيا، كما بعض الدول الأخرى، إلى العمل على إيجاد نظام بديل له، وهو ما سيعطي دفعة قوية للجهود التي بدأت قبل سنوات، مدعومة برغبة واضحة في إيجاد بديل للنظام الذي تسيطر عليه الدول الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حتى وإن كان النجاح في تحقيق ذلك الهدف ما زال محدوداً.

ومع تأكيده أن ظهور التأثير على الاقتصاد العالمي وعلى تعثر الدائنين أو التزامهم، يحتاج لبعض الوقت، حذر العريان الجميع من تصور أن الحياة تسير بصورة طبيعية في المناطق البعيدة عن النزاع، موضحاً أن هذه الصورة لن تستمر في حالة استمرار التصعيد بين روسيا والغرب.

وأعرب العريان عن دهشته من ارتفاع أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية مع نهاية الأسبوع الماضي، وتراجع سعر النفط إلى ما دون المائة دولار للبرميل، وتعويض سندات الحكومة في الأسواق الناشئة خسائرها، متسائلاً إذا ما كان المستثمرون والمتعاملون في تلك الأسواق يدركون حقيقة ما يحدث في أوكرانيا.

ومع تسليمه بوجود أسباب تسمح ربما بارتفاع الأسواق على المدى القصير، مثل تراجع التقييمات بصورة واضحة خلال الأسابيع الأخيرة، واضطرار بنك الاحتياط الفيدرالي لتخفيف حدة وسرعة رفع معدلات الفائدة على أمواله، ومحاولة البعض انتهاز فرصة الشراء مع انخفاض أسعار الأسهم.

إلا أن رؤيته كانت تشير بوضوح إلى عدم إمكانية استقرار الأسواق لو ازداد الوضع سوءاً في أوكرانيا، أو تمكنت العقوبات الغربية من شل الاقتصاد الروسي تماماً، أو ارتفعت معدلات الإفلاس وإعادة الهيكلة لدى الشركات، أو لم يتم احتواء الانعكاسات المالية السلبية على بقية دول العالم.

وأكد العريان أن حدوث أي من تلك المحاذير الأربعة يفرض على العالم الانتباه، مستعيناً بمقولة رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجون وقت احتدام أزمة انتشار الفيروس في العالم، التي قالت فيها "لو كانت حياتك ما زالت تبدو طبيعية، اسأل نفسك إذا كنت تفعل الأشياء الصحيحة".

بالتأكيد لا يخلو كلام العريان من منطق، ولو كان تشاؤمه مبالغاً فيه وقت الجائحة، فلا يمكن لعاقل أن يتجاهل تحذيراته الآن، لكن ما ندركه بقدر كبير من الثقة أن تكبيل الاقتصاد الروسي المنعزل أصلاً لن يكون له تأثير كبير على ابتكارات شركات مثل آبل ومايكروسوفت وغوغل، ولا على مبيعات أمازون ونتفليكس وتسلا، ولا على أرباح شركات التكنولوجيا الجديدة ومنتجات المستهلكين التي انتعشت خلال عامي الجائحة، طالما لم تكن هناك مواجهات عسكرية مباشرة بين القوات الروسية وقوات حلف الناتو.

وبخلاف ذلك، يؤكد التاريخ قدرة الشركات الأميركية على انتهاز الفرص في أوقات الأزمات لتحقيق المزيد من الأرباح، وربما ترافقها الشركات الصينية في تلك الرحلة هذه المرة.

* شريف عثمان كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تداعيات خطيرة.. حرب أوكرانيا تضرب أسس الاقتصاد العالمي

معظم البورصات الخليجية تتراجع مع الغموض بشأن أوكرانيا

منذ بدء الحرب.. أوكرانيا باعت 12 مليار دولار من احتياطيات الذهب