اختبار تأثير العقوبات.. الغرب يعاود فتح خطوط الاتصال مع بوتين (تحليل)

الأحد 6 مارس 2022 02:04 م

لماذا عاودت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، فتح خطوط الاتصال مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" رغم استمرار غزو أوكرانيا؟

يتداول محللو الشؤون الاستراتيجية النقاش حول إجابة هذا السؤال حاليا بعد الإعلان عن مهاتفة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لـ "بوتين"، الأحد، بعد يوم من لقاء الرئيس الروسي رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينت" في موسكو.

ويرى عديد المراقبين أن الغرب يرى في اتصالات ولقاءات "أردوغان" و"ماكرون" و"بينيت" استثمارا للمفاتيح القريبة من "بوتين"، وهو ما عبر عنه الرئيسان التركي والفرنسي بالإعلان عن الاستعداد لـ "وساطة من أجل حل النزاع سلميا".

وتزامنت عروض الوساطة مع حث دول الغرب الصين، على لسان أكثر من مسؤول، على التدخل لدى روسيا من أجل وقف غزو أوكرانيا وعدم البقاء على الحياد، ما قدم مؤشرا على محاولة اختبار "مفعول" زخم العقوبات الاقتصادية على موسكو.

فبعد أن اكتوى "بوتين" بنار العقوبات، التي أثرت بشكل سلبي كبير على الاقتصاد الروسي عبر تخفيض تصنيفه دوليا من قبل مؤسسات التصنيف الدولية إلى ما دون المستوى الاستثماري، بدأ الغرب بفتح خطوط الاتصال مجددا مع الزعيم الروسي ليرى ما إذا كان موقفه من استمرار الحرب في أوكرانيا قد تغير مع كل تلك العقوبات أمام لا.

ويدرك المعسكر الغربي جيدا أنه لا حل للأزمة سوى بالحوار، لأن ميزان القوة العسكرية لا يصب في صالح أوكرانيا، ويصر على عدم التورط في حرب مباشرة مع روسيا باعتبار أن "الكل سيخسرون" في هذا السيناريو، ولذا تبحث الدوائر الغربية كل سيناريوهات الموقف الروسي، بما في ذلك استمرار الحرب وخروج أو مقتل الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلنكسي"، والاضطرار لتشكيل حكومة أوكرانية من المنفى.

لكن هكذا سيناريو يعني تمهيد الطريق لـ "مقاومة أوكرانية دموية وطويلة"، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، وهو ما يعني استمرار الصراع لسنوات.

ويعزز من الدوافع نحو إعادة فتح خطوط الاتصال مع "بوتين" أن نيران العقوبات يكتوي بها الغرب أيضا، إذ بلغت أسعار النفط والغاز مستويات مرهقة لاقتصادات أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية (تقترب من 120 دولارا للبرميل)، فيما ارتفعت أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في فبراير/شباط الماضي.

وبإضافة مواجهة أوروبا لأكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن قراءة الخارطة الكاملة لمحاولة الغرب "تليين" الموقف الروسي وصولا إلى صيغة "تسوية" تضمن وقف الحرب في أوكرانيا.

وإزاء ذلك، يرى المراقبون أن رد فعل "بوتين" إزاء دعوات الوساطة سيدفع بوصلة للغرب نحو أحد مسارين: إما الذهاب إلى تسوية سياسية أو فرض "مزيد" من العقوبات، التي قد تصل إلى إصابة الاقتصاد الروسي بشلل شبه كامل.

ويعزز من هكذا قراءة أن الولايات المتحدة وحلفاءها حرصوا على عدم فرض عقوبات شاملة على روسيا في بداية الأزمة، في محاولة لإكساب العقوبات قدرة على إحداث "زخم تصاعدي متتابع" مع تطور الأحداث.

من هنا جاء إعلان "ميخايلو بودولاك"، مستشار الرئيس الأوكراني، الأحد، أن وفد المفاوضات الأوكراني بدأ يلمس "تحولا إيجابيا" في الموقف الروسي بعد فرض "الموجة الأولى" من العقوبات الغربية.

فهل يرجح "بوتين" صوت الواقعية الاقتصادية؟ أم يواصل حملة الأرض المحروقة في أوكرانيا؟، الساعات المقبلة تحسم موقفه من عرض الوساطة، وبالتالي من استمرار الحرب والعقوبات معا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا فلاديمير بوتين الغرب العقوبات غزو أوكرانيا

بوتين عن غزو أوكرانيا: ندافع عن مصالحنا والعقوبات الغربية أشبه بإعلان حرب

عبر خطة من 6 نقاط.. جونسون يدعو العالم لضمان فشل بوتين في تحقيق طموحاته

زيارات للخليج وردم خلافات.. تحضيرات غربية متسارعة لعقوبات نفطية على روسيا