سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" على جانب من معاناة السوريين المحتجزين في مراكز الترحيل بالدنمارك، بعدما سحبت السلطات هناك إقامتهم المؤقتة، للضغط عليهم وإعادتهم لوطنهم الذي مزقته الحرب. 

ووفق الصحيفة، فقد بات السوريون العالقون في مراكز الاحتجاز بالدنمارك محرومين من كافة حقوقهم وفي وضع قانوني مزر؛ بعدما استنفذوا كافة جهودهم للاستئناف ضد قرار الدولة الاسكندنافية بسحب إقاماتهم. 

وذكرت الصحيفة أن مركز ترحيل "كاشيرفودجارد" الذي يقع ببلدة إكاست، شمال الدنمارك، على سبيل المثال، يعج بالنفايات، كما وثقت انتشار الفئران في مركز آخر.    

ونقلت الصحيفة عن أقارب "هيثم الكردي" (60 عاما) أحد طالبي اللجوء السياسي للدنمارك، والذي يقبع داخل "كاشيرفودجارد" منذ 6 أشهر، أنه يعاني بشكل متزايد من الكآبة وفقدان الشهية لتناول الطعام ويعاني من تشنجات لا إرادية وبدأ بالحديث مع نفسه.

وهرب "الكردي" من الحرب الأهلية في بلاده عام 2015 لكي ينضم إلى ابنه الأكبر "محمد" الذي هرب قبل عام. 

ومنح "الكردي" في البداية صفة اللجوء المؤقت بالدنمارك، إلا أن السلطات ألغت إقامته في العام الماضي بعدما قررت أن عودته لسوريا مع آخرين "أصبحت آمنة".

وفي مقابلة سابقة مع "الكردي"، قال: "أن تكون هنا هو موت بطيء" مضيفا أن "منظور العودة إلى سوريا مخيف". 

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الدنمارك بدأت في عام 2019 بإرسال رسائل إلى أكثر من 1200 شخص جاءوا من منطقة دمشق، قالت فيها "إنها تقوم بإعادة النظر في الإقامات التي منحتها لهم". 

ومنذ ذلك الوقت، سحبت الإقامات المؤقتة من 100 مثل "الكردي"، والذين استنفدوا كل جهود الاستئناف مما يجعل إقامتهم في الدنمارك غير قانونية.

وتم إرسال العديد منهم إلى مراكز الترحيل التي أقيمت في أنحاء البلاد، لكن الدنمارك لا يمكنها ترحيلهم نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية مع سوريا.

وأضافت الصحيفة أن أزمة اللاجئين الجديدة في أوروبا والترحيب الدافئ بالأوكرانيين الهاربين من الهجوم الروسي، أثارت تعاطفا ومرارة بين سكان الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يشعرون أن الدول الأوروبية اتخذت موقفا متعاطفا من القادمين الجدد أكثر من ترحيبها في السنوات الأخيرة بالعرب والمسلمين والأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى بر الأمان في أوروبا.