الاتحاد الأوروبي يبدد آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضويته

الخميس 10 مارس 2022 10:56 م

بدّد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، الخميس، آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتل، وسط انقسام حول مسألة حظر الاتحاد الأوروبي واردات الطاقة من روسيا.

جاء ذلك، خلال اجتماع عاجل للقمة الأوروبية غير الرسمية في مدينة فرساي الفرنسية، لمناقشة انعكاسات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان يفترض للقمة، أن تمثل أهم محطة في رئاسة فرنسا الدورية للاتحاد الأوروبي، لكن بدلاً من ذلك، يترأس "إيمانويل ماكرون" قمة أزمة عقب الحرب التي شنها الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين" على أوكرانيا، والتي قلبت رأساً على عقب عقوداً من الاستقرار في أوروبا.

واجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس للاتفاق على رد مشترك إزاء الحرب في أوكرانيا، في ظل اختلاف وجهات نظرهم بشأن المدى الذي يجب المضي فيه فيما يخص العقوبات الاقتصادية، ومدى سرعة خفض واردات الطاقة الروسية، وما إذا كان عليهم السماح لكييف بالانضمام إلى تكتلهم سريعا من عدمه.

وساهم النزاع في تصاعد التأييد داخل الاتحاد الأوروبي للرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، غير أن القادة أكدوا في المحادثات أن مساراً سريعاً للعضوية في الاتحاد "غير ممكن".

وقال "ماكرون"، خلال القمة التي عقدت في قصر الملك "لويس الرابع عشر"، حول انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي: "والدولة في حالة حرب؟.. لا أعتقد ذلك (..) هل سنغلق الباب ونقول إن الأمر لن يحدث أبدا؟، سنكون غير عادلين"، حسب قوله.

وأردف الرئيس الفرنسي قائلا: "هناك محادثات على المستويين الاستراتيجي والتاريخي، ستقود خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لقرارات تاريخية لقارتنا الأوروبية".

وحول رؤيته للأزمة الروسية الاوكرانية، قال: "لا أرى حلا دبلوماسيا في الساعات المقبلة ولا حتى في الأيام المقبلة".

إلا أنه عبر عن تفاؤله بوقف إطلاق النار، وقال: "أنا متفائل بالطبع، لكنني يجب أن أكون واقعيا"، حسب قوله.

ووصف "ماكرون"، قصف مستشفى للتوليد في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، بأنه "عمل حربي مشين"، فيما أدان القادة الآخرون الهجوم، محملين المسؤولية لموسكو التي نفت الوقوف وراءه.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الهولندي "مارك روته": "ليس هناك مسار سريع".

وأضاف: "أود التركيز على ما يمكننا فعله لزيلينكسي الليلة وغداً، وانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مسألة للمدى البعيد، إن حدث ذلك أصلاً".

من جانبه، حذّر رئيس وزراء لوكسمبورغ "كزافييه بيتي"، من إعطاء كييف الانطباع أن "كل شيء يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها".

وتدعم دول شيوعية سابقة، مثل بولندا، بقوة طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن دولا أخرى مثل فرنسا ما زالت مترددة في تعليق الإجراءات المطولة المعتادة للانضمام للاتحاد.

وأخذت كرواتيا، أحدث عضو في الاتحاد الأوروبي، عشر سنوات للانضمام.

ولأوكرانيا بالفعل اتفاقيات للتجارة الحرة وعلاقات سياسية واقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد سينظر في ضم أوكرانيا إلى برنامج للتبادل الطلابي، ودعوتها بشكل أكثر انتظاما إلى الاجتماعات الوزارية بمجرد انتهاء الأزمة.

وأضاف الدبلوماسي: "هذه طريقتنا في الاستجابة لهم ومنحهم الدعم المعنوي لإظهار أنهم جزء من الأسرة الأوروبية".

وفي شأن مقارب، تسبب اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية بأول شرخ في الرد الموحد للغرب على هجوم الكرملين، إذ امتنع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن حظر واردات النفط الروسي الذي فرضته الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40% من احتياجاته من الغاز الطبيعي من روسيا، ولا سيما ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، التي تعتمد على إمدادات الطاقة، إلى جانب إيطاليا، وكثير من دول أوروبا الوسطى.

وتأتي نحو ربع واردات الاتحاد الأوروبي من النفط من روسيا أيضاً.

وسببت الحرب ارتفاع أسعار الطاقة بشكل هائل وهددت الاقتصاد واستدعت نقاشات عاجلة بشأن الجهة التي يمكن أن يتوجه إليها الأوروبيون للتزود بالغاز والنفط.

وأصبحت المسألة أكثر إلحاحاً مع موجة عقوبات غربية على روسيا شكلت ضغوطاً أيضاً على أسواق الطاقة.

أعربت لاتفيا وبولندا وليتوانيا عن تأييدها لمسألة حظر الاتحاد الأوروبي واردات الطاقة من روسيا، اعترضت دول أخرى، على رأسها ألمانيا عن هذا القرار.

وبحسب مسودة الإعلان النهائي لاجتماع القمة، فإن قادة الدول الـ27 سيوافقون "بشكل حذر" على "التخلي التدريجي"، عن اعتماد الاتحاد على الغاز والنفط والفحم الروسية.

وسيسعى القادة الأوروبيون للدفع باتجاه وسائل يمكن لأوروبا من خلالها الاعتماد على نفسها في قطاعات بالغة الحساسية، مثل شبه الموصلات وإنتاج المواد الغذائية، والأهم الدفاع.

وتشن روسيا حربا على جارتها الأصغر منذ 24 فبراير/شباط، عندما هاجمتها من البر والبحر والجو للإطاحة بحكومتها الموالية للغرب، في محاولة لإفشال محاولة الجمهورية السوفيتية السابقة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وأدى القتال إلى فرار أكثر من مليوني لاجئ إلى الاتحاد الأوروبي الذي فرض من جهته عقوبات غير مسبوقة على روسيا وقدم دعما سياسيا وإنسانيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى بعض إمدادات الأسلحة.

ومنذ الغزو الروسي للجارة الموالية للغرب، وافق أعضاء الاتحاد على ما مجموعه نصف مليار يورو (550 مليون دولار) بشكل مساعدات دفاع لأوكرانيا.

وفي خروج عن عقيدة طالما التزمتها، أعلنت برلين تخصيص ميزانية حجمها 100 مليار يورو (110 مليارات دولار) للدفاع الوطني.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي أوكرانيا حظر استيراد الطاقة روسيا غزو أوكرانيا

CNN: حرب أوكرانيا غيرت خريطة أوروبا الأمنية

الرئيس الليتواني: عملية اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي بدأت

القمة الأوروبية: ندعو إلى ضمان أمن المنشآت النووية الأوكرانية

زيلينسكي: أشهر تفصل أوكرانيا عن الانضمام للاتحاد الأوروبي