كشف موقع "إنتليجنس أونلاين" الاستخباراتي، أن قطر تؤيد بشكل واضح محور واشنطن والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وذلك بخلاف دول الخليج الأخرى التي تحاول الحياد في هذه الأزمة.

وقال الموقع إنه "رغم أن قطر استثمرت بكثافة في روسيا عندما تم فرض حظر عليها من جيرانها الخليجيين في الفترة من 2017 إلى 2021، لكنها انتهزت الأزمة الأوكرانية كفرصة لتأكيد دعمها لمحور واشنطن – بروكسل، ولكن بالنسبة لموسكو، فإن هذا لا يعني أن الدوحة قد تجاوزت نقطة اللاعودة".

وأضاف الموقع أنه "بينما تواصل بقية دول الخليج إظهار الحذر في نهجها تجاه الهجوم الروسي في أوكرانيا، كانت الدوحة نشطة دبلوماسياً لصالح أوكرانيا منذ البداية".

وأشاد الغرب الذي لم يتوقع أن تتخذ قطر مثل هذا الموقف الواضح، بهذه الخطوة، إذ جاءت الإشادة من مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك على لسان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية "دانييل بنعيم".

كما رحب الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" بدعم قطر، وتحدثت تقارير إعلامية عن كون الأمير "تميم بن حمد آل ثاني" عرض على كييف خدمات الوساطة، الأمر الذي دفع بالسفير الأوكراني في الدوحة "أندري كوزمينكو" إلى الإشادة بنجاح الدوحة الدبلوماسي.

أيضا حافظت قناة "الجزيرة" التليفزيونية القطرية على رواية معادية للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" منذ بداية الهجوم في 24 فبراير/شباط، وبالتأكيد لم يمر هذا دون أن يلاحظه أحد في الغرب، وفق الموقع.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تتأثر الأصول الروسية في الدولة الخليجية بموقف قطر أو بعلاقات قطر مع أوكرانيا.

وفي عام 2021، منحت هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية امتيازًا بقيمة 140 مليون دولار لمدة 35 عامًا لميناء أولفيا البحري الأوكراني، لشركة "QTerminals" القطرية المملوكة للمجموعة العامة لمواني قطر.

ووفق الموقع، فإنه "على عكس الحياد القوي المفاجئ لدولة الإمارات، تتمتع قطر بهامش دبلوماسي كبير من المناورة مع روسيا سمح لها بالحفاظ على موقف مؤيد لأوكرانيا وداعميها الغربيين، ويرجع ذلك أساسًا إلى حجم الاستثمارات التي قام بها جهاز قطر للاستثمار في الشركات المملوكة لحكم القلة المقربين من بوتين".

وفي هذا الصدد، أشار "إنتليجنس أونلاين" إلى أن صندوق الثروة السيادي بقطر والذي يقوده عضو الدائرة المقربة من الأمير "تميم بن حمد آل ثاني"، "منصور بن إبراهيم آل محمود"، يمتلك ما بين 13 و 14 مليار دولار من الأسهم في المجموعات الاستثمارية الروسية.

وبالمقارنة، يمتلك صندوق "مبادلة" في أبوظبي نحو ثلاثة مليارات دولار فقط، والدوحة مثل أبوظبي ليس لديها خطط لبيع هذه الأصول الاستراتيجية.

وكان جهاز قطر للاستثمار ثالث أكبر مساهم في شركة "روسنفت" الروسية منذ أن اشترى حصة 19.5% في تلك الشركة النفطية مقابل 8.4 مليار دولار تقريبًا في عام 2018، وهي عملية بيع تمت متابعتها باهتمام من قبل وكالة المخابرات المركزية.

أيضا فإن رئيس قسم البحث والتطوير في مؤسسة قطر، "فيصل السويدي"،الذي قاد العديد من الشركات التابعة لشركة قطر للبترول السابقة (التي أعيد إطلاقها باسم قطر للطاقة في أكتوبر 2021)، وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة شركة روسنفت.

وفي هذا الصدد، لفت الموقع إلى استحواذ جهاز قطر للاستثمار تدريجيًا على حصة 25% من مطار بولكوفو في بطرسبورج بين عامي 2016 و 2018.

فيما تم تأجيل الخطط الجارية منذ عام 2017 لشركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة بالكامل لجهاز قطر للاستثمار لشراء حصة نسبتها 25% في مطار فنوكوفو الدولي في موسكو إلى أجل غير مسمى.

وعلى غرار صندوق الثروة السيادية الإماراتي (مبادلة)، تعاون جهاز قطر للاستثمار مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي "كيريل ديميترييف" في عام 2014 للاستثمار في العديد من المجموعات الروسية المملوكة للدولة كليًا وجزئيًا.

وفي وقت سابق الخميس، استقبل أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، المبعوث الخاص للرئيس الأوكراني "بيكتم رستم"، الذي وصل إلى الدوحة، لمقابلة مسؤولين قطريين.

وجرى خلال المقابلة استعراض آخر التطورات على الساحة الأوكرانية، والطرق السلمية والدبلوماسية الكفيلة بحلّها، حسبما ذكر بيان عن الديوان الأميري القطري.

كما تم مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وسبق أن دعا أمير قطر، جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وشدد أمير قطر على "ضرورة إبقاء الحالة الإنسانية للمدنيين كأولوية قصوى وضمان سلامتهم".

والثلاثاء، استقبلت مساعدة وزير الخارجية القطري "لولوة الخاطر"، سفير أوكرانيا لدى قطر "أندري كوزمينكو"، وبحثت معه آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية.

وكان أمير قطر الشيخ "تميم"، تلقى 3 اتصالات هاتفية، من الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، منذ إعلان بدء العمليات العسكرية الروسية، الخميس 24 فبراير/شباط الماضي.

كما أجرى أمير قطر، اتصالات مع عدد من المسؤولين الدوليين، على رأسهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".