تضارب تصريحات "متعمد" حول مستويات الإنتاج.. الإمارات تستعرض عضلاتها النفطية بوجه أمريكا

الخميس 10 مارس 2022 08:35 م

"رسالة تنبيه إلى واشنطن".. هكذا وصفت رويترز تضارب تصريحات المسؤولين الإماراتيين بشأن مستوى إنتاج بلادهم من النفط، وآثاره اللافتة على أسعار السوق، مشيرة إلى أن هذا التضارب "متعمد" على الأرجح.

وذكرت مديرة الوكالة في الخليج، اللبنانية "سامية نخول"، أن تضارب التصريحات الإماراتية كان بمثابة "استعراض عضلات نفطية" عبر التسبب في خفض أسعار النفط بنسبة 13% في يوم واحد، بعد عدة أيام من مطالبات واشنطن بزيادة مستوى الإنتاج دون استجابة من أبوظبي.

وأضافت أن الإمارات أظهرت القوة التي يتمتع بها المنتجون الخليجيون في السوق، بعدما تجاهلت، هي والسعودية، مناشدات الولايات المتحدة للتدخل من أجل كبح زيادة أسعار النفط، التي تهدد بركود عالمي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

 وأشارت إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الأربعاء، هو الأكبر في يوم واحد منذ نحو عامين، وذلك في أعقاب تصريح أدلى بها سفير الإمارات في واشنطن "يوسف العتيبة"، قال خلالها إن بلاده "تؤيد ضخ المزيد من النفط".

لكن ما لبثت الأسعار أن عادت للارتفاع مجددا عندما ناقض وزير الطاقة الإماراتي "سهيل المزروعي" تصريحات "العتيبة"، قائلا إن بلاده "ملتزمة باتفاق إنتاج متفق عليه مع تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+)، التي تضم السعودية وروسيا.

وفي هذا الإطار، تنقل مديرة "رويترز" عن رئيس مركز الخليج للأبحاث "عبدالعزيز الصقر" أن التصريحات الإماراتية المتضاربة "كانت متعمدة"، وتحمل رسالة للولايات المتحدة، مفادها: "أنت بحاجة إلينا، ونحن بحاجة إليك، فلنحل الخلافات بيننا".

واعتبر "الصقر" أنه كان حريا بواشنطن، التي أشارت إلى خطط روسيا لغزو أوكرانيا قبل وقت طويل من وقوعه في 24 فبراير/شباط الماضي، أن تنسق بشكل أوثق مع المنتجين الخليجيين في الحشد ضد روسيا، بدلاً من اللجوء إليهم فقط وقت اندلاع الأزمة.

وأشار إلى أن دول الخليج "تبنت على مدى سنوات عديدة علاقة جيدة مع روسيا، ولا يمكنها قلب الأمور فورا".

وهنا تشير "نخول" إلى أنه الولايات المتحدة تسببت في تآكل رصيدها السياسي مع الرياض وأبوظبي من خلال عدم الاستجابة لمخاوفهما بشأن المنافسة الإقليمية مع إيران، وإنهاء دعمها للحرب في اليمن، وفرض شروط على مبيعات الأسلحة الأمريكية لكل منهما، بينما تريد من الخليج أن يقف إلى جانب الغرب بشأن الأزمة الأوكرانية.

ونوهت مديرة مكتب "رويترز" إلى أن الموقف الإماراتي إزاء الولايات المتحدة يتشابه مع نظيره السعودي، إذ يشعر ولي عهد المملكة، الأمير "محمد بن سلمان، بالغضب من رفض الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التعامل معه مباشرة باعتباره الحاكم الفعلي للسعودية على خلفية جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"، وإشارة تقرير للمخابرات الأمريكية إلى تورط الأمير السعودي بها.

واستندت "نخول" في تحليلها إلى إفادة مصدر خليجي مطلع (لم تسمه) بأن واشنطن ستعاني من نتاج تراكم انعدام الثقة بينها وبين العواصم الخليجية منذ الانتفاضات العربية عام 2011 عندما صُدم حكام الخليج من الطريقة التي تخلت بها إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عن الرئيس المصري الراحل "حسني مبارك" بعد تحالف استمر 30 عامًا، وتجاهلها لمخاوف حكام الخليج من صعود جماعة الإخوان المسلمين آنذاك.

وأضاف أن دول الخليج شعرت بالصدمة عندما توصلت واشنطن إلى اتفاق نووي مع إيران عام 2015 دون معالجة مخاوف الخليج بشأن برنامج طهران الصاروخي ووكلائها الإقليميين في اليمن، في إشارة إلى الحوثيين.

وساد الشعور بالازدراء السعودية عام 2019 عندما قوبلت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة برد فعل أمريكي فاتر، كما شعرت الإمارات بالإحباط في يناير/كانون الثاني الماضي عندما شن الحوثيون هجمات على أبوظبي، بحسب المصدر، الذي أشار إلى أن الإمارات دعت "بايدن" لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، إلا أنه لم يفعل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات أمريكا روسيا النفط

عقب محادثات في الخليج... جونسون يفشل بالحصول على تعهد بزيادة إنتاج النفط