الهدوء يعود لطرابلس بعد تحشيد عسكري لأنصار الدبيبة وباشاغا

الجمعة 11 مارس 2022 05:46 م

عم الهدوء العاصمة الليبية طرابلس، الجمعة، بعدما شهدت تحشيدات عسكرية، لأنصار رئيس الحكومة المكلف "فتحي باشاغا"، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية "عبدالحميد الدبيبة".

وأجرى مراسل الأناضول جولة في عدة مناطق بالمدينة، حيث غابت مظاهر التوتر التي شهدتها مساء الخميس.

وأشار بعض سكان طرابلس للأناضول، إلى فتح الطرق التي أغلقتها مساء الخميس مجموعات مؤيدة لـ"باشاغا"، وأخرى داعمة لـ"الدبيبة".

وأوضح السكان، أن جميع الكتائب المسلحة عادت إلى ثكناتها بعدما انتشرت في مناطق بالمدينة، ليلة أمس.

وعقب تداول أخبار مساء الخميس، مفادها أن رئيس الحكومة المكلف من برلمان طبرق (شرق)، سيدخل العاصمة لممارسة مهامه بدلا من حكومة "الدبيبة"، جرت تحركات عسكرية كبيرة لكتائب مسلحة داعمة لـ"باشاغا"، واتجهت أرتال مسلحة من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة لدعمه.

في المقابل، جرت تحشيدات لكتائب مسلحة مؤيدة لـ"الدبيبة"، لمنع "باشاغا" من دخول المقار الحكومية في ظل إصدار الأول تعميما لقوات الأمن قبل أسبوع، للتعامل بقوة مع أي محاولة لاقتحام تلك المقار.

وتتصاعد المخاوف في ليبيا من انزلاقها مرة أخرى إلى الانقسام السياسي أو الحرب الأهلية بعد رفض حكومة "الدبيبة" تسليم السلطة إلا لحكومة ناتجة عن انتخابات شعبية.

مطالب خفض التصعيد

وعلى أثر هذه التطورات، طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والولايات المتحدة، الفرقاء الليبيين إلى التهدئة وضبط النفس.

وقالت البعثة الأممية في بيان، مساء الخميس، إنها تتابع "عن كثب وبقلق التقارير المتعلقة بحشد قوات وتحركات أرتال كبيرة للمجموعات المسلحة مما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وما حولها".

فيما حثت المستشارة الأممية "ستيفاني وليامز"، في تغريدة: "الجميع بلا استثناء على ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية قولا وفعلا بما في ذلك تحركات القوات (العسكرية)".

بدوره، قال السفير الأمريكي لدى طرابلس "ريتشارد نورلاند"، في بيان: "نؤيد تماما رسالة بعثة الأمم المتحدة (..) نحث كلا الجانبين على اغتنام الفرصة لمتابعة حل سياسي بدلا من المخاطرة بالتصعيد".

ليصدر "باشاغا" بيانا في وقت متأخر الخميس، أعلن فيه عدم التصعيد، استجابةً للمطالب الدولية والإقليمية، بعدم جر طرابلس للعنف.

وقال "باشاغا"، إن "القوة التي اتجهت اليوم إلى العاصمة طرابلس هي قوة للتأمين وليست للحرب".

وتابع أنه "رغم صعوبة الموقف فإنهم آثروا حقن الدماء وعدم استخدام السلاح والعودة إلى مقرات تمركزهم السابقة شريطة أن تتوقف الحكومة منتهية الولاية (يقصد حكومة الدبيبة) عن أي إجراءات تتعلق بقفل الأجواء أو أي عراقيل تخالف القانون".

واعتبر "باشاغا" أن هذا القرار، "استجابة لمطالبات أصدقائنا الدوليين والإقليميين ونزولا عند رغبة العديد من الشخصيات الوطنية".

وتابع البيان، أن حكومة "الدبيبة" "مغتصبة للسلطة ومحصورة في العاصمة ومتمترسة بالسكان المدنيين كدروع بشرية"، دون تعليق فوري من حكومة الوحدة الوطنية.

مفاوضات

ولاحقا، أعلن "نورلاند" في بيانين منفصلين عبر حساب السفارة الأمريكية على "تويتر"، "استعداد باشاغا والدبيبة للدخول في مفاوضات لإيجاد حل سياسي لأزمة البلاد".

وأضاف أنه أعرب لـ"الدبيبة" خلال اتصال هاتفي "عن تقديري لالتزامه بحماية الأرواح وكذلك استعداده للدخول في مفاوضات لإيجاد حل سياسي".

وتابع قائلا: "تحدثت مع باشاغا (هاتفيا) وأشدت باستعداده لتهدئة التوترات اليوم والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة".

وقبل شهور شهدت ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس/آذار 2021، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، قبل تعذر إجرائها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتتجدد التوترات في البلاد، جراء خلافات سياسية بين الأطراف الليبية.

وزادت حدة التوترات في البلاد، عقب تنصيب برلمان طبرق "باشاغا" رئيسا للحكومة بدلا عن حكومة "الدبيبة"، وهو ما يرفضه الأخير، مرجعا ذلك إلى أن ملتقى الحوار السياسي (ترعاه الأمم المتحدة) حدد مدة عمل السلطة التنفيذية الانتقالية بـ18 شهرا تمتد حتى 24 يونيو/حزيران المقبل.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

حكومة باشاغا حكومة الدبيبة ليبيا طرابلس كتائب مسلحة

ليبيا بين الدبيبة وباشاغا: عودة إلى مطحنة الاستعصاء

باشاغا: سننتقل إلى طرابلس ولن نتورط في أي عنف