قمة تركية يونانية لتذويب الخلافات بين البلدين

الأحد 13 مارس 2022 12:14 م

تشهد مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، لقاء قمة بين رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكس"، والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، تعزيزا لجهود التقارب بين الدولتين الجارتين وكلتاهما عضو في حلف شمال الأطلسي، في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ويعقد اللقاء بعدما استضافت أنقرة التي تطرح نفسها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في موقع الوسيط بين البلدين، مفاوضات الجمعة الماضي بين وزيري الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" والأوكراني "دميترو كوليبا"، هي الأولى منذ شنت روسيا هجومها.

واغتنم الرئيس التركي زيارة "ميتسوتاكس" الذي يلتقي اليوم الأحد في إسطنبول بطريرك القسطنطينية المسكوني "برثلماوس الأول"، الزعيم الروحي للأرثوذكس في العالم، ليدعوه إلى مائدة غداء في المقر الرئاسي على ضفة البوسفور.

وشهدت العلاقة الخلافية بين أثينا وأنقرة في السنوات الماضية، أزمة جديدة على ارتباط بترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.

وتصاعد التوتر في صيف 2020 عند محاولة تركيا القيام بأعمال تنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها، غير أن استئناف المفاوضات الثنائية عام 2021 سمح بانفراج نسبي في العلاقات.

وأوضحت الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية في جامعة أثينا، "أنتونيا زيرفاكي" تعقد القمة اليونانية التركية على خلفية الحرب في أوكرانيا، لكنّه سيتم تقييمها في سياق الحوار اليوناني التركي الذي بدأ بعد خفض التصعيد في أزمة صيف 2020.

ورأت في هذا اللقاء مؤشرًا على جهود تقارب وتفاهم بين البلدين.

وأبدى "ميتسوتاكيس"، الأربعاء الماضي، استعداده للمساهمة في الحوار بطريقة بناءة خصوصًا أن البلدين يبديان قلقهما إزاء الشؤون الإقليمية.

وقال خلال مجلس وزراء "بصفتنا شريكين في حلف شمال الأطلسي، مطلوب منا التحرك في ظل الظروف الحالية" من أجل "محاولة إبقاء منطقتنا بعيدًا عن أي أزمة جيوسياسية أخرى والتنديد بانتهاك (روسيا) القانون الدولي".

وعلى غرار جميع شركائها الأوروبيين، نددت أثينا بشدة منذ الـ24 من فبراير/ شباط الماضي بالغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفته بأنه هجوم يهدف إلى"مراجعة التاريخ" و"انتهاك فاضح للقانون الدولي".

وأوضح مدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية في إسطنبول، "سنان أولجن"، أنه "مع احتمال قيام حرب طويلة في البحر الأسود، من مصلحة البلدين تحسين علاقاتهما الثنائية.. وتسوية خلافاتهما".

وتابع أنه سيعاد توجيه دبلوماسيتهما، وإلى حد ما، مجهودهما العسكري، بموجب هذه الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، مشيرًا إلى أنه بإمكان الدولتين المساهمة في "مختلف مبادرات حلف شمال الأطلسي".

ورأت "أصلي أيدنتاتشباس"، العضو في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، وهو مركز دراسات مقره في برلين، أن الحرب في أوكرانيا "يمكن أن تنعكس إيجابًا على العلاقات اليونانية التركية".

وقالت "بعدما اعتمدت لسنوات سياسة خارجية متشددة وعزلت نفسها عن المنطقة، تسعى تركيا حاليّا لتطبيع علاقاتها مع خصومها الإقليميين".

ولفتت الخبيرة إلى أن المسؤولين يدركون أنه من جانبي بحر إيجه "يتغير العالم ويعاد النظر في الأمن الأوروبي بشكل لم يكن من الممكن تصوّره قبل ثلاثة أشهر"، ما يرغم البلدين على الدخول في حوار إستراتيجي.

وقال "ميتسوتاكيس" الأربعاء الماضي:"إن كان هناك خلافات بيننا، هذا لا يعني، وخصوصا في ظل الأوضاع الحالية، أنه لا ينبغي التحاور“، معربًا في الوقت ذاته عن ”تطلعات محسوبة وواقعية" للقاء الأحد.

ولا يتوقع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مقدونيا، "سبيروس ليتساس"، نتيجة حاسمة خصوصًا أن "البلدين يتكلمان لغة مختلفة".

ورأى "سنان أولغن" أن هدف القمة هو، على وجه الخصوص، استبعاد أي عمل استفزازي قد يقود إلى تصعيد جديد.

 

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

تركيا اليونان رئيس الوزراء اليوناني حرب أوكرانيا رجب طيب أردوغان

بعد انقطاع 5 سنوات.. ماذا وراء المحادثات التركية اليونانية؟

أردوغان ورئيس وزراء اليونان يتفقان على تحسين العلاقات وسط صراع أوكرانيا

رئيس وزراء اليونان: أرسيت في تركيا أسس تحسين العلاقات الثنائية

تركيا: قنوات الحوار مع اليونان أصبحت أكثر انفتاحا