اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن إدارة البيت الأبيض وفي مقدمتها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" دخلت فى مواجهة نفطية مع السعودية والإمارات؛ بسبب جهود واشنطن للسيطرة على أسعار النفط المرتفعة، بالتزامن مع الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن السعودية والإمارات تقاومان حتى الآن جهود ومحاولات "بايدن" وإدارته لدفعها لزيادة إنتاج النفط من أجل تخفيف تأثير ارتفاع الأسعار الخام على المستهلكين الأمريكيين قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني، وأيضا ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا.
وقالت إن فشل جهود "بايدن" مع الدولتين الخليجيتين جعلت أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت حقيقة واقعة.
ونقلت الصحيفة عن السير "جون جنكينز"، السفير البريطاني السابق في المملكة، قوله إن العلاقات التي كانت تنمو بين الرياض وموسكو، لا سيما منذ أن قام "بايدن" بتهميش ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" على خلفية تورطه بمقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، ربما تحتاج إلى "إعادة ضبط" لنزع التوتر بين واشنطن من جانب والرياض وأبوظبي من جانب آخر.
وقال إن "وعدا أمريكيا متجددا بالدفاع عن السعودية والإمارات ضد إيران هو أحد الطرق، إضافة لإعادة تصنيف الحوثيين وتجديد الالتزام بتسوية اليمن بما يناسب الرياض وأبوظبي، هو شيء آخر.
لكن على الرغم من ذلك، عقب "جنكينز" قائلا "لا يمكنه رؤية بايدن يقول إنه ببساطة سينسى خاشقجي".
ويضيف: "أنا شخصيا لا أعتقد أن روسيا تهم السعودية كثيرا. الصين أهم بكثير. تريد بكين تجنب انهيار التجارة العالمية، أو الركود الغربي الطويل. وهناك دلائل على أن بكين تحاول تثبيت موقعها بشكل مناسب. الخطر إذن هو أن الخط المتشدد من الرياض سوف يأتي بنتائج عكسية".
وبحسب "جنكينز"، فإنه بالنظر إلى تعود أعضاء منظمة الدولة المصدرة للنفط "أوبك" على ممارسة "الخداع والتملص" من التزاماتهم؛ لتحقيق مصالحهم، فيمكن للسعودية أن تكون قادرة على إحداث فرق في أسواق النفط في غضون أشهر؛ لتهدئة أسعار الخام شريطة عدم ارتكاب خطأ خطير.
